شهد معرض الشارقة الدولي للكتاب 2019، أمسيةً شعريةً، جمعت بين شاعرين مميّزين، ما لبثت أن تحولّت إلى ما يشبه السجال الشعري؛ حيث صدح كل شاعرٍ بما تجود به قريحته من قصائد تمنّى الحضور لو أنهّا لا تنتهي.
واستضافت الأمسية التي أدارها الشاعر عبد الله الهدية، كلًا من الشاعر الإماراتي ومدير بيت الشعر في الشارقة محمد البريكي، والشاعر السعودي الشاب محمد عمر السكران، ليقدّم كلٌ منهما قصائد مواضيعها متشابهة واسلوبها مختلف؛ إذ تميّز السكران بأسلوبه الساخر وخفيف الظلّ وأدائه الكوميدي، أما البريكي فتألّق بأسلوبه الجادّ والذي لم يخلو من الدعابة الخفيفة. وبالرغم من هذا الاختلاف الأسلوبي، مرّر كلٌ من الشاعرين رسائل صبّت بالنهاية في المواضع ذاتها.
وركّز الشاعران، في قصائدهما على قضايا العشق والعلاقات ونقد العادات والسلوكيات والسخرية منها، ليتفاعل معهما الجمهور بالتصفيق احتفاءً بمضامين قصائدهما وتميُّز أسلوبهما، وسط إدارةٍ ذكيّةً للأمسية من الإماراتي عبد الهدية، زادتها انسيابها الشعري.
من ناحيته شكرَ السعودي محمد السكران، الحضور، ووجّه تحيةً خاصةً لإمارة الشارقة على الجهود المتفانية التي تبذلها من أجل تعزيز الثقافة، مشدّدًا على عشقه لها، قائلًا: “إن الشاعر يستطيع أن يقول كل ما يريد فقط في الشارقة”.
ومن أجواء الأمسية قرأ محمد البريكي:
الصوت شاهي والأحاسيس سكر
وطيبك يعدل وضع لو كان مقلوب
وأنا مصدع حيل ما عاد افكر
أرجوك عطني اشرب اشوي م الكوب
وانا معك ما حس وقتي معكر
بالعكس أحس الوقت إنسان حبوب
فيما قرأ السكران قصيدته الشهيرة “رسالة إلى جدي آدم”:
من عقبك احفادك انقسموا واخس انقسام
عابتهم ارجوك يمكنه يفيد العتب
النار من بينهم وصلت حدود الغمام
وقودها الناس مافيها رماد وحطب
مذاهب وكل مذهب فيه مفتي وامام
زحمة ديانات تجلد بعضها فـ الخُطب
والدين مبدأ ونفس(ن) سامية واحترام
ماهو بـ ذرة كراهية ودورة نشب