” كنتُ على بعد 20 متراً من مسرح اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية بنظير بوتو، رأيت ملامح التوتر على وجه سائقها الشخصي وما هي إلا لحظات حتى دوّى انفجار هائل فانسحبت بسرعة من المكان لكني عدت والتقطت الصور، لم أفكر بحياتي ولا آخذها على محمل الجد عندما أصور الأحداث والصراعات “. هكذا روى المصور الأمريكي جون مور، الفائز بجائزة الصورة الصحفية العالمية لعام 2019، إحدى مغامرته مع كاميرته على منصة المهرجان الدولي للتصوير إكسبوجر، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في دورته الرابعة التي تستمر حتى 22 سبتمبر الجاري في مركز إكسبو الشارقة.
حاول مور أن ينقل لجمهور المهرجان مشاهداته من خلال عمله كمراسل خاص لمؤسسة “جيتي إميجيز”، جاب أكثر من 65 بلداً ورصد بعدسته أقسى حالات البؤس الإنساني في وجوه اللاجئين. وراء “طفلة باكية على الحدود” التي استحق عنها مور جائزة “وورلد برس فوتو” لعام 2019 الكثير من وجوه المعاناة الإنسانية والكثير من اللاجئين الذين يموتون في رحلاتهم.
“هناك قبور منسية في الصحراء”، قال مور، “بعضها يكتشفه النشطاء فيما يبقى الكثير منها بلا أثر يدل عليها.” ويعتبر مور أن صوره توثق لحالة الكراهية المزمنة للمهاجرين في أميركا مع أنهم القوة الرئيسية للقطاع الزراعي لأنهم يقومون بكل الأعمال الشاقة التي تتطلبها الزراعة.
.
كلما أنظر إلى صورة الطفلة يانيلا أرى بشاعة الظلم
وعن صورة الطفلة الهندوراسية يانيلا سانشيز ذات العامين، قال مور”: يانيلا عرّفت العالم على معاناة اللاجئين، وأخبرتنا عن الصراع الذي يخوضه الآباء والأمهات لتوفير حياة جيدة لأبنائهم، كما أيقظت الصغيرة الرأي العام العالمي حيال معاناة اللجوء وكيف يخوض الناس الذين يواجهون الصعوبات في بلدانهم صراعهم مع الحياة. لقد التقطت هذه الصورة ضمن مشروع مكون من 28 صورة، اختارت اللجنة صورة الطفلة وهي تبكي خائفة خلال احتجاز أحد حراس الحدود في ولاية تكساس لوالدتها في العام 2018. تواجدت في المكان قبل التقاط هذه الصورة، ورأيتها تسير إلى جانب أمها ولم أكن أعلم أنها ستكون موضوعاً لصورة ستفوز بالجائزة”.
وأضاف:” ما زلت على تواصل مع الأم، تخبرني عن طفلتها، ولا أعلم هل بالفعل تم قبول طلبها لدى السلطات الامريكية، كل ما أعلمه أنها ستمثل الشهر المقبل أمام محكمة اللجوء، ولا أدري ماذا سيكون مستقبل الطفلة، لكني كلي أمل بأن أكون قد قمت بعمل جيد وعرضت قضيتها لتخبر العالم عن بشاعة الظلم.”
اللاجئون ليسوا عدداً
لا أتعامل مع البشر في صوري على أنهم أعداد. عايشت الكثير من تجارب اللجوء واختبرت رحلاته الطويلة والشاقة، فاللاجئون إن كانوا في مجموعات واكتشفوا الإعلام يرافقهم يشعرون بالأمان ويعلمون أن قضيتهم ستصل إلى الرأي العام وهذه مسؤولية كبيرة بالنسبة لي”.