مسيرة آلان ديلون
آلان ديلون ممثل ومخرج ومنتج فرنسي، ولد في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1935، وينحدر من أصول إيطالية ألمانية لوالديه، وقد بدأ مسيرته الفنية في الفيلم القصير «الاختطاف» (Le rapt) عام 1949.
قدّم مسيرة فنية بارزة، منها أفلام: «الساموراي» (Le Samouraï)، و«روكو وإخوته» (Rocco and His Brothers)، و«عودة كازانوفا» ( Le retour de Casanova )، و«ليكليس» (L’Eclisse)، و«النمر» (The Leopard)، وآخر أعماله «أي تشابه» (Toute Ressemblance).
وأطلقت عليه الصحافة لقب «ساحر النساء»، وحظي بشعبية كبيرة منذ ظهوره على شاشة السينما الروائية لأول مرة في الخمسينات من القرن الماضي.
وخلال مسيرته حصل على العديد من الأوسمة والجوائز، منها جائزة أفضل ممثل من «سيزار» عام 1985. وفي عام 1991 حصل على وسام جوقة الشرف الفرنسي، وفي مهرجان برلين السينمائي الدولي الـ45 حصل على جائزة الدب الذهبي الفخرية، كما حصل على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان «كان» السينمائي.
مرض واختفاء
كان آخر ظهور لآلان ديلون في جنازة الممثل جان بول بلموندو، في سبتمبر/أيلول 2021، ولكنه طوال الجنازة كان مبتعداً عن الموجودين، وقد ظهر عليه وقتئذ الشعور بالحزن والأسى الشديد لرحيل فنان عاصره.
وفي مارس 2022، كشف الممثل الفرنسي أنتوني ديلون عن رغبة والده آلان ديلون في إنهاء حياته عن طريق ما يسمى «الموت الرحيم»، وأنه طلب تنظيم رحيله بداخل أحد الأماكن المخصصة في سويسرا حيث يقيم حالياً.
وفي مقابلة للمحطة الإذاعية «آر تي إل» (RTL) الفرنسية، قال أنتوني إن والده يعاني تدهور حالته الصحية منذ عام 2012 وإصاباته بمشاكل في القلب، ثم إصابته بجلطة دماغية في عام 2019 أدت إلى تدهور حالته تدهوراً كبيراً، وقد جعله كل ذلك يقرر إنهاء آلامه ومعاناته مع المرض عن طريق ما يسمى «الموت الرحيم»، وهو موت طوعي يطلبه المرضى الميئوس من شفائهم لتخفيف الآلام الناجمة عن المرض، وقد تم تقنينه في بعض الدول ومنها سويسرا.
اللافت أن هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها آلان ديلون رغبته في الموت، ففي يناير/كانون الثاني 2018 في حوار نقلته مجلة «باري ماتش» الفرنسية بمناسبة مرور 50 عاماً على مسيرته الفنية، قال إن الموت ليس من مخاوفه، لكنه لا يرغب في الرحيل مع الآلام، وقد بدأ يشعر برغبته في مغادرة هذا العالم الذي وصفه بالفاسد والممتلئ بالجرائم يومياً.
واشار إلى أنه لا يريد الموت بمفرده، بل مع كلبه الذي أوصى بحقنه بمادة خاصة كي يلحق به حين يقرر ترك العالم.
وقال في المقابلة إن كل ما له معنى في حياته رحل بموت أهله وأصدقائه، كما أنه رغم ماضيه الممتلئ بالقصص العاطفية لم يجد امرأة تملأ حياته، وقد تخلص منه والده عندما كان في عمر 4 سنوات، ليعيش في دار للأيتام، وبعد أن أصبح نجماً مشهوراً حاول أن يلتقي والده مرة أخرى لكنه رفض الاعتراف به، ورغم انزعاجه فإنه شعر بأنه محظوظ لأنه نجم محبوب من الجميع.
آلان ديلون تحت الوصاية
في مايو/ أيار الماضي، وُضع أسطورة السينما الفرنسية آلان ديلون تحت «الوصاية المعززة» بعد جلسة مغلقة بمحكمة مونتارجي القضائية، وهو الأمر الذي وصفه محامي ابنة الممثل الشهير بأنه «مهين»، حيث يتيح هذا الإجراء للوصي عليه إدارة ممتلكاته ونفقاته، فيما يستمر النزاع القضائي بين نجليه وشقيقتهما.
وكان ديلون المصاب بسرطان الغدد الليمفاوية، قد وضع تحت الحماية القضائية منذ يناير/كانون الثاني مع تعيين وكيل قضائي لمعاونته في ما يتعلق «بمتابعته طبياً». ومذاك، يخوض أبناء النجم الثلاثة حربا ضروسا في ما بينهم، على صفحات الصحافة أو في القضاء، ويؤكد كل منهم رغبته في حماية الممثل الفرنسي الكبير الذي تدهورت صحته منذ إصابته بسكتة دماغية في 2019.
ويعتقد نجلاه أنتوني (59 عاما) وآلان فابيان (29 عاما) أن شقيقتهما أنوشكا (33 سنة) تتلاعب بوالدهم، إذ أخفت عنهما حالته الصحية وكانت ترغب في إعادته إلى سويسرا، على حدّ قولهما.
وأكد الشقيقان أن أنوشكا ترغب في إعادة النجم إلى سويسرا، البلد الذي يحمل جنسيته ويقيم فيه بانتظام، تجنباً لدفع الكثير من الضرائب على الميراث في فرنسا.
وكانت أنوشكا رفعت دعوى قضائية ضد شقيقَيْها بتهمة انتهاك الخصوصية بعدما نشرا محادثة بينها ووالدها، وستجرى المحاكمة في إبريل/نيسان 2025 بمحكمة باريس.