ولمعت إسبانيا كفريق يمكنه تكييف استراتيجيته بسرعة مع منافسيه دون التخلي عن أسلوب الهجوم المباشر لصالح الأداء القائم على النتائج.

وتفوقت على فرنسا في الدور قبل النهائي على الرغم من تأخرها بهدف، واستغرق الأمر منها خمس دقائق فقط لتسجل هدفين لتتقدم من خلال أسلوب الضغط المستمر والتمرير العمودي الذي أجبر الفرنسيين على اللجوء إلى الكرات الطويلة.

ومع وجود رودري وتحكمه في خط الوسط، وهو خبير يضاهي الألماني توني كروس في كفاءة التمريرات المثيرة للإعجاب ولكن مع نهج أكثر هجوما، من المتوقع أن تلعب معركة وسط الملعب دورا حاسما في النتيجة.

وسيكون على إنجلترا أن تنتزع الكرة من إسبانيا التي تمتلك أيضا اللاعب المتميز فابيان رويز في خط الوسط، وهو اللاعب الذي يعتبره الكثيرون أفضل لاعب في البطولة.

ومع تألق الجناحين نيكو وليامز ولامين يامال، الذي سيبلغ 17عاما السبت وأصغر هداف في بطولة أوروبا أو كأس العالم، في التفوق على خطوط دفاع المنافسين والتمكن من التسجيل وتقديم التمريرات الحاسمة، ستكون مهمة ظهيري إنجلترا صعبة للغاية.

وأصبحت إسبانيا أول فريق يفوز بست مباريات في نسخة واحدة من بطولة أوروبا بعد فوزها على فرنسا، وحتى هذه المرحلة فالفريق صاحب أفضل دفاع في البطولة.

ولم يكن بلوغ إنجلترا ومدربها غاريث ساوثغيت نهائي بطولة أوروبا للمرة الثانية تواليا بالأمر الهين على الرغم من أنها اضطرت لتحمل أسابيع من الانتقادات، خاصة في دور المجموعات، بسبب الأداء الممل وضعف القوة الهجومية.

ومع ذلك ظل دفاع إنجلترا قويا، وأثبت جون ستونز وكايل ووكر، بفضل سرعتهما عندما يتعرضان للخطر، براعتهما في استخلاص الكرة.

نقاط قوة وضعف الإنجليز

من المرجح أن يشكل استحواذ إسبانيا على الكرة وتحركاتها أصعب اختبار لإنجلترا حتى الآن، والمفتاح لتمكن فريق ساوثغيت من الحفاظ على لياقته هو العمل المذهل الذي يقوم به ديكلان رايس لاعب خط الوسط الدفاعي.

ويتمركز رايس في مراكز تجعله يمنع الخطورة على إنجلترا وبفضل تحركاته وقوته فيمكن القول إنه أفضل لاعب إنجليزي في المسابقة المقامة بألمانيا حيث يقوم بتوفير الحماية الدفاعية أمام خط الدفاع، ويكافح أينما ظهر الخطر.

كما أثبت بقية لاعبي خط الوسط تحملهم للمسؤولية أمام هولندا في الدور قبل النهائي بشأن استعادة الكرة، بعدما أظهر كوبي ماينو وبوكايو ساكا وفيل فودن رغبتهم في استخلاص الكرة والضغط على المنافس.

وبعد الأداء السيء إلى حد كبير في دور المجموعات، الذي شهد تسجيلها لهدفين في ثلاث مباريات، سيشعر ساوثغيت بالاطمئنان لما شاهده أمام هولندا عندما تحملت الأسماء الكبيرة المسؤولية وبدأت في صناعة خطورة مستمرة من طرفي وعمق الملعب.

وسيشجع المدرب ساوثغيت لاعبه جود بلينغهام على مهاجمة نفس المدافعين الذين تفوق عليهم صانع لعب ريال مدريد في طريقه لأن يصبح أفضل لاعب في دوري الدرجة الأولى الإسباني الموسم المنقضي، مع تذكير هاري كين بمدى فعاليته في قبل النهائي عندما أدى عمله داخل منطقة الجزاء وحولها بدلا من التمركز في العمق كما كان يفعل في الكثير من الأحيان من قبل.

وستكون أحد الأمور المثيرة للقلق هو فشل إنجلترا في تشكيل الخطورة خلال الركلات الثابتة، إذ بدت ضعيفة في المواقف الدفاعية أمام عمالقة هولندا، لكن من غير المرجح أن يكون الأمر بنفس التأثير أمام إسبانيا.