مدائن صالح، التي تشبه نظيرتها البتراء في الأردن، هي مقبرة صحراوية رائعة مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
تحظى مدينة البتراء المنحوتة في الحجر الرملي في الأردن بشهرة واسعة باعتبارها عاصمة مملكة الأنباط، وهي حضارة عربية قديمة ازدهرت في شمال الجزيرة العربية وجنوب بلاد الشام بين حوالي 312 قبل الميلاد و106 بعد الميلاد.
لكن على بُعد بضع مئات من الكيلومترات جنوبا، وعلى بُعد ثلاث إلى أربع ساعات بالسيارة من المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، تكمن بقايا مستوطنة غامضة كانت في وقت من الأيام مركزا قويا لحضارتهم العظيمة.
وحتى عمليات التنقيب الأثرية في العقود القليلة الماضية، لم يكن معروفاً إلا القليل عن الثقافة القديمة في المملكة العربية السعودية، التي خلفت وراءها معالم صخرية ضخمة في الصحراء الشاسعة.
وكانت مدائن صالح، وهو موقع مدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي ويسمى أحياناً مدينة الحجر، مركزاً رئيسياً للأنباط على طول طريق تجاري قديم يربط بلاد فارس بالشرق مع منطقة البحر المتوسط إلى الغرب.
وتعد منطقة العُلا المحيطة بها من المناظر الطبيعية الخلابة التي اجتاحتها الرمال والمكونة من الأطلال القديمة والمقابر التي يبلغ عمرها آلاف السنين، والتي لا يزال الكثير منها محفوظًا بشكل جيد حتى يومنا هذا.
وقد سُكنت مدائن صالح منذ القرن الأول قبل الميلاد، وكانت مركزاً صاخباً لتجارة البخور والتوابل حتى غزو الرومان في القرن الأول الميلادي.
ويتكون الموقع من أكثر من 100 مقبرة ضخمة محفورة في الصخور، وهو ما يعكس براعة الأنباط الفنية.
ويعد القصر الفريد أحد أكثر المعالم روعة وفخامة، ويعتقد أن السلالم عند قمته تدعم مرور الروح إلى السماء.
ويمكن رؤية التأثيرات المعمارية اليونانية الرومانية والآشورية والمصرية، مثل النسور وأبو الهول والمثلثات والأعمدة، في جميع أنحاء المقابر ذات الحجر الرملي.
لقد ظل هذا الموقع الذي يعود إلى أكثر من ألف عام محفوظاً جيداً لعدة قرون، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى المناخ الجاف والقاحل في المملكة العربية السعودية.
وتضخ الحكومة السعودية الكثير من الاستثمارات في منطقة العلا المحيطة لجذب السياح.