يبدو أن لعنة التحرش تلاحق المشاهير حول العالم، من فنانين ورياضيين وصناع قرار وغيرهم.
فبعد أيام من صدور الحكم بالسجن 6 سنوات على الفنان المغربي سعد لمجرد بتهمة اغتصاب فتاة فرنسية، تم منذ ساعات توجيه تهمة الاغتصاب رسميا لنجم المنتخب المغربي مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي أشرف حكيمي، وهي تهمة نفتها موكلته بشدة.
وبين الحقيقة والمكيدة، تكرر مشهد توجيه اتهامات التحرش والاغتصاب للكثير من المشاهير على مر السنوات، وهو ما خلق علامة استفهام حول تورطهم في مثل هذه التهم.
ضريبة النجاح
تقول الفنانة المغربية صابرينة بلفقيه لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “لكل نجاح ضريبة، وضريبة النجاح تكون قاسية لدى المشاهير خصوصا لأنهم تحت الأضواء، إذ تتم متابعتهم من قبل ملايين الأشخاص”.
وتضيف: “لذلك فإن أي خطأ مقصود أو غير مقصود يكون صداه كبيرا”، مشيرة إلى أن جزءا من الصحافة وبعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي “لا تبحث دائما عن الحقيقة وتصدر أحكامها خلال ثوان، فيما يحتاج القضاء لسنوات حتى يتوصل للحقيقة”.
ورأت بلفقيه أنه “في بعض الأحيان تكون اتهامات التحرش كيدية وأحيانا أخرى حقيقية”، لافتة إلى أنه “على الشخص المشهور أن يكون حذرا ويتصرف بذكاء وأن يحترم الآخرين، ويتجنب الأماكن أو الأشخاص المشبوهين”، واعتبرت المشاهير “أناسا عاديين معرضين لأي شيء”.
لكن الفنانة رفضت فكرة أن تكون تهمة التحرش ملازمة للمشاهير، مشددة على أن عددا كبيرا منهم يقومون بأعمال إنسانية واجتماعية نبيلة، وبالتالي “من يخطئ سيعاقبه القضاء ومن ظُلم سوف تنصفه العدالة، فالجميع تحت سقف القانون، وعموما الاتهامات تطال جميع الناس والمتهم بريء حتى تثبت إدانته”.
الضحية والجلاد
ومن جهة أخرى، تقول الأخصائية في علم النفس السريري دارين عماش لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن هناك عدة عوامل تجعل من الأشخاص المشهورين، مثل الفنانين ولاعبي كرة القدم، أكثر عرضة لمواجهة تهمة التحرش أو الاغتصاب، حيث إن “قوة الشهرة التي يتمتعون بها قد تجذب انتباه بعض الأطراف التي تسعى إلى تحقيق ربح مادي عبر الظهور بمظهر الضحية، حتى لو تسبب ذلك بتدمير حياة الشخصية الشهيرة”.
وأشارت إلى أن “الأشخاص الذين قد يلعبون دور الضحية يدرسون جيدا طبيعة الشخص المستهدف، ويختارون الوقت والمكان المناسب لتنفيذ السيناريو المعد بإتقان”.
لكن في المقابل، ترى الأخصائية أن “هناك فئة من المشهورين يشعرون بفائض القوة والنفوذ بسبب نجاحاتهم، ويعتبرون أنفسهم فوق القانون، لذلك فإنهم يتوجهون نحو السلوكيات المسيئة ومنها التحرش بسبب اعتقادهم بأنهم يملكون حقوقا خاصة تؤكد سلطتهم على الآخرين”.
وأوضحت أن هذه الفئة من المشاهير “لا يمكنها تقبل الرفض أو الانكسار أو الانتقادات، مما يزيد من احتمالية الوقوع في الزلة والخطأ”.
التعليم النفسي
وتضيف عماش أن بعض المشاهير يظنون أنهم يستطيعون فعل ما يريدونه من دون عقاب بسبب قوتهم، و”دون أن يكترثوا للآثار السلبية التي تنتج عن سلوكهم”، مشددة على أن العامل النفسي الذي يتعلق بالنرجسية من العوامل التي تزيد من احتمالية ارتكاب المشهورين لاعتداء.
وشددت على أهمية تشجيع التعليم النفسي الذي يساهم في معالجة النرجسية، ويساعد الجميع في التصرف بشكل صحيح في المجتمعات.
وختمت الأخصائية في علم النفس السريري حديثها بالقول إنه “في ظل ما يحصل حاليا، يفترض أن يستحضر المشاهير احتمال مواجهة تهمة التحرش الجنسي كجزء من عملهم”.