سلّطت “جمعية الشرق الأوسط لإدارة المرافق” الضوء على أبرز القضايا المؤثرة على واقع ومستقبل قطاع إدارة المرافق من منظور الابتكار باعتباره دعامة متينة للارتقاء بالخدمات المتكاملة، بما يتماشى مع المتطلبات التنموية في القرن الحادي والعشرين، مستعرضةً أبرز الاتجاهات الناشئة نحو إدماج التكنولوجيا المتقدمة ضمن منظومة إدارة المرافق لتكون جزءاً لا يتجزأ من مسيرة التنمية الشاملة في منطقة الشرق الأوسط. وجاء ذلك خلال “ندوة ميفما” الذي عُقدت الأمس (الأربعاء 25 سبتمبر 2019) في سلطنة عُمان بحضور كوكبة من صنّاع القرار والروّاد وراسمي السياسات وروّاد قطاع إدارة المرافق الإقليمي، في سبيل مناقشة العوامل الدافعة لإعادة هيكلة مجتمع إدارة المرافق في ظل التطور التكنولوجي بكل ما يحمله من فرص وتحديات.
ولفت جمال لوتاه، رئيس “جمعية الشرق الأوسط لإدارة المرافق” إلى أهمية تعزيز جسور التواصل مع الرواد الإقليميين لبحث سبل النهوض بآليات إدارة المرافق في ضوء المستجدات الحاصلة، لا سيّما التكنولوجية التي تعتبر ركيزة أساسية للارتقاء بالقدرة التنافسية للقطاع الحيوي الداعم لمسيرة التنمية المستدامة. وشكل الندوة الأخيرة في عُمان منصة استراتيجية هامة لاستعراض أفضل الممارسات الدافعة لتعزيز الكفاءة التشغيلية وإرساء دعائم الاستدامة ضمن مجتمع إدارة المرافق العُماني والإقليمي، فضلاً عن رفد السوق العُمانية بالأدوات التكنولوجية اللازمة لمواكبة النمو المتسارع. وأتاحت المناقشات المجال أمامنا للتعرف عن كثب على المعطيات الراهنة ضمن قطاع إدارة المرافق في السلطنة، والذي يتمتع حالياً بمعدل نمو يبلغ 0.5% في ظل النهضة العمرانية والتنموية المستمرة.”
وأضاف لوتاه: “شكّلت التكنولوجيا المتقدمة، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، محور تركيز مناقشاتنا، إيماناً منا بضرورة توفير السبل الضامنة لتعزيز قدرة إدارة المرافق على مواكبة التطورات المتسارعة، وصولاً إلى خدمات متكاملة تلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية في ظل الخطط التنموية الطموحة على المستويين المحلي والإقليمي. ويدفعنا نجاح “ندوة ميفما” في عُمان إلى المضي قدماً في إثراء المعرفة ونقل أنجح التجارب وأفضل الخبرات الداعمة لمسار الابتكار والتكنولوجيا والاستدامة ضمن قطاع إدارة المرافق الإقليمي، الذي يحظى بأهمية متنامية باعتباره أحد مرتكزات التنويع الاقتصادي.”
من جهته، ألقى الشيخ عبد العزيز الحوسني، عضو مجلس إدارة “جمعية الشرق الأوسط لإدارة المرافق” ونائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ “مجموعة القرم التجارية”، كلمة أكّد خلالها الدور المحوري للابتكارات التكنولوجية الحديثة في إحداث نقلة نوعية وإيجابية في جودة وكفاءة خدمات إدارة المرافق، بما يواكب متطلبات التنمية الشاملة محلياً وإقليمياً. وأضاف الحوسني: “خطت عُمان خطوات متقدمة على درب النهوض بإدارة المرافق بما يتواءم وأعلى المعايير وأفضل الممارسات العالمية، وهو ما ينعكس في وصول حجم القطاع المحلي إلى 0,3 مليار دولار أمريكي، تستحوذ الخدمات الداخلية على 57% منه في حين تبلغ حصة خدمات التعهيد 7%، وسط مشاركة فاعلة من القطاعين الخاص والحكومي بنسبة 60% و40% على التوالي.[1] وأثمرت “ندوة ميفما” عن مخرجات هامة على صعيد تسخير تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في خدمة مسيرة نمو واستدامة مجتمع إدارة المرافق الذي يواصل تقديم مساهمات لافتة في ترجمة الأهداف التنموية على كافة المستويات.”
وتخلل جدول أعمال الندوة تنظيم سلسلة من المحاضرات والعروض التقديمية حول المواضيع الحاسمة التي تعيد صياغة ملامح مجتمع إدارة المرافق على الصعيدين المحلي والعالمي، حيث تناول الحضور دور الأدوات التكنولوجية الحديثة في دفع عجلة تطور خدمات إدارة المرافق. وقدّم مروان أبو رعد، مدير العمليات لشركة “إنجي كوفلي” في سلطنة عُمان، عرضاً تفصيلياً حول “الإدارة المتكاملة لإدارة المرافق والطاقة”، تلاه عرض تقديمي حول “الثورة الصناعية الرابعة وتأثيرها على قطاع إدارة المرافق” بإشراف فيجايشانكار كافاسيري، مدير العمليات إدارة المرافق في “مجموعة القرم التجارية لخدمات إدارة المرافق”. وناقشت د. ياسمين البلوشي، عميد كلية مسقط في عرضها التقديمي موضوع “قوة الذكاء العاطفي داخل منظمات إدارة المرافق”، كما تناول سلطان البحري، الرئيس التنفيذي لشركة “ممكن”، موضوع “الذكاء الاصطناعي في توفير الطاقة”.
وانضمت كوكبة من كبار الشخصيات أيضاً إلى العروض التقديمية التي تمحورت حول مواضيع مماثلة ذات أهمية بالغة بالنسبة لمجتمع إدارة المرافق، حيث تحدث أحمد العيسى، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ “مجموعة الأنظمة الهندسية”، عن موضوع “استشارات إدارة المرافق – متى نحتاجها؟”. وألقى أورجن أوكتم، مدير أول خدمات البنية التحتية في “عُمانتل”، محاضرة حول “إنترنت الأشياء في إدارة المرافق”، تلاها عرض تقديمي من ستيف كوجيل، مدير حسابات في شركة “كاريليون علوي”، مستعرضاً أهمية العمل التعاوني لتقديم استراتيجية للعملاء.
واختتمت الندوة بتنظيم حلقة نقاشية حول “عقود الصيانة والخدمات التقليدية ومقارنتها بعقود إدارة المرافق الشاملة”، بإشراف الشيخ عبد العزيز الحوسني، ومشاركة نخبة من المتحدثين الرسميين بمن فيهم حامد المغدري، الرئيس التنفيذي لـ “المها للبترول”؛ والدكتور سالم الريامي، مدير التدريب التجاري في “معهد نمو لتطوير المهارات”؛ وعاصم الزدجالي، نائب الرئيس (تجربة العملاء) في شركة “الموج”؛ إلى جانب فاطمة الطوقي، مديرة قسم إدارة المرافق في شركة “شل للتطوير” في عُمان.
ويجدر الذكر، أن الرعاة الرئيسيين لـ”ندوة ميفما” في عمان هما شركة “إنجي كوفلي” و”مجموعة القرم التجارية لإدارة المرافق”.
[1] Frost and Sullivan, 2018