حلّق الشاعران الإماراتي حسن النجار، والأردني يوسف الديك في فضاءات الكلمة العذبة، والجمال الشعري، مخاطبين الوطن والحبيبة ومستحضرين الغياب، وذلك خلال أمسية شعرية بعنوان “على صهوة الحروف”، استضافها المقهى الثقافة ضمن الفعاليات الثقافية التي ينظمها معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ38 التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب، حتى 9 من نوفمبر الجاري.
واستهل النجار الأمسية بقصيدة قال فيها”: ضوء أول
أريدُ أن أكتبَ كمجنونٍ لا يُدرِكُ خاتمة الكلام..
يلهث خلفَ الفِكرةِ واللافكرة تقوده الرغبة إلى حيث يريد أو لا يريد
سأتبع عطشي، وأخاف من الارتواء
قبلة ضوء..
ويرسمنا العُمرُ ضحكة وردٍ
وينشر للحبّ عطر هوانا..
ويأخذنا للبعيد البعيد
ويلهمنا في امتزاج رؤانا..
يلوننا زهرة زهرة..
تعانقتا فتفشّى شذانا
ومن قصيدة “تجوّل في الذاكرة”، قال النجار:”
أسير هنا في مكانٍ تعجّ تفاصيلهُ بالحكايا
وتشهق فيه الزوايا
الأماكنُ موسومة بالحنين
الأماكنُ كلُّ الأماكِنِ ترتدّ فينا وتخطو بداخلنا
تتجول في الذاكرة..
هنا طرقات تدّس الكلام وتحفظ وعد المحبّين
من قال إن الطريق يوسوس للعابرين بأسراره
إنها طرفة سمجة فالطريق هنا كبرياء برغم انكساراته
من جانبه ألقى الشاعر يوسف الديك قصيدة قال فيها:
لا العمرُ لا السنواتُ
لا الأيامُ تُجدي وإن تتواترِ الأحلامُ..
أنا لو دفنتُكِ يا سنيّ صبابتي في جفنِ من أحببت
كيف أُضامُ..
تباً لقلبٍ لا يملّ تشيطُنهُ
ختيرت يا قلبُ
متى سننامُ..
حبُ النساءٍ تلوّعٌ وتضوعٌ
لكنّ حبكِ مقتلٌ يا شامُ
وتابع”: سأرمي كلامي على القبّرات وأمضي
وحيداً وحيداً
لعلّ الوطن
يجيء صباحاً بحسرة أم الشهيد
ويرقأ دمعُ العناةِ الزمن
أنا كلّ هذا الفراغ المعبأ بالذكريات
كلّ هذا الضجيج الرديء
كلّ هذا الوهَن
سأرمي كلامي على أمّة كلّها عنتراتٍ
فأين لعبلة أن تستريح