
ليس مستغرباً أن توافق أسماء بارزة في الملاعب الأوربية على اللعب في الدوري الإماراتي، ويعود السبب الأول في ذلك إلى أن الإمارات أصبحت كالمغناطيس، تجذب نجوم العالم في مختلف الأصعدة، وهو ما يساعد أنديتنا على إبرام أبرز الصفقات التي تأخذ اهتمام الكثير من الدول.
وتؤكد التجارب السابقة والحالية، أن العروض الإماراتية تحظى بالأولوية دائماً عند اللاعبين الذين يتسابقون للانضمام إلى دورينا، والدفاع عن شعار أنديتنا، وتجارب التعاقدات الأخيرة، مثل انضمام أشرف بن شرقي الذي اختار الجزيرة رغم كثرة العروض، وأيضاً زميله في الفريق فلورين تاناسي الذي ظلت أندية عدة من مختلف القارات تسعى إلى خدماته في السنوات الأخيرة، وأيضاً صفقات الشارقة المدوية بتعاقده مع باكو الكاسير من فياريال، وميراليم بيانيتش من برشلونة، التي حظيت باهتمام عالمي، وغيرهم من اللاعبين، كلها صفقات تؤكد أن اسم الدولة يجعل من عروض أنديتنا أولوية لدى اللاعبين، والأسباب متعددة، علق عليها عدد من الرياضيين لـ«البيان» متحدثين عن أسباب وجود النجوم في دورينا.
بداية أعاد وليد الشامسي وكيل اللاعبين، نجاح الأندية في إبرام الصفقات مع أبرز النجوم الأجانب إلى اسم «الإمارات» ذاكراً أن اللاعب عندما يجد اسم الدولة مرتبطاً بالنادي، يتفاعل معه ويبدي موافقته، ليبقى بعد ذلك فقط الاتفاق على التفاصيل، وقال: هنالك أسباب عدة جعلت من الإمارات وجهة جاذبة لكل اللاعبين، أبرزها الأمن والأمان اللذان لا يوجد لهما مثيل في كل دول العالم، وكذلك البنية التحتية المتميزة سواء بالنسبة للملاعب، أو الشوارع وغيرها، ويكفي القول إن دبي فقط بها عدد فنادق يفوق كل فنادق المنطقة، وهذا أيضاً يشير إلى أن دبي وجهة سياحية جاذبة أيضاً وبالتالي كل لاعب يريد الحياة في بلد بها مواصفات عالية في كل شيء حتى من الناحية الاستثمارية.
وأشار وكيل اللاعبين إلى أن زوجات اللاعبين أيضاً يلعبن دوراً مؤثراً في تعاقد الأندية مع اللاعبين، لأنهن يعرفن الإمارات جيداً ويدركن أن كل شيء متوفر بها وأن متعة التسوق في الإمارات لا مثيل لها ويمكن أن تفعل ذلك بمفردها في أي وقت وأي مكان وهي تشعر بالأمان التام، إضافة إلى كل ذلك فإن الدولة تكفل لكل الجنسيات الحريات الكاملة في إطار القانون، وأضاف: لذلك لا يمكن لأحد أن يرفض دولة مثل الإمارات، بل ويفضلها على كثير من دول العالم.
العرض الإماراتي
واستطرد الشامسي وقال إن المال بالتأكيد له تأثيره في صفقات اللاعبين، مضيفاً: من واقع تجاربي السابقة اللاعب يفضل العرض الإماراتي حتى لو كان أقل مادياً، وبكل أمانة هناك الكثير من الأندية خاصة في المنطقة تدفع مبالغ أكثر من أنديتنا وهذه معلومة لا تخفى على أحد، لكن اللاعب يتنازل عن الفارق المالي، من أجل أن يعيش في الدولة.
وأشار وليد الشامسي إلى أن الإمارات لا تكون للاعب مجرد تجربة كروية في مشواره، ولكنه يجعل منها وطناً ثانياً، ذاكراً أنه يقول ذلك بحكم التجارب الماثلة، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من اللاعبين والمدربين حتى بعد نهاية ارتباطهم بأنديتهم، يقيمون في الدولة، ويشترون بها العقارات، ويستثمرون فيها، لأنها بلد الاستثمار الآمن، والتجارة الرابحة والمستقبل المضمون.
