حالة من القلق يعيشها الجمهور المصري قبل مواجهة الكاميرون المنتظرة، بالدور نصف النهائي من كأس أمم إفريقيا، الخميس المقبل.
بعيدا عن صعوبة اللقاء فنيا، وأن “الفراعنة” سيواجهون أصحاب الأرض والجمهور، إلا أن مخاوف المصريين تتجاوز مجهود اللاعبين داخل الملعب، وتتعلق بالتعرض لظلم تحكيمي، أو تكرار سيناريو “جزر القمر” أمام الكاميرون بثمن النهائي، إذ خاض المنتخب العربي اللقاء دون حارس مرمى، وحمى عرينه في المباراة ظهيره الأيسر، شاكر الهدهور.
الأداء التحكيمي
من جانبه، يقول الحكم الدولي السابق، المصري جهاد جريشة، إن الأداء التحكيمي بالبطولة الإفريقية المقامة حاليا بالكاميرون “سيء للغاية، ويعد إحدى علامات الاستفهام الكبرى حول البطولة”.
ويضيف جريشة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “من المفترض أن يكون الأداء التحكيمي ببطولة إفريقية كبرى مثل أمم إفريقيا، أفضل بكثير مما هو عليه، خاصة خلال الأدوار الإقصائية المؤثرة”.
ويتابع: “الأخطاء التحكيمية كانت سببا في خروج المنتخب التونسي من البطولة، خلال لقائه أمام بوركينا فاسو؛ لذا من حق المصريين التخوف من الأداء التحكيمي بلقاء الكاميرون، خاصة أنها البلد المستضيف للـ(كان)”.
وبسؤاله عن التعامل الأمثل مع حكم المباراة، يقول جريشة: “ما فعله قائد الفريق المصري، نجم ليفربول محمد صلاح، خلال لقاء المغرب، هو التعامل الأمثل مع أي حكم تشعر أنه متحفز ضد فريقك، خاصة أن صلاح نجم عالمي ويكون له تأثير قوي وملحوظ”.
ويردف: “لجنة الحكام الحالية بالاتحاد الإفريقي برئاسة الرواندي سيليستين نتاجونجيرا، تعلم جيدا أن رحيلها عقب بطولة أمم إفريقيا أصبح مسألة وقت، خاصة مع الأخطاء التحكيمية التي حدثت بالبطولة، لذا نأمل أن يحاولوا الحفاظ على ماء الوجه، وأن يكون الأداء التحكيمي خلال المباريات المقبلة يليق باسم القارة السمراء ومواهبها”.
كما يشير جريشة إلى أنه خلال مشاركاته السابقة بالبطولات القارية، يكون هناك توجه دائم من قبل “الكاف” لوصول صاحب الأرض والجمهور لأبعد نقطة ممكنة في البطولة.
ويختتم الحكم الدولي السابق حديثه، مؤكدا أن المنتخب المصري “حتى في حالة تعرضه للظلم، لديه إمكانيات فنية كبيرة يستطيع من خلالها الوصول للمباراة النهائية”
صفعة لقجع
وتناولت تقارير إعلامية، صباح الاثنين، حدوث مناوشات بالممر المؤدي إلى غرف الملابس بين المنتخبين المصري والمغربي، بعد انتهاء موقعة ربع النهائي – لم يتسن لنا التأكد منها- .
وأشارت هذه التقارير إلى قيام حارس المنتخب المصري، محمود جاد، بصفع رئيس الاتحاد المغربي، فوزي لقجع، خلال هذه المناوشات، مما أثار قلق الجمهور المصري، لأنه في حالة إيقاف جاد، سيكون لدى الفراعنة حارس مرمى واحد فقط مستعد لخوض لقاء الكاميرون، وهو محمد فوزي، بعد إصابة الثنائي محمد أبو جبل، ومحمد الشناوي، خلال مباراتي كوت ديفوار والمغرب.
