وكانت محكمة في ولاية نيو مكسيكو دانت في مطلع مارس/ آذار الماضي، المشرفة على استخدام الأسلحة في الفيلم هانا غوتيريز ريد بتهمة القتل غير العمد. وتبيّن أن هانا تولت وضعَ الرصاصات في المسدس الذي كان يستخدمه بالدوين خلال تصوير أحد المشاهد في عام 2021 في مزرعة، وكان يُفترض أنه يحوي رصاصاً خلبياً، غير أن طلقة حية انطلقت من السلاح تسببت في مقتل المصورة هالينا هاتشينز (42 عاماً)، وإصابة المخرج جويل سوزا.
وفرضت المحكمة العقوبة القصوى التي طالبت بها النيابة. ولم تبد هانا «أي مسؤولية أو ندم» خلال المحاكمة، وفق ما قالت المدعية العامة كاري موريسي الاثنين.وأشارت النيابة العامة إلى أن هانا وصفت أعضاء هيئة المحلفين بأنهم «أغبياء»، و«متخلفون»، في اتصالات أجرتها من السجن بعد الحكم عليها.
وقالت المشرفة على الأسلحة باكية: «هيئة المحلفين اعتبرت أنني مسؤولة جزئياً عن هذه المأساة المريعة، لكن ذلك لا يجعل مني وحشاً»، مبدية تعاطفها مع عائلة الضحية.
كذلك يواجه بالدوين، تهمة القتل غير العمد، وتالياً عقوبة مماثلة بالسجن 18 شهراً، إلاّ أن محاكمة منفصلة له يُفترض أن تنطلق في يوليو/ تموز المقبل.
وخلال محاكمة هانا، انتقدت المدعية العامة كاري موريسي قلة احتراف المشرفة على الأسلحة وخبرتها، واعتبرت أن إهمالها أدى إلى «إخفاقات متواصلة تتعلق بالسلامة» في موقع التصوير.
– «لعبة الروليت»
وأشارت المدعية العامة إلى أنّ هانا«كانت طوال الوقت تترك الأسلحة من دون مراقبة»، ولم تكن تتأكد من أن الذخيرة غير خطرة، مخالِفَة بذلك «المعايير التي تنظّم عمل مسؤولي الأسلحة في مواقع التصوير». ويُصدر الرصاص الفارغ المستخدم في مواقع التصوير صوتاَ يمكن لأي خبير تحديده بسهولة عند هز السلاح.
وتابعت: «إذا لم تتحقق من أن الذخيرة ليست حية. فإن كل مرة يحمل فيها ممثل سلاحاً تكون بمثابة لعبة روليت».
واعتبر وكلاء الدفاع عن مسؤولة الآسلحة، أنها كانت بمثابة كبش فداء لفريق إنتاج أهمل السلامة لأسباب مالية.
ولم يكن لدى الشابة أي وسيلة لمعرفة أن ذخائر حية أُدخلت إلى موقع التصوير، واعتقدت أن فريق الإنتاج لم يُحضر سوى رصاص فارغ، بحسب محاميها جيسون بولز.
وكذلك كانت مكلفة مهمة المساعدة في تحضير الاكسسوارات المستخدمة في التصوير، ما منعها من التركيز بشكل كامل على دورها كمشرفة على استخدام الأسلحة.
وقال كريغ مزراحي، وكيل هالينا هاتشينز السابق، الاثنين إنه من خلال الاستعانة بشابة عديمة الخبرة لتحمل هذه المسؤولية المزدوجة، «اتّخذ المنتجون قراراً حاسماً بإقصاء سلامة طاقم العمل عن رأس قائمة الأولويات خلال التصوير».
وأحدث هذا الحادث النادر صدمة في هوليوود، وصدرت على إثره دعوات إلى حظر الأسلحة النارية في مواقع التصوير.
– «ضغط» بالدوين
واستؤنف تصوير «راست» رسمياً في مارس/ آذار الماضي، في ولاية مونتانا، مع تولّي أرمل هالينا هاتشينز، ماثيو، مهام المنتج التنفيذي. وفي نهاية عام 2022، تخلى ماثيو عن الدعاوى المدنية التي رفعها ضد بالدوين، إثر اتفاق لم يُكشف عن قيمته.
ويحاول محامو بالدوين الدفع لإلغاء محاكمته الجنائية، من خلال إثارتهم دفوعاً ببطلانها. لكن النيابة العامة دعت الأسبوع الماضي، إلى الإبقاء عليها، في رد تفصيلي تضمّن اتهامات شديدة للممثل البالغ 66 عاماً.
وأشار ممثلو الادعاء إلى أن الممثل «كان يصرخ بانتظام» على الجميع، ويريد إنهاء الفيلم بأسرع وقت، ما أدى إلى تعريض الأمن للخطر باستمرار.
وأضاف ممثلو الادعاء، أن الممثل الذي نفى أن يكون ضغط على الزناد «كذب بشكل صارخ بشأن سلوكه» في موقع التصوير، وغيّر روايته لتجنب أي مسؤولية.
وفي أول استجواب خضع له لدى الشرطة، لم يقل الممثل، أن الطلقة النارية انطلقت من المسدس تلقائياً، أو أن هاتشينز طلبت منه أن يوجه السلاح نحوها. ويشير ممثلو الادعاء إلى أن هذه العناصر جزء من «الرواية» التي سوّق لها بالدوين لاحقاً في وسائل الإعلام.
وخلص تحقيق أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي، إلى أن المسدس الذي كان يحمله الممثل لا يمكن أن يطلق النار من دون الضغط على الزناد، وهو ما يطعن فيه وكلاء الدفاع عنه.