
إعداد: راندا جرجس
الطاقة النووية هي المنبعثة نتيجة لتفاعل نووي، وتستخدم وقوداً مصنوعاً من «اليورانيوم» المُستخرج من الأرض والمُعالج لإنتاج البخار وبالتالي توليد الكهرباء، وتعدّ من المصادر التي تقلّ فيها الآثار البيئية سواءً على الأرض أو الموارد الطبيعية، ويمكن استخدام تقنياتها في عدة مجالات إلى جانب توليد الكهرباء، مثل الزراعة والغذاء والطب واستكشاف الفضاء وتحلية المياه.
1- تحلية المياه:
تتطلب عملية تحلية مياه البحر المالحة، كميات كبيرة من الطاقة، وتشير الإحصاءات إلى أن 20% من سكان العالم لا يملكون مياهاً عذبة وآمنة للشرب، بحسب الرابطة النووية العالمية، ويمكن توفير الطاقة التي تحتاج إليها محطات التحلية عن طريق المنشآت النووية، وبالفعل تمت الاستعانة بمحطة «كانيون ديابلو» للطاقة النووية في المناطق القاحلة بولاية كاليفورنيا الجنوبية، لتشغيل محطة تحلية المياه، وساهمت في توفير إمدادات ماء موثوقة وآمنة للمنطقة.
2- زراعة وغذاء:
يستخدم المزارعون الإشعاع في العديد من الدول حول العالم، للسيطرة على تكاثر الحشرات الضارة وحماية المحاصيل الزراعية، وتوفير كميات أكبر من الغذاء، وتسمى عملية تعريض الطعام للإشعاع «التشعيع»، وتعد السبيل الوحيد لقتل البكتيريا والكائنات الضارة الأخرى الموجودة في الطعام النِيْءٌ والمجمدة بطريقة فعّالة، وتعتبر نوعاً من التعقيم، من دون التأثير في القيمة الغذائية للطعام.
3- تشخيص وعلاج:
ساهمت التقنيات النووية في تشخيص وعلاج العديد من الأمراض؛ حيث تمكن الأطباء من تحديد كمية الإشعاع اللازمة بدقّة لقتل الخلايا السرطانية من دون الإضرار بالخلايا السليمة وفقاً للأبحاث النووية، واستخدامها أيضاً في التصوير بالأشعة السينية التي تعتبر من أهم أدوات التشخيص الطبية، والتي تعتمد على الإشعاع وتتيح للأطباء فرصة الاطّلاع على جسم الإنسان من الداخل، فضلاً عن أشعة جاما التي تُستخدم في تعقيم المعدّات الطبية بأمان وبكلفة قليلة.
4- استكشاف الفضاء:
تعتبر التقنية النووية مصدراً موثوقاً وطويل الأمد للكهرباء، ويمكنها تشغيل المركبات الفضائية أثناء تجولها في عمق الفضاء، وقد تم استخدامها في 27 بعثة فضائية لاستكشاف ودراسة النظام الشمسي على مدى الأعوام الخمسين الأخيرة، وعلى سبيل المثال: إن المركبة الفضائية «فوياجر 1» التي أُطلقت عام 1977 للدراسة ما زالت ترسل بيانات إلى يومنا هذا.
تستخدم الحرارة الناتجة عن البلوتونيوم لتوليد الكهرباء في مولّدات المركبات الفضائية التي تعمل بدون طيار ويمكنها العمل لعدة سنوات، كما يساهم مولد الطاقة النووية في إبقاء أنظمة المركبة ضمن درجات الحرارة المطلوبة واللازمة لاستكمال العمليات بفعالية على كوكب المريخ الذي يمتاز بدرجات حرارة منخفضة تحت الصفر.