في حوار مطول مع صحيفة “ليكيب” الفرنسية عاد الدولي الجزائري رياض محرز للحديث عن مغادرته المان سيتي قبل انتهاء عقده بموسمين، معبرا عن قناعته بالقرار الذي اتخذه وسعادته بالالتحاق بالأهلي السعودي رغم حنينه للدوري الانكليزي الذي رحل عنه بمحض ارادته، ولا يعرف ان كان سيعود اليه في ظل التسريبات التي تتحدث عن اتصالات مع نادي أرسنال، خاصة بعد الانتقادات التي تعرض لها في الآونة الأخيرة من اعلاميين ومحللين اعتبروا مردوده متواضعاً مقارنة بقدراته، وقالوا عنه أنه يلعب بدون شغف وبدون جهد كبير كما كان في السيتي، لكن محرز فند ذلك وأبدى استعداده لانهاء مشواره في الخليج، وأمله بالفوز بالكرة الذهبية الافريقية لأنه الأكثر جدارة.
محرز اعترف أنه غادر أوروبا مبكرا رغم اصرار غوارديولا على الاحتفاظ به، وأقر أنه غادر السيتي بعد خمسة مواسم حقق فيها كل الألقاب مع أحسن فريق في العالم، لكن من دون استكمال مهامه على حد وصفه لأنه لم يشارك في مباراتي نصف نهائي ونهائي دوري الأبطال، وهو الذي كان حاضرا ببصمته في كل الانجازات، ما حز في نفسه ودفعه نحو المغادرة الى السعودية التي منحت له عقدا لأربعة مواسم بامتيازات مادية لا ترفض على حد قوله، وفرصة العيش في بلد مسلم يضمن له الاستقرار النفسي رغم صعوبة التأقلم بسرعة مع الحياة الجديدة، وفريقه الجديد في دوري سعودي يتسم بخصوصيات مختلفة عن الدوريات الأوروبية فنيا وجماهيريا واعلاميا.
خرجة الدولي الجزائري جاءت وكأنها لتكذيب الاشاعات التي تتحدث عن رغبته في العودة الى انكلترا من بوابة نادي أرسنال الذي يريده، خاصة بعد الانتقادات التي تعرض لها في بعض الأوساط الفنية والاعلامية السعودية، حيث أبدى استعداده لمواصلة مشواره مع الصاعد الجديد الأهلي السعودي، وتشريف عقده الذي يمتد لأربعة مواسم في أحد أعرق الأندية وأقوى الدوريات العربية والآسيوية الذي استقطب نجوما كباراً على غرار رونالدو وبنزيمة ونيمار وزميله فيرمينيو، ويحظى فيه بشعبية كبيرة سبقته الى المملكة العربية السعودية التي فازت بتنظيم كأس العالم 2034، وهو الأمر الذي سيزيد من قيمة الدوري المحلي ومستواه الفني خلال السنوات القادمة.
رياض محرز أكد بالمناسبة على أحقيته في التتويج بالكرة الذهبية الافريقية للمرة الثانية على التوالي هذا العام في ظل تراجع محمد صلاح وساديو ماني وتألقه على المستوى الجماعي بفوزه بثلاثية دوري الأبطال والدوري المحلي وكأس انكلترا، حيث لعب 60 مباراة سجل فيها 21 هدفا وصنع 16، وكانت له 37 مساهمة تهديفية، تجعله المرشح من دون منازع للتتويج بالكرة الذهبية الا اذا ارتأى “كاف” غير ذلك بحسب بعض التسريبات والتوقعات التي تشير الى توجه نحو منح التتويج لحارس اشبيلية سابقا والهلال السعودي حاليا ياسين بونو، خاصة أن الحفل سينظم في المغرب، بحجة أن الحارس الدولي المغربي توج مع فريقه بلقب الدوري الأوروبي، وبلغ مع منتخب بلاده نصف نهائي كأس العالم.
وفي حديثه عن المنتخب الجزائري تطرق رياض محرز لبطولة كأس أمم افريقيا المقررة في كوت ديفوار بعد شهرين، وحظوظ بلاده في التتويج والتي لا تختلف عن حظوظ منتخب البلد المنظم، وخمسة أو ستة منتخبات تملك مقومات المنافسة على اللقب، من بينها الجزائر التي ستكون على موعد مع تعويض مشاركتها المخيبة في الدورة الماضية وغيابها عن كأس العالم في قطر، لكنه اعترف بصعوبة المهمة في بطولة لها خصوصياتها، وستكون فرصة لقائد الخضر لتعويض ما فاته، وهو الذي لمسه عشاقه في حواره مع صحيفة “ليكيب” الفرنسية، وهو الذي كان دوما يفضل لغة الأقدام على الكلام في وسائل الاعلام للرد على التساؤلات والاشاعات.