يوسف عزير منظومتنا الكروية في رحلة البحث عن الذات

أكد يوسف عزير لاعب منتخبنا الوطني الأسبق والمحلل الرياضي أن منظومتنا الكروية لا تزال في رحلة البحث عن الذات نتيجة لمجموعة من القرارات، بداية من زيادة عدد اللاعبين الأجانب الذي قلص فرصة مشاركة لاعبينا، ومروراً بالاستعانة باللاعب المقيم والذي حولته الأندية إلى «فوضى»، لذلك تراجع مستوانا الكروي وأصبحنا نودع البطولات من الدور الأول مما أغضب جماهيرنا، والآن جاء قرار الاستعانة بالمدرب البرتغالي باولو بينتو والذي لا يعتبر رجل المرحلة المقبلة بكل المقاييس، ومثل تلك القرارات يكون لها تأثير سلبي يحد من تحقيق النجاح المنشود.

تسرع

وقال يوسف عزير إن قرار الاستعانة بالمدرب البرتغالي باولو بينتو جاء متسرعاً ولا يتناسب مع احتياجات المنتخب خلال الفترة المقبلة، وقال لسنا بحاجة إلى مدرب عالمي، فنحن لا نملك أدوات نجاحه، لأن المنتخب في حاجة لإعادة تأسيس وتجديد لصفوفه، وفي هذه الحالة نكون في حاجة إلى مدرب يستطيع قيادة مرحلة التأسيس ويكون قريباً من اللاعبين، ولذلك تمنيت أن تتم الاستعانة بجهود المدرب الوطني مهدي علي الذي سبق وقاد مرحلة تأسيس ناجحة وبشجاعة وحقق العديد من الإنجازات والألقاب، وهو رجل المرحلة المقبلة بكل المقاييس، على أن تتم الاستعانة كذلك بجهد المدرب الوطني عبد العزيز العنبري في قيادة المنتخب الأولمبي وقيادة جيل جديد يستطيع تكملة المهمة بنجاح في السنوات المقبلة.

وأضاف يوسف عزير قائلاً: بعد مرحلة التأسيس وعقب مرور 3 سنوات عليها يمكن الاستعانة بمدرب مثل بينتو، ولذلك أتوقع ألا يكتب النجاح لمهمة هذا المدرب لعدم توافر مقومات النجاح، كما أتوقع أن يتم الاستغناء عن خدماته بعد السنة الأولى من توليه المسؤولية، لأن تصفيات كأس العالم صعبة ومجموعتنا تضم منتخبات قوية، والأمر نفسه في كأس آسيا التي ستقام في الدوحة، ولعل مشاركة منتخبنا في البطولات السابقة خير برهان، ما لم نتدارك كل سلبيات المرحلة الماضية ونوفر إعداداً قوياً للمنتخب وتجهيز على مستوى عال للاعبين، ولكن في ظل اقتصار فترات الإعداد على أيام «فيفا» القصيرة ولعب مباريات ودية ضعيفة لن يتمكن منتخبنا من تحقيق النتائج المرجوة، ولذلك أقولها بكل صراحة أننا ومن دون نظرة تشاؤم مستمرون في الحالة التي عانينا منها مراراً خلال السنوات الماضية.

تطور

وقال يوسف عزير، صحيح أن دوري المحترفين تطور خلال النسخ الماضية نتيجة جهود رابطة المحترفين والسعي لجذب الجماهير للمدرجات، وزيادة التنافس بين فرق عدة على الفوز باللقب، ولكنه غير قادر على تجهيز اللاعبين الدوليين بشكل جيد لقلة عدد المباريات وضعف مستوى بعض الفرق التي تؤثر على المستوى العام للدوري.

منافسة

وعن توقعاته لشكل النسخة الجديدة من دوري المحترفين قال يوسف عزير، في ظل التغيرات المتعددة التي أجرتها الأندية في أجهزتها الفنية ولاعبيها الأجانب أتوقع أن يكون مستوى الدوري المقبل أفضل، خصوصاً مع عودة العين لمستواه الفني المتميز، وأعتبره من أقوى المرشحين للمنافسة على لقب الدوري، مع شباب الأهلي حامل اللقب، وحرص الجزيرة والشارقة والوحدة والوصل على المنافسة القوية كلها مقومات تدعم جهود تطور مستوى الدوري.

نجاح

وعن بطولات الشارقة الأربع قال يوسف عزير: سياسة المدرب كوزمين في تحقيق الفوز بالبطولات، أمر جيد ولكن الفوز ببطولة الدوري له طعم مختلف، فمن غير المعقول أن يفوز بهذه البطولات ويحتل المركز السابع في الدوري، ولذلك نقول كوزمين نجح مع الشارقة بدرجة جيد ولكن ليس بامتياز، والشارقة في الموسم الجديد سيكون منافساً قوياً بعد تدعيم صفوفه ببعض الصفقات الجيدة مثل فراس بالعربي الذي اعتبر انضمامه مكسباً للفريق.

فرص

وعن رأيه في عدد اللاعبين الأجانب بكل فريق قال يوسف عزير: لا شك أن تواجد اللاعبين الأجانب بهذا العدد يقلل من فرص مشاركة لاعبينا المواطنين، ولكن للأسف الأندية هي التي وضعت نفسها في هذا الموقف الصعب لعدم الاهتمام الكافي بقطاع المراحل السنية، وتفريخ لاعبين شباب على مستوى عال، لذلك كان القرار بزيادة عدد اللاعبين الأجانب لتعويض النقص بصفوف الفرق، وهو القرار الذي أثر سلباً على المنتخب الوطني بالطبع.

تجربة

وعن رأيه في تجربة الاستعانة باللاعب المقيم قال يوسف عزير الأندية تحايلت على القرار السامي الهادف لمنح الفرصة للاعب المقيم بشكل فعلي والاستفادة من جهوده، بالاستعانة بأجانب من خارج الدولة، وأصبح كل ناد يذخر بكم كبير من اللاعبين، خصوصاً في قطاع المراحل السنية، مما أدى إلى نوع من «الفوضى» التي لا تخدم الكرة الإماراتية ولا منتخباتها، وعلينا العودة لأصل القرار.

تساؤل

واختتم يوسف عزيز تصريحه بالتساؤل، أين مدارس حراس المرمى بالأندية، فقد وصل سن عدد من حراس المرمى لمرحلة الاعتزال ومع ذلك لم نر بدلاء لهم حتى الآن، ولعل غياب مدارس الحراس بالأندية سبب رئيسي لذلك وأتمنى أن يفرض اتحاد الكرة وجود مثل تلك المدارس حتى يتم تفريخ حراس على مستوى عال يخدم الأندية والمنتخبات الوطنية.

المصدر