يُعتبر حب الشباب واحداً من أكثر الأمراض شيوعاً على الإطلاق؛ بدءاً من الحبوب المزعجة التي تظهر عادةً خلال سنين المراهقة، وصولاً إلى الحالات المُزمنة والمعاناة للتخلص منها والتي قد تستمر حتى مرحلة البلوغ. وهو من الحالات المرضية التي لا بدّ لكلّ شخص أن يتعرض لها ولو لمرة واحدة على الأقل خلال حياته، وعن هذا الموضوع تفصيلاً تحدثنا جوان ليلانى أخصائية العناية بالجلد والبشرة فى مركز أمريكان استيتيك الطبى للتجميل.
يبدأ حب الشباب بالظهور على البشرة عادة عند سن البلوغ، ويُعزى ذلك إلى التغييرات الهرمونية التي يمر بها الجسم في تلك المرحلة، ولا تختفي آثار هذه الحبوب ما لم تتم معالجتها بالشكل الصحيح. وبالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، نورد فيما يلي بعض الأسباب الإضافية التي تساعد على ظهور حب الشباب، ومنها:
- التوتر والاكتئاب
- الملابس الضيقة والمصنوعة من الألياف الصناعية والتي لا تسمح للبشرة بالتنفس (حب الشباب في الجسم)
- الاستخدام غير الملائم أو غير الكافي لمستحضرات العناية بالبشرة ومساحيق التجميل
- الطقس شديد الجفاف (أو شديد الرطوبة)
- عدم العناية بالنظافة الشخصية أو الإفراط فيها
- تنظيف البشرة باستخدام مياه ساخنة جداً، ما يؤدي إلى الزيادة في إفرازات الغدد الدهنية
وتتوفر في يومنا الحالي مجموعة من العلاجات الناجعة التي من شأنها بلا شك تخليص البشرة من حب الشباب الذي يُصيب الطبقة السطحية من الجلد، إذ أصبحت هذه الوسائل الحديثة بديلاً أكثر فاعلية عن الوسائل التقليدية التي كانت متبعة في السابق، كشرب كميات كبيرة من الماء أو الاستعانة بالعلاجات المنزلية، والتي لم تعد كافية لمعالجة هذه المشكلة. لا سيّما وأنّ الجسم يتمتع بالقدرة على التطور والتكيّف مع مرور الوقت، حاله كحال الأمراض التي تصيبه والتي تطوّر بدورها مناعتها للعلاجات المضادة.
علاج حب الشباب
من شأن تغيير النظام الغذائي أو إضافة بعض المغذيات الدقيقة إليه أن يُسهم في تحسين البشرة والتخلص من حب الشباب. إذ أظهرت الأبحاث الحديثة عن إسهام الأطعمة الغنية بالسكريات في تفاقم حب الشباب. وينبغي الحفاظ على بشرة صحية من خلال تناول المأكولات التي تحتوي على نسب عالية من الزنك وأحماض أوميغا -3 الدهنية والسيلينيوم وفيتامين Aوفيتامين Eوغيرها. ويُمكن إيجاد هذه المكونات الغذائية في المحار ولحم البقر ولحم الدجاج، فضلاً عن الجبن والمكسرات والسبانخ. كما بإمكان الأشخاص، الذين يعانون من حب الشباب، اكتشاف العادات والعناصر الغذائيةالتي تُلائم بشرتهم وتحد من تفاقم هذه المشكلة.
العلاجات الموضعية
في بداية الأمر، نقوم بوصف ’آيزوتريتينوين‘، وهو عقار جديد تم تطويره خلال الأعوام القليلة الماضية، إلى جانب المضادات الحيوية، وثم نتبعها بسلسلة منتظمة من المراجعات الموزعة على امتداد 15 إلى 20 أسبوعاً. ونُفضّل التقليل من وصف المضادات الحيوية حالما تبدأ حالة البشرة بالتحسّن. غير أنّه لا يُمكن للنساء الحوامل استعمال عقار ’آيزوتريتينوين‘ وبعض من المضادات الحيوية، إذ من شأن هذا أن يُفضي عن تشوهات جنينية. وإلى جانب العلاج بأقراص الدواء، قد نوصي في بعض الأحيان بالخضوع إلى علاج تجميلي، لا سيّما وأنّه قد يُسهم في تحسين حالة البشرة بشكل سريع.
هذا وتتوافر في الوقت الراهن العديد من العلاجات التي يُمكن للناس الانتقاء منها، مثل:
- التقشير الكيميائي
- التقشير بواسطة درجة حموضة البشرة
- جلسات العناية الطبية بالوجه
- تجديد البشرة بالليزر
- معالجة الاحمرار المُزمن
- علاجات C.N.E.و M.E.L.A. لإعادة تأهيل البشرة
- إزالة البقع وآثار حب الشباب وغيرها الكثير.
ويتم وصف العلاجات المذكورة أعلاه وفقاً لمتطلبات كلّ حالة، والتي قد تختلف بين شخص وآخر، وعلاوة على ذلك، تتوفر بعض التدابير المعروفة الأخرى مثل التجفيف والإزالة، والتي يتم اللجوء إليها عند امتناع حب الشباب أو البثور عن الاستجابة للعلاج نظراً لتفاقم حالة البعض منها، الأمر الذي يُلزم حقنها بالعقار بشكل مباشر ومن ثم إزالتها لكي تختفي.
وفي الختام، أصبح هناك وفرة من الأساليب الحديثة المستخدمة للتخلص من حب الشباب والتي أثبتت فعاليتها في علاج كافة هذه الحالات، بشرط الالتزام بالتوصيات والوصفات التي يُعطيها الطبيب بحذافيرها كل يوم حتى انتهاء فترة العلاج.