4 أمسيات رائعة عاد فيها “جدل” العود بين الفنان الكبير مارسيل خليفة والفنان وشربل روحانا اللذين قدّما مجدداً عملاً موسيقياً ضخماً بمبادرة من معهد “فيلوكاليا” في دير الزيارة في بلدة عينطورة الكسروانية على مدى ثلاث ليال في 22 و23 و24 حزيران/ يونيو قبل أن يتم تمديد ليلة رابعة بسبب الاقبال على حضور العرض بحسب ما أعلنت رئيس المعهد الاخت مارانا سعد.
ومن المعروف أن هذا العمل الموسيقي الذي كتبه مارسيل خليفة قبل 28 عاما ينطلق من ديوان جدارية للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش والذي يتناول مسألة الحياة والموت بلغة فلسفية عميقة. وتميّزت ليلة السبت بحضور وزير الثقافة محمد وسام المرتضى وراعي ابرشية استراليا المارونية المطران انطوان طربيه ونخبة من أهل الثقافة والفن وعدد من الإعلاميين.
وقد استهلت الحفل الاخت مارانا بكلمة ترحيبية عرضت في خلالها لتاريخ دير الزيارة العتيق الذي يرقى إلى 400 سنة وكان مهجوراً قبل أن يُعاد ترميمه وافتتاحه برعاية وحضور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فأعيد إليه الروح والحياة ونعمة الفرح والجمال.
ثم كانت كلمة الدكتور سهيل مطر الذي نوّه بمزايا خليفة وروحانا وعودَيهما قائلاً: “في طريقي إلى هذه الباحة مررت على الكنيسة، أشرق عليّ عود الصليب، تابعت السير: أمتار قليلة، ظهر لي لا عود واحد بل عودان يستريحان كأنهما في هناءة قيلولة. عود الصليب يمنحنا النعمة، البركة، السلام، عود مارسيل خليفة يمنحنا الثورة، الجنون، الكرامة. وعود شربل روحانا يسفّرنا في سكرة وفي رحلة نحو الفرح”.
وأضاف “جدل حكاية حب كتبها مارسيل خليفة منذ 28 سنة، أجل كتبها. هي كتاب حب بلغة عالمية، لا هوية قاتمة تحتكرها ولا عنصرية سامة تحتقرها”، مؤكداً أن “مارسيل احترف الإبداع، كتب الحكاية بأعصابه، بجنونه، بثورته، ولكنها حكاية حب: عاشقان: عود مارسيل وعود شربل يتبادلان موسيقياً كل أنواع الغرام، وفي الغرام جدل وجدال وجدايل نلاعبها بشغف، وجداول من دمع وندى”.
وتابع “جدل مارسيل خليفة وشربل روحانا لا يقبل الجدل، إنه العمل الإبداعي الناهض إلى الخلود. الفن أو الفناء، ومارسيل وشربل اختارا الفن”. وختم “عود هذا الرائع مارسيل إنني أحنّ إليه، كما أحنّ إلى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي…”.
وبعد انتهاء الحفل الذي تخلله أداء مارسيل الأغنية الشهيرة “بين ريتا وعيوني بندقية” والذي حظي بإعجاب الحضور وتصفيقهم الطويل، كانت كلمة لوزير الثقافة عبّر فيها عن شعوره وارتياحه بحضور هذا الحفل في دير، وأكد “أننا كلنا تواقون ليكون وضعنا غير وضعنا الحالي”.
ووصف الوزير مارسيل خليفة بـ”البركان الذي يفجّر الحمم”، كما نوّه “بوداعة شربل روحانا التي تغنيه”، وختم بالقول “أن يأتي مسلم مثلي إلى دير يضم الاخت مارانا ومارسيل وشربل فهو غصباً عنه سيخشع للثالوث”.