
في عالم الرياضة، ولا سيما عالم كرة القدم، يحتل بيع المنتجات الرياضية مكانة متزايدة الأهمية في موارد الأندية المالية ويعتبر أحد أهم مصادر الدخل للأندية الأوروبية الكبرى، بل أصبح ضرورياً لتحقيق التوازن في الميزانيات وتنويع الدخل في الوقت الذي بات فيه النموذج الكلاسيكي لإيرادات الأندية الذي يعتمد على الرعاية وحقوق البث التلفزيوني ومبيعات التذاكر غير كافٍ لتغطية النفقات المتزايدة بسبب التكلفة الباهظة لعقود اللاعبين.
وأصبحت الأندية تدرك أكثر من أي وقت مضى أهمية التركيز على بيع المنتجات التي تحمل علامتها التجارية في متاجرها الخاصة أو عبر الإنترنت أو في المتاجر المعتمدة من قبلها بهدف تحقيق أرباح أكبر، فهذا المورد الجديد هبة من السماء لا تستطيع أندية كرة القدم تجاهلها بعد الآن. على المستوى العالمي، يمثل سوق السلع الرياضية ما لا يقل عن 500 مليار دولار وبالنظر إلى نموها المذهل الذي يتراوح بين 5 % و 10 % سنوياً، ينبغي الوصول سريعاً إلى الحد الأقصى البالغ 1000 مليار دولار، لذلك، فإن التحكم في جزء صغير جداً من هذه الأسواق الجديدة يصبح أولوية لأندية كرة القدم.
تعتبر أندية كرة القدم الكبرى، علامات تجارية معترف بها عالمياً ولها قاعدة جماهيرية تصل إلى الملايين، وهذه نعمة حقيقية لأنها لا تحتاج حتى إقناع المشجعين لشراء منتجاتها، بل عليها فقط تلبية الطلب المتزايد، حيث يمتلك غالبية مشجعي كرة القدم منتجات تحمل شعار النادي الذي يشجعونه أو اللاعب المفضل لديهم.
ويكشف انتشار المنتجات المعروضة عن رغبة الأندية في إرضاء المشجعين، حيث تتوفر العديد من المنتجات من الملابس إلى الألعاب، بما في ذلك أدوات المائدة والإكسسوارات الإلكترونية والمعدات وإكسسوارات السيارات والهدايا التذكارية والحقائب المدرسية والسفر وقوارير المياه والمنتجات الغذائية وغيرها، وتشكل القمصان والأحذية والملابس الرياضية بشكل عام الجزء الأكبر في المبيعات.
الأندية الشعبية
بدأت الأندية الأكثر شعبية تركز على بيع المنتجات التي تحمل علاماتها التجارية ونجحت في تحقيق مبالغ كبيرة، ففي 2019، تحقق ما يقرب عن نصف دخل نادي برشلونة وبايرن ميونخ من بيع المنتجات، لدرجة أن إيراداتها تجاوزت حقوق البث التلفزيوني في عام 2018، حيث باع النادي الألماني أكثر من 2.5 مليون قميص.
ويعتبر متجر باريس سان جيرمان الرسمي مثالاً ناجحاً ونموذجاً لمتاجر الأندية حول العالم، حيث قام النادي الباريسي بعد نجاح متجره في شارع الشانزليزيه في قلب باريس بافتتاح متاجر في قطر وكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة الأمريكية، ما يساعده على تحقيق أرباح إضافية وجذب شريحة جديدة من جماهير كرة القدم.
