
فرحة كبيرة عاشها نادي الشارقة «ليلة السوبر الإماراتي» امتدت منذ إطلاق الحكم الدولي البولندي سيمون مارسينياك، صافرة نهاية المباراة المثيرة أمام العين وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، وكانت ابتسامة الشارقة «سوبر» في استاد آل مكتوم واختلطت فرحة الجمهور الشرقاوي مع اللاعبين وإدارة النادي والأقطاب بعد التتويج بالكأس والميداليات الذهبية في مشهد يجسد السعادة الكبيرة بالإنجاز الذي حققه الفريق وإضافة ثاني ألقابه هذا الموسم خلال 4 أشهر فقط، وأمام أحد أقوى وأبرز المنافسين.
وحرصت الجماهير الشرقاوية على الاحتفال بـ«لقب السوبر» في استاد آل مكتوم لأكثر من ساعتين، قبل التوجه في موكب حاشد قوامه مئات السيارات مع حافلة اللاعبين من عود ميثاء في «دانة الدنيا» دبي إلى «الإمارة الباسمة» في الشارقة عبر جسر آل مكتوم وشارع الاتحاد ممتداً إلى شارع الوحدة وانتهاءً بمقر النادي في سمنان، حيث وجد الموكب أعداداً أخرى من الجماهير تنتظر الاحتفال بـ«السوبر» على ملعب النادي بعد الثانية فجراً في مشهد استثنائي يتناسب مع الإنجاز والفرحة الجماهيرية الكبيرة.
وأصبح الشارقة بصفته بطل كأس صاحب السمو رئيس الدولة، سابع فريق يحمل لقب الكأس وينال لقب السوبر، وهو اللقب الثاني له في المسابقة في عصر الاحتراف خلال 3 نهائيات لعبها الشارقة في السوبر، وبات محترف العين «لابا كودوجو» صاحب ثاني هدف بالخطأ في تاريخ السوبر بعد هدف مدافع الجزيرة السابق محمد فوزي لمصلحة شباب الأهلي في 2016.
عوامل متكاملة
وتحقق الإنجاز الشرقاوي «السوبر» بعوامل عديدة تكاملت في توفير الاستقرار الفني والإداري في نادي الشارقة، ولكن بطبيعة الحال، هناك عناصر مهمة وراء الفوز الغالي في أحد أصعب النهائيات، ويبرز هنا الدور المؤثر للمدرب كوزمين المدير الفني للفريق ومن بعده الحارس عادل الحوسني، ويتجلى تأثير كوزمين القوي في اجتيازه 5 مواقف صعبة قبل وأثناء المباراة ونلخصها في السطور التالية:
1. أول المواقف الصعبة كانت إبعاد الفريق من تأثيرات الخسارة قبل أسبوع أمام خورفكان التي ترتب عليها تراجع الشارقة من المركز الأول للرابع في دوري أدنوك للمحترفين وتجهيز الفريق ذهنياً ومعنوياً بشكل منفصل قبل خوض مباراة «السوبر»، وهو ما نجح فيه كوزمين ببراعة.
2. شكل غياب المحترف البوسني بيانيتش الذي تعرض للإصابة في نفس المباراة أمام خورفكان مشكلة لكوزمين لضرورة إيجاد البديل المناسب له أمام العين.
3. برز عدم جاهزية المحترف باكو الكاسير في آخر تدريب له قبل 24 ساعة وترتب عليه وضعه كلاعب بديل.
4. امتدت المواقف الصعبة مع كوزمين بعد مرور 12 دقيقة فقط من مباراة السوبر عندما تعرض قلب الدفاع المحترف اليوناني مانولاس لإصابة غير متوقعة، ورغم ذلك نجح في إشراك البديل المناسب والتقدم في المباراة بهدف بعد مرور نصف ساعة.
5. تجسدت خبرة كوزمين في التعامل مع أصعب المواقف عندما انتهى الوقت الرسمي للمباراة واحتسب الحكم 12 دقيقة كـ «وقت بديل» ندية للتوقفات الكثيرة، وفي هذا التوقيت كانت المؤشرات تشير للضغط الهجومي المكثف لفريق العين خاصة في الدقائق الأخيرة، ولكن كوزمين نجح في التعامل مع أهم توقيت عندما أكثر من الاحتجاج على إحدى الحالات التحكيمية ليضطر الحكم لتوقيف اللعب وإشهار البطاقة الحمراء له قبل دقيقتين من نهاية المباراة، وبعدها تغير «إيقاع اللعب» كثيراً.
تألق
وتألق عادل الحوسني حارس الشارقة وأسهم في الإنجاز بتصديه فرصتين في منتهى الصعوبة، أولها في الشوط الأول من سفيان رحيمي والثانية هي الأخطر من رأسية لابا كودجو التخصصية، وهو التصدي الذي قاد الحوسني ليكون رجل المباراة وصاحب القفاز الذهبي.
راحة 24 ساعة
منح المدير الفني لفريق الشارقة كوزمين، لاعبي الفريق راحة قصيرة مدة 24 ساعة على أن يعود الفريق للتدريبات مساء اليوم لبدء الاستعداد لمباراة الجزيرة المقررة الجمعة المقبلة في الجولة 18 لدوري أدنوك للمحترفين.
فاتحة خير
أهدى ماجد راشد، لاعب الشارقة، لقب كأس السوبر لجمهور الفريق، وأكد أنهم تعاهدوا على مضاعفة الجهود من أجل هذه اللحظة والتي يرون فيها سعادة جمهورهم والاحتفال معهم، فهم يستحقون الفرح لأنهم ظلوا يدعمون الفريق ويقفون خلفه بالمساندة والتشجيع في كل المناسبات ومهما كانت الظروف، وقال: «سيكون لقب السوبر فاتحة خير وفأل حسن لمزيد من الألقاب».