
غابت منتخبات اتحاد كأس الخليج العربي، عن نهائيات كأس العالم في الكثير من المناسبات، وحتى خلال ظهورها لم تشكل حضوراً كبيراً رغم الإمكانات المتوفرة والدعم الذي تجده كرة القدم الخليجية مع وجود المواهب الكروية.
وسجلت منتخبات الخليج خلال تاريخ المونديال 10 مشاركات فقط بواسطة 5 منتخبات، منها مشاركة السعودية 6 مرات، مقابل مشاركة وحيدة للإمارات، والكويت، والعراق، وقطر.
ويفرض غياب منتخبات اتحاد الخليج عن المشاركات المستمرة في المونديال وعدم نجاحها في بلوغ أدوار متقدمة تساؤلات مهمة بهدف تغيير هذا الواقع السلبي، ومناقشة ما تحتاجه الكرة الخليجية حتى تنافس في المحفل العالمي وتتقدم المنتخبات الآسيوية.
وطرحت «البيان» التساؤلات على عدد من الرياضيبن الخليجيين، وعدد من خبراء اللعبة والذين، أكدوا أن كرة الخليج قادرة على العبور والظهور المستمر في المونديال، شرط العمل وفق خطط مدروسة، لتطوير الدوريات ومساعدة اللاعبين على الاحتراف في أوروبا.
لا يوجد مستحيل
بداية، أكد خالد إسماعيل نجم منتخب الإمارات السابق أن كرة القدم لعبة عطاء، و11 ضد 11 لاعباً، لذلك لا يوجد فيها مستحيل، ذاكراً أن ما حققه المنتخب السعودي من فوز على الأرجنتين في النسخة الأخيرة من كأس العالم، يبرهن على مقدرة المنتخبات الخليجية، وأن كرة القدم بالعطاء وليست بالأسماء.
وأضاف المونديالي خالد إسماعيل: لكن حتى تصل كرة الخليج إلى المونديال ونحقق الانتصارات فإن ذلك يتطلب وجود خطة، وعملية بناء صحيحة لمنتخبات قوية عبر عدة سنوات، لأن الإنجازات لا تتحقق بالأمنيات، وأضاف:
إذا أردنا أن نشاهد المنتخبات الخليجية في المونديال، علينا أن نستفيد من تجربة المنتخب السعودي، وأن نضاعف من عملنا، وقبل كل شئ علينا أن نستفيد من كوادرنا الفنية والإدارية بشكل صحيح، ووضع كل شخص في المكان الذي يتناسب معه.
وجود الموهبة
بدوره، أكد فؤاد أنور نجم الكرة السعودية، أن الموهبة في الملاعب الخليجية موجودة وأن كل شئ ممكن يتحقق في كرة القدم، ذاكراً أنه لابد من اتباع خطوات صحيحة لأجل الوصول إلى الهدف، وقال: نحتاج إلى العمل بخطة مدروسة، والبداية بتنظيم احتراف حقيقي يغير من عقلية اللاعب، ويطور قدراته، لأنه بدون تغيير للمفاهيم لا يمكن أن نحقق النجاح.
ودعا أنور إلى تشجيع اللاعبين على الانتقال للدوريات الأوروبية، ذاكراً أن أوروبا بها احتراف حقيقي يطور اللاعب، مبيناً أن التشجيع على الاحتراف لابد أن يكون من الأندية وبرغبة اللاعب، لأن ذلك يصب في مصلحة المنتخبات الوطنية.
وأشار المونديالي فؤاد أنور إلى أن الطموح يجب أن يتجاوز التفكير في الوصول إلى المونديال، وقال: الكرة الخليجية قادرة على إثبات وجودها، فقط علينا العمل بخطة ورفع سقف الطموح.
مستوى متراجع
من جانبه، أكد حمود سلطان حارس مرمى منتخب البحرين سابقاً، أن مستوى المنتخبات الخليجية تراجع في السنوات الأخيرة مقارنة بالسابق، وأن التفكير أولاً قبل بلوغ المونديال يجب أن يكون في العودة إلى سابق مستواها، ثم بعد ذلك العمل من أجل التواجد القوي في بطولات كأس العالم.
وقال سلطان: حتى سنوات قريبة منتخباتنا كانت تهزم المنتخب الياباني وتتفوق عليه، لكن الآن «الياباني» أصبح أقوى بكثير، العمل الكبير الذي تم بذله لتحضير المنتخب وتهيئته، وفق خطة متكاملة، من يضع خطته بهذا الفهم ويعمل على تنفيذها بكل اجتهاد فإنه يحقق هدفه.
وقال الدولي البحريني السابق، إن كرة القدم الخليجية بشكل عام بها العديد من المواهب، مؤكداً أنه حال تم التعامل بطريقة علمية مع تحقيق النهضة الكروية الخليجية فإن جميع المنتخبات ستكون مؤهلة للمشاركة في بطولات كأس العالم.
وأضاف حمود سلطان: يجب أن نقاتل دائماً من أجل أحلامنا، الدول الخليجية تفوقت في العديد من المجالات بعقولها ولن يكون صعباً أن نفعل ذلك كروياً، لكن العزم يجب أن يتبعه العمل لنصل إلى نتائج إيجابية.