أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن التحولات السياسية والاقتصادية العالمية المتسارعة تحتم على العالم العربي الاستعداد بشكل جيد للمستقبل وأن الريادة العالمية لا تكون إلا للدول السباقة بتبني أدوات الاستشراف المستقبلي.
وقال سموه إن “مستقبل العالم العربي سيكون أفضلا إذا تمكنت دوله من أدوات الاستشراف السياسي والاقتصادي واستعدت جيدا للمتغيرات والتحديات .. نريد لعالمنا العربي أن يكون مكانا أفضل للشعوب وهذا بحاجة إلى الإرادة السياسية أولا واعتماد نموذج تنموي شامل يضم الشباب العربي الذين هم طاقة واعدة ومحركا للتغيير ومخزونا استراتيجيا يسترعي الانتباه والرعاية باعتماد نموذج تنموي يقوم على إشراكهم وتمكينهم وتفعيل دورهم في استشراف المستقبل لرسم السيناريوهات وتحويل التحديات إلى فرص والفرص إلى إنجازات”.
وأضاف سموه “عالمنا العربي مليء بالفرص والطاقات التي لو استغلت بشكل جيد سيتغير الواقع تماما .. نحتاج أن نبدأ الآن بتبني منظور استباقي للتغلب على التحديات .. فقد استلهمنا من تجارب التاريخ أن الدول التي استشرفت المستقبل واستعدت له جيدا هي التي تقود التوجهات العالمية اليوم والدول التي تنتظر ما سيحدث ستظل تراوح مكانها في موقع المترقب”.
جاء ذلك خلال إطلاع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على ” تقرير المنتدى الإستراتيجي العربي لحالة العالم في 2017 ” الذي يستعرض أبرز الأحداث المتوقعة في المنطقة العربية والعالم سياسيا واقتصاديا والذي تم إعداده وفقا لأدوات الاستشراف السياسي والاقتصادي التي يتبناها المنتدى.
ويشهد المنتدى الإستراتيجي العربي هذا العام مشاركة نخبة من أبرز المفكرين وعلماء السياسة والاقتصاد في المنطقة والعالم بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون والمدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية ليون بانيتا ووزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي والمفكر السياسي البروفيسور غسان سلامة ونتاليا تاميريسا من صندوق النقد الدولي.
كما يشارك في المنتدى رئيس مجلس التنمية العالمية للرئيس الأميركي باراك أوباما الدكتور محمد العريان ووزير المالية اللبناني سابقا جورج قرم وخبير النفط العالمي الدكتور ممدوح سلامه ورئيس مجموعة “يوروآسيا” المتخصصة في الدراسات والاستشارات السياسية إيان بريمر.
ويحضر المنتدى أكثر من 500 مفكر سياسي واقتصادي ليسهموا بخبراتهم وآرائهم في استشراف حالة العالم والعالم العربي سياسيا واقتصاديا في عام 2017 ويبحثوا في أهم القضايا الاستراتيجية التي قد ترسم ملامح العام المقبل.
جدير بالذكر أن المنتدى الاستراتيجي العربي انطلق في العام 2001 تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كمنصة لاستشراف المستقبل والتعرف على حالة العالم والتوجهات المستقبلية سياسيا واقتصاديا في العالم والعالم العربي.
ويركز المنتدى الاستراتيجي العربي على استشراف المستقبل وفهم أعمق للقضايا الجيوسياسية والاقتصادية الرئيسية المؤثرة على مستوى العالم العربي والمجتمع الدولي ويجمع مجموعة من قادة العالم والمفكرين لمناقشة أهم القضايا الملحة في هذا الصدد.
ويمثل المنتدى شبكة للتواصل تضم مجموعة من الجلسات التي تساعد على فهم أفضل للتوجهات المستقبلية جيوسياسيا واقتصاديا على صعيد المنطقة والعالم بهدف الوصول إلى عالم أفضل.