لا يملك الزائر لفعاليات “أيام الشارقة التراثية” إلا التوقف ومشاهدة عرض الأنديما الذي تقدمه فرقة “أم القيوين للفنون الشعبية” في ساحات المنطقة التراثية في قلب الشارقة وبين بيوتها، حيث يتحلق عدد من الرجال بأثوابهم الإماراتية التقليدية وعصابات رؤوسهم ليؤدوا رقصات حماسية تثير الفرح بإيقاعات طبولها وآلاتها الموسيقية.
وقد يدفع الفضول الزائر إلى التساؤل حول تاريخ وأصل هذه الرقصة التي لا ينخفض إيقاعها، وإنما يظل يتعالى ويحشد الجمهور من حوله وكأنه يستحث فيهم همة العمل بروح عالية، فأعضاء الفرقة واقفين في حلقة كاملة يحملون طبول الشبوة، والمسيندو، والكاسر، والطوس، ويتناوب على الدخول في وسطها المؤدون والعازفون، وكل منهم يشجع الآخر لرفع الإيقاع وزيادة الحماس.
ولا تبدو هذه الرقصة غريبة على العارف أن بيئات الإمارات تتنوع بين الجبلية، والصحراوية، والساحلية، وأن لكل منها خصوصية في التقاليد والفنون والمأكولات والأزياء والحرف التقليدية، إذ تنتمي هذه الرقصة -كما يؤكد ناجي سعيد عبد الله العلوي، مساعد مدير فرقة أم القيوين للفنون الشعبية- إلى أهالي البيئات الساحلية حيث كان صيد اللؤلؤ هو المهنة الرئيسية للكثير من سكانها.
ويوضح العلوي أن الأنديما كانت تؤدى في رحلات الصيد لشحذ همة الصيادين ورفع حماسهم تجاه خير البحر، فتعتمد بالأساس على الطبول وحركة الرجال الذين يتنافسون في تشجيع بعضهم وأداء أفضل ما يمكن لإثارة أجواء من الفرح والسعادة بين الصيادين والعمال والتخفيف من تعب ومشقة الخوض في البحر.
ويشير العلوي إلى أن مشاركتهم في الدورة الـ18 من “أيام الشارقة التراثية” تتوزع على عدة أيام طول فترة انعقاده، موضحاً أنهم سيواصلون تقديم العروض الشعبية أمام جمهور الحدث الذي يتوافد إلى قلب الشارقة من مختلف بلدان العالم.