التجربة الإماراتية
وإذا كانت الأندية الإماراتية متأخرة قليلاً في هذا المجال مقارنة بالأندية الأوروبية، فإن بعضها بدأت تستثمر علاماتها التجارية بإطلاق منتجات وأدوات رياضية متنوعة، وتشهد هذه المنتجات إقبالاً واسعاً من مشجعيها على غرار أندية العين وشباب الأهلي والوصل والنصر والجزيرة والوحدة وغيرها. وأكد منصور الفلاسي رئيس شركة النصر للاستثمار أن متجر «العميد» يضم أكثر من 60 منتجاً يشمل قمصان الفريق ومختلف الملابس الرياضية الصيفية والشتوية والهدايا التذكارية التي تحمل شعار النصر، مشيراً إلى أن المتجر يحقق إيرادات سنوية تقدر بأكثر من 1 مليون درهم، وأن هناك توجهاً لتطويره وإضافة المنتجات التي تلامس احتياجات الجمهور. وكشف الفلاسي عن أن قمصان الفريق الأول لكرة القدم تشكل الجزء الأكبر في المبيعات، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن بقية البضائع المعروضة تجد إقبالاً واسعاً من الجماهير خصوصاً الهدايا والإكسسوارات أيام المباريات.
وقال الفلاسي إن شركة النصر للاستثمار تتطلع لإطلاق تجربة جديدة في متجر العميد تحاكي التجارب المعتمدة في متاجر الأندية الأوروبية الكبيرة، وأضاف: لقد زرت متاجر أندية نادي انتر ميلان وجمعية ميلان في إيطاليا وأياكس أمستردام الهولندي واطلعت على بعض الممارسات الرائدة من ناحية التسويق والمنتجات المعروضة للجماهير، وسنحاول الأخذ من تلك التجارب لتطوير طريقة عمل المتجر.
دخل إضافي
وتابع: لدينا بعض الأفكار التي نستعد لتطبيقها حتى تكون تجربة التسوق في متجر النصر فريدة من نوعها في دولة الإمارات. وأوضح الفلاسي أنه من بين الأفكار التي يتم دراستها الآن فتح فروع لمتجر النصر في بعض المولات الكبيرة وفي منافذ بيع مختلفة في دبي للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجماهير الرياضية.
وصرح الفلاسي أن متاجر المنتجات الرياضية تلعب دوراً مهماً في إيرادات الأندية الأوروبية ويمكن أن تشكل دخلاً إضافياً لأنديتنا في حال تم التركيز عليها واعتماد طرق تسويقية رائدة لجذب الجماهير، موضحاً أن عملية بيع القمصان ترتبط أساساً بأسماء اللاعبين الذين يتم التعاقد معهم وأن نادي يوفنتوس على سبيل المثال حقق مبيعات قياسية في 2018 عندما أعلن التعاقد مع كريستيانو رونالدو، مشيراً إلى أنه بقدر ما تكون النتائج إيجابية بقدر ما يقبل الجمهور على شراء منتجات المتجر.
مونديال الأندية
أكد عصام عبدالله لاعب وإداري العين السابق على أهمية المتاجر في الأندية، وقال إنها تربط الجماهير والمحبين بالنادي، وتثري الساحة الرياضية قبل أن تدر مداخيل للأندية من خلال بيع القمصان والشعارات التي تحميل شعار النادي، وهي متنفس للجمهور خصوصاً في يوم المباراة، ففي كأس العالم للأندية 2018 تم توزيع العديد من الأدوات التي تحمل شعار النادي للضيوف الذين جاءوا من مختلف قارات العالم، وهو ما أسهم بالطبع في انتشار اسم النادي والتعريف به أكثر.
وقال: متجر نادي العين من المتاجر المعروفة يجب أن تكون لها زيارات وأن تكون بوابة المتجر هي بوابة الخروج من الاستاد، وهو أمر معروف لدى الأندية العالمية.
متجر إلكتروني
يعتزم الوحدة إطلاق متجر إلكتروني لبيع المنتجات الخاصة بالنادي وذلك خلال الفترة المقبلة، إلى جانب افتتاح فرع ثانٍ لمتجره الرسمي بأحد المحال المتواجدة باستاد آل نهيان. وسيطلق نادي الوحدة موقعاً إلكترونياً على شبكة الإنترنت يختص ببيع منتجات النادي من القمصان والملابس وشالات وإكسسوارات للتسهيل على جماهير النادي لشراء منتجاته «أونلاين».
ويمتلك الوحدة متجراً إلكترونياً في مركز الوحدة التجاري بالعاصمة أبوظبي ويضم العديد من المستلزمات الرياضية والتجارية التي تحمل شعار النادي بخلاف القمصان الأساسية والاحتياطية.