قدم المنهالي أبياتاً من قصائد الفصحى، مثل أبيات أبي الطيب المتنبي، من تلحينه وغنائه بالأسلوب الإماراتي الأصيل، كما تقلد منصب نائب رئيس جمعية الموسيقيين الإماراتيين، ويسعى لتحقيق التبادل الثقافي الإبداعي من خلال تبنّي مشروع الدبلوماسية الثقافية، وتبادل الأفكار والفن واللغة واللهجة، وغيرها من جوانب الثقافة، بين دولة الإمارات وغيرها من الدول والشعوب، وتحقيق تبادل الموروث الموسيقي الذي يحمل هوية وأصالة الشعوب المختلفة.
وحصل على الدكتوراه الفخرية من الهيئة العالمية للتحكيم الدولي في الدبلوماسية الثقافية الموسيقية، لجهوده المتواصلة والمتميزة في هذا الإطار. في الحوار التالي نتعرف أكثر إلى مشواره وأفكاره.
يستهل المنهالي حديثه قائلاً: «بدايتي مع الموسيقى بدأت بدعم أسرتي لي منذ الطفولة، خصوصاً والدي، رحمه الله، الذي كان يحرسني ويرعاني، وكان يخشى عليّ حتي من اللعب مع أقراني، فقد كان الصديق الأقرب لقلبي. وبمجرد أن طلبت أن أتعلم عزف العود، وفّر لي مدرّساً بالبيت لتعليمي العزف، وفي عمر 12 عاماً صرت أعرف العزف على العود، وكان أبي يطلب مني أن أغني له لأنه كان من الناس الذين يحبون الطرب والموسيقى، ومن هنا كانت بداية علاقتي بالموسيقى، إلى أن التحقت بأكاديمية بيت العود العربي سنة 2013، ولفتت موهبتي انتباه الفنان نصير شمة عندما رآني أعزف، فقال لي إن ريشتي حلوة، وعزفي جميل، ولمستي فيها إحساس، وهي شهادة حفزتني على الاستمرار حتى تخرجت عام 2018 بامتياز مع مرتبة الشرف، كأول فنان إماراتي يتخرج في بيت العود».
ويشير المنهالي إلى أهمية التعليم في حياته، قائلاً: «أعتبر نفسي في حالة تعلم دائم، لا أتوقف عن مطاردة المعرفة في شتى المجالات، أردت أن أفهم أسس الإعلام، والصحافة، والميديا، فقمت بعمل دبلومة في الصحافة والإعلام، درست فيها سنتين، إلى جانب حرصي على دراسة تخصص القانون والنظم السياسية في الجامعة الأمريكية بالإمارات، حيث حصلت على بكالوريوس القانون».
ويتابع: «حصلت على الماجستير في حقوق الملكية الفنية، لكي أفهم الكثير عن طبيعة هذه المسألة التي تؤثر كثيراً في أيّ فنان، أو كاتب، فهي تتعلق بحقوق الأداء العلني والملكية المعنوية، والقانونية، والمادية، للمنتج الفني، إلى أن أكملت الدكتوراه في جامعة جلاسكو».
- المقامات الموسيقية
ويوضح المنهالي أن دراسته في أكاديمية العود أضافت له الكثير «حيث تعلمت المقامات الموسيقية وفنون الأداء، وتعلمت المدارس الفنية المصرية، والتركية، والشامية، وتتلمذت تحت الإشراف المباشر للدكتور نصير شمة».
ويتابع: «جنيت ثمار هذا التنوع والثراء المعرفي بالموسيقى والثقافات الفنية، عندما توجت جهودي منظمة اليوزفيلد الأمريكية التي منحتني الدكتوراه المهنية في تخصص أداء الأصوات العربية والخليجية، مُنحت لي بعد أن غنيت السلم النوبي الخماسي، ورئيس المنظمة هو الذي انتبه إلى موهبتي، وطلب مني أن أرسل له شهادتي الماجستير والدكتوراه التي حصلت عليهما، حتى أصبح مؤهلاً للحصول على الدكتوراه المهنية التي يقدمونها، ثم حصلت على عدة شهادات دكتوراه فخرية أعتز بها، مثل الدكتوراه الفخرية بالدبلوماسية الثقافية، ولكني أعتز بدراسة وغناء السلم الخماسي الجميل، وغنائي لأغنية من الإيقاع السوداني يعبر عن الدبلوماسية الموسيقية الإماراتية».
- تجارب فنية
يطلعنا المنهالي على تجاربه الفنية في إطار الدبلوماسية الثقافية، ويقول: «إلى جانب تجربتي الفنية بالثقافة المغربية، تواصلت مع الأستاذ القدير عبد الوهاب الدوكالي وهو فنان مغربي كبير لاستأذنه في أداء أحد أغنياته التي يبلغ عمرها سبعين سنة، فسألني هل ستغنيها في الإمارات، قلت له نعم وبالأسلوب والأداء الإماراتي، ورحب كثيراً بالفكرة».
أما إضافاته الفنية، فيقول عنها: «أنا اخترعت ما يسمى بمدرسة الفصحى، وهي مدرسة فنية تقوم على شعبنة الفصيح. حيث قدمت اللون الشعبي الإماراتي الموسيقي بالفصحى، فقدمت للمتنبي «أروح وقد ختمت على فؤادي»، وقدمت الرقصة المحلية الإماراتية بالفصحى، وحالياً ألحن نصوصاً لكبار شعراء الجاهلية بنفس الطريقة التي ابتكرتها «شعبنة الفصحى»، وهي كلمة مستوحاة من العامية الإماراتية، وهذا المشروع الفني ليس سهلاً، فهو يحتاج إلى معرفة جيدة جداً بلغة الضاد، وما خدمني في ذلك أنني درست الفنون الخليجية، والفنون التي كانت تؤدى في منطقة الحجاز، وكانت كلها مواويل بالفصحى، ما جعل فك شفرة هذا الفن متاحاً لي».
- خطط مستقبلية
يقول طارق المنهالي: «خططي المستقبلية كثيرة، مشروع الدبلوماسية الثقافية أسير فيه على كل اللهجات، وهناك كثير من المشروعات أعلن عنها فيما بعد، عندي تعاون يسير مع شعراء سودانيين، ومصريين، ومغاربة، طموحي عالٍ، وقريبا أستعد للغناء بدبي أوبرا، وهي حلم لكل فنان، وأرى أن كل فنان لديه طموح لأن يقدم نفسه ويحاول ويجتهد، ولكل مجتهد نصيب، خصوصاً أننا نعيش في بلد يقدر المواهب في كل المجالات، وليس في الفنون فقط».
ويضيف: «اللون الفني المفضل إلى قلبي هو الكلاسيكي الأصيل بكل ألوانه، سواء كان مصرياً، أوسودانياً، أو شامياً، أو إماراتياً، كل أصيل أحب أن أعبر عنه، وأستمتع به وأنا أؤديه، واستكشف مواطن الجمال فيه».