ومع تداول هذه الأنباء، استرجع المصريون سيناريو لقاء جزر القمر، الذي حمى عرينه أمام الكاميرون ظهيره الأيسر شاكر الهدهور، بعد تعرض حارس مرمى الفريق سالم بن بوينا لإصابة خطيرة في الكتف، بينما دخل الحارسان علي أحمدا ومؤيد أوسيني في عزل ذاتي بعد الإصابة بكورونا.
ورغم أن مسحة أحمدا جاءت سلبية، قبل لقاء الكاميرون، رفض “الكاف” مشاركته بسبب “البروتوكول الطبي” للبطولة.
ويخشى الجمهور المصري تكرار هذا السيناريو، وأن يحدث أي تلاعب بنتائج “مسحات كورونا”، قبل لقاء الكاميرون.
في تصريحات إعلامية سابقة، تحدث رئيس الاتحاد الكاميروني، صامويل إيتو، بوضوح حول هذه النقطة، قائلا: “أريد توضيح شيء بخصوص الاختبارات، الوكالة المختارة لإجراء الاختبارات ليست تحت إشراف الكاميرون، بل تحت إشراف الاتحاد الإفريقي 100 بالمئة، وأعتقد أن قواعد اللعب كانت معروفة للجميع قبل بداية البطولة. أنا لا أقبل بالغش، وأتمنى احترامي واحترام بلادي أكثر من ذلك”.
في هذا الصدد، يقول الناقد الرياضي، محمد طلبة، إن تصريحات إيتو “لا تنفي أنه لا مجال لحدوث تلاعب بنتائج مسحات كورونا، بل أنه يخلي مسؤولية بلاده فقط”.
ويضيف طلبة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “هناك العديد من الوقائع التي حدثت خلال السنوات الأخيرة، تثبت أن الفساد متغلغل داخل (الكاف)”.
جدير بالذكر، أن الكاميرون استفادت من فحوصات كورونا الإيجابية مرتين، الأولى في المباراة الافتتاحية حين غاب 4 لاعبين من بوركينا فاسو، والثانية أمام جزر القمر في دور الـ 16 حين غاب 7 لاعبين عن الفريق، بينما لم يغب عن “الأسود غير المروضة” أي لاعب.
كما أشار مسؤولو لجنة الانضباط بالكاف إلى أنه يتم التحقيق الآن في المناوشات التي وقعت بعد مباراة مصر والمغرب في ربع نهائي كأس أمم إفريقيا، في النفق المؤدي للملعب، مع وصول تقارير مراقب المباراة ومنسقها العام، والمنسق الأمني.
ومن المتوقع أن يصدر قرار اللجنة، الثلاثاء، بعد الاطلاع على كل البيانات.
ويتابع طلبة: “من المهم عزل اللاعبين عن هذه الأجواء المتوترة، وأن ينصب تركيزهم فقط على أدائهم داخل المستطيل الأخضر، ومهما كانت الأسماء، سيكون لدينا 11 مقاتلا على أرض الملعب، يمكنهم تحقيق الانتصار”.
وفي رسالة طمأنة للجمهور المصري، تحدث أبو جبل لموقع “البطولة” المغربي، مؤكدا أنه قريب من المشاركة بمباراة الكاميرون، مما يعني أنه حتى في حالة إيقاف محمود جاد، سيكون لدى “الفراعنة” حارس بديل.
ويردف الناقد الرياضي: “في حالة إثبات الواقعة، يجب أن يكون هناك قرار ضد محمود جاد، خاصة أنه حارس شاب، وربما تسهم عقوبته في تطور سلوكه للأفضل.. وجاد يعد أحد أفضل المواهب الشابة بمصر، لذا لا نأمل أن تؤثر عليه سلوكياته خارج الملعب”.
ويختتم طلبة حديثه: “الجمهور المصري يثق تماما في قدرة اللاعبين بعد الأداء الرجولي في المباريات الأخيرة، على تجاوز أي ظروف صعبة، والعودة إلى البلاد باللقب الغائب”.