وأعلنت الهيئة عن بدء التشغيل التجريبي لمتحفها الجديد، وفتحه أمام الجمهور «مجاناً» خلال فترة التشغيل التجريبي، في مناسبة ذكرى انتصار العاشر من رمضان.
وخضع المتحف الذي يشغل المبني القديم لإدارة الهيئة، الذي شهد عملية التأميم في عام 1956، لعملية تطوير كبيرة، شملت ترميم المبني وتجهيزه لأعمال العرض المتحفي، ورفده بمجموعة من المقتنيات والقطع الأثرية، التي يصل عددها إلى ما يقرب من ألفي قطعة، تنتشر في 12 قاعة عرض، تسرد تاريخ القناة على مر العصور.
ويرجع تاريخ المبني إلى ما يزيد على 160 عاماً، حيث شيّد في عام 1862 ليكون المقر الإداري الأول للشركة العالمية لقناة السويس البحرية، حيث تمّت من خلاله إدارة عملية حفر القناة، التي استمرت 10 أعوام كاملة من عام 1859 حتى عام 1869ميلادية، وقد شملت عمليات الترميم إعادة المبني الذي كان مقراً للحزب الوطني الحاكم، خلال فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، لصورته الأصلية، والحفاظ على طرازه المعماري الذي يجمع في تصميمه ما بين الطابع العربي الإسلامي والطابع الأوروبي، بالإضافة إلى الكشف عن الألوان الأصلية للمبنى، وذلك بالتنسيق بين وزارة الآثار ومركز هندسة الآثار والبيئة بكلية الهندسة جامعة القاهرة.
ويضم المتحف عشرات الوثائق النادرة، إلى جانب عدد كبير من الرسوم الزيتية التي أنجزها فنانون غربيون، لعمليات حفر القناة، إلى جانب مشاهد من حفل افتتاحه الأسطوري في عهد الخديو إسماعيل، فضلاً عن وثائق نادرة تعرض لأول مرة عن عملية التأميم، وكانت أحد الأسباب التي أدت إلى العدوان الثلاثي على مصر، بعد استعادة المرفق العالمي للإرادة المصرية.
استغرقت عملية ترميم المبنى وتجهيزه كمتحف بالمقتنيات والقطع الأثرية ما يقرب من ثلاث سنوات، تم خلالها الاستعانة بأحدث تقنيات الترميم وطرق ووسائل العرض المتحفي، بما يضاهي المتاحف العالمية