
ساعات قليلة تفصلنا عن مواجهة القمة المصرية رقم 126 عبر التاريخ، بين فريقي الأهلي والزمالك، التي تستحوذ على اهتمام جماهير الكرة ليس فقط في مصر، ولكن في أنحاء الوطن العربي كذلك، لما يمتلكه الفريقان من شعبية كبيرة في كل البلدان.
ورغم أن نتيجة المباراة لن تكون مؤثرة على الفريقين في مشوار المسابقة، خاصة أن الأهلي حسم بالفعل لقب الدوري المحلي لصالحه قبل أيام، إلا أن القمة ستكون على صفيح ساخن، بسبب الأزمات التي تحوم حولها خارج المستطيل الأخضر بين الناديين.
أزمة
ويعتبر الممر الشرفي أبرز الأزمات المرتبطة بقمة الأهلي والزمالك، الذي تقوم فكرته على اصطفاف لاعبي الخصم يميناً ويساراً في صفين متوازنين داخل الملعب، ويمر بينهما الفريق البطل، ويعد هذا البروتوكول بمثابة تقليد أو عُرف يهدف في صورته الأسمى إلى نبذ التعصب وبث روح المنافسة الشريفة، وعرفاناً بتميز البطل واستحقاقه اللقب، وغالباً ما يتم ذلك بعد أول مباراة للبطل، وعلى مر التاريخ تعاقب على الممر الشرفي حالات عديدة بين الرفض والقبول، وتتكرر الحالة الأولى بشكل خاص في مباريات الديربي، التي قلما تشهد موافقة الطرف الآخر على إقامة الممر التكريمي للبطل.
رفض
ورغم تصريحات أحمد حسام «ميدو» عضو اللجنة الفنية بنادي الزمالك، الذي قال: «أتمنى أن يقوم الزمالك بعمل ممر شرفي للاعبي الأهلي احتراماً وتقديراً لمجهودهم في الموسم الحالي»، إلا أن إدارة الزمالك ترفض الأمر بشكل قاطع، على خلفية الأحداث الأخيرة بين الطرفين، والتي يعد أبرزها اقتراب إعلان صفقة انضمام إمام عاشور نجم الزمالك السابق وميتيلاند الدنماركي الحالي إلى صفوف الأهلي، بعد رحيله بأشهر قليلة عن القلعة البيضاء، وهي الأزمة الثانية التي تلاحق القمة المصرية.
بالرغم من هتافات جماهير الأهلي خلال مباراة فيوتشر بمسابقة الدوري المصري الممتاز، ضد صفقة إمام عاشور، في رسالة واضحة لمجلس إدارة النادي الأحمر بالرفض القاطع لإتمامها، حيث رددت جماهير الأهلي حينها هتافاً: «صالح سليم مش ناسيين.. إمام عاشور مش عايزين»، على خلفية ما فعله عاشور من قبل في فيديو متداول، وجه فيه إهانات للجماهير الحمراء، ورموز النادي على رأسهم الراحل صالح سليم، ولكن مجلس الأهلي يرى الأمر بمنظور مختلف، حيث يرى أنها ستكون بمثابة ضربة في مقتل للغريم التقليدي، إلى جانب أن اللاعب على المستوى الفني سيضيف للنادي الأحمر خاصة بعد رحيل حمدي فتحي إلى صفوف الوكرة القطري مؤخراً.
وهاجم مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك المعزول من منصبه، إدارة الأهلي برئاسة محمود الخطيب، وسخر من تنازلها عن القيم والمبادئ التي طالما تميز بها الأهلي (حسب وصفه)، قبل أن يرد عليه عدلي القيعي رئيس شركة كرة القدم بالأهلي، مؤكداً أن مبادئ الأهلي أمر يخص النادي ولا يحق لأحد خارجه الحديث عنها.
مطالبة
وتمثلت الأزمة الثالثة المرتبطة بمباراة القمة المصرية، في مطالبة مسؤولي الأهلي من مسؤولي الكرة في مصر باستلام درع البطولة التي حسمها بالفعل في هذا اللقاء المرتقب، كون أن لقاء الزمالك هو الأول بعد اقتناص اللقب، بخلاف أنه صاحب الأرض، لكن رابطة الأندية المصرية المحترفة حسمت الأمر بالإعلان عن تسليم الأهلي لدرع الدوري عقب لقاء حرس الحدود المقرر إقامته 19 يوليو الجاري، بالجولة الأخيرة من بطولة الدوري المصري.
وعلم «البيان» أن مسؤولي الزمالك قاموا بتسليم درع الدوري المصري لمندوبي رابطة الأندية، ظهر أمس، استعداداً لتسليمه إلى الأهلي، لاسيما أن النادي الأبيض كان بطلاً للمسابقة في آخر نسختين، وستكون النسخة الحالية من بطولة الدوري المصري هي الأخيرة لدرع الدوري الحالي الذي امتدت رحلته 74 عاماً، على أن يتم وضعه بعد ذلك في أحد المتاحف بمصر، وتظهر بداية من الموسم الجديد درع جديدة للمسابقة المصرية يتم تصنيعها حالياً في انجلترا، بحسب ما أكده أحمد دياب رئيس رابطة الأندية المصرية المحترفة.