حياة آمنة
فيما قال خليفة باروت مدير فريق «الصقور» سابقاً، إن اللاعب لا يجذبه الدوري فقط، ولكنه يأتي من أجل الإمارات التي يشعر فيها بالراحة النفسية، ذاكراً أن اللاعب دائماً تكون لديه معرفة بالدولة، حتى إذا لم يزرها من قبل، وأضاف: دورينا ليس الأقوى، هذه حقيقة لكن بلدنا الأفضل والأجمل، واللاعب يريد المكان الذي يجد فيه الراحة، فهنا الحياة آمنة وهادئة وجميلة وبها الكثير من الراحة النفسية.
وأشار باروت إلى أن البيئة بشكل عام تعتبر جاذبة في الإمارات وفيها الكثير من الاستقرار، اللاعب يعيش بدون مشاكل ويؤدي المباريات وسط جمهور ملتزم بالتشجيع فقط، وقال باروت إن كل الأسباب تجعل أي نجم يفضل الانضمام للدوري الإماراتي، لأن سمعة البلد الجيدة هي الحافز الأكبر حتى بالنسبة للمدربين الذين يتسابقون للعمل في الدولة.
وأكد خليفة باروت أن لديه تجارب سابقة مع لاعبين أجانب كانوا يحرصون غاية الحرص على الحضور للدولة واللعب في دورينا، ذاكراً أن الشيء الوحيد الذي يحول بين إكمال الصفقات أحياناً، حسب تجاربه السابقة، أن يكون اللاعب مرتبطاً بعقد ولا يحدث اتفاق مالي مع ناديه، وأضاف: أحد اللاعبين تفاوضنا معه للانضمام إلى نادي الإمارات قبل سنوات، وكان لديه عقد مع ناديه، وعرض أن يخفض من مستحقاته لأجل إكمال الصفقة، وغير ذلك الكثير من الأمثلة للاعبين والمدربين.
راحة نفسية
بدوره قال عمار الدوخي المحلل والناقد الرياضي، إن كل الأسباب تقود اللاعب الأجنبي للتواجد في الدوري الإماراتي، ذاكراً أن الجو العام والراحة النفسية وطبيعة الحياة في الدولة كلها تؤثر على قرار اللاعب، وأسباب تجعله على قناعة تامة بأن الإمارات هي الوجهة الأفضل له، وأضاف: حتى من ناحية مادية فإن القيمة التسويقية للدوري جيدة، واللاعب يضمن أيضاً استلام كافة مستحقاته دون تأخير أو مشاكل.
وقال الدوخي إن تجارب الأجانب السابقة تشجع أيضاً الجدد على الانضمام للدوري الإماراتي، لأنها كانت تجارب ناجحة من الناحية الشخصية، ذاكراً أن القدامي نقلوا صورة حقيقية وجيدة عن الأوضاع في الإمارات والأمن ومتعة الحياة بها، وحتى أن البعض جعل من دبي تحديداً مقراً لإقامتهم، مبيناً أن هناك لاعبين حتى بعد انتهاء عقودهم ومغادرتهم لدوريات أخرى فإنهم أبقوا أسرهم في دبي وغيرها من إمارات الدولة، مؤكداً أن الإمارات وبما تمتلكه من بنية تحتية وسمعة طيبة قادرة على جذب كل النجوم دائماً.
خيار رائع
أما البرازيلي لوكاس كانديدو لاعب الظفرة، فقد أبدى سعادته بالتواجد في الدولة، وأبان أنه لعب النصف الثاني من الموسم الماضي، وأحب الأجواء في الإمارات، وأن ذلك جعله يوافق على الانضمام رسميا في فترة التعاقدات الأخيرة، ذاكراً أنه شعر براحة نفسية ووجد تقديراً كبيراً من أسرة النادي، وأضاف: أشعر بالأمان في الإمارات وكل شيء رائع ومشجع على التواجد فيها، الحياة تمضي بسهولة ونظام وهناك العديد من الأماكن السياحية، وأيضاً تتوفر بها كافة الاحتياجات، في رأيي أن الإمارات خيار جيد لكل لاعب، أنا سعيد بأن أكون في الدوري الإماراتي وأتمنى أن أبقى لمواسم عديدة.