ورغم ذلك، فقد تبين أن بعض المفاهيم الأكثر بديهية، التي يعتبرها العديد من الآباء والأمهات أمراً مفروغاً منه خاطئة، ولا يمكن الاعتماد عليها في كثيرٍ من الأحيان؛ لتربية طفلٍ قادرٍ على مواجهة المستقبل، والمضي قدماً في حياته.
ومن أجل ذلك، فإننا هنا نرصد بعض الأشياء الصغيرة، التي تفعلينها على اعتبار أنها صحيحة، لكنها تتسبب في إفساد أطفالكِ بشكلٍ خطير.
الإجابة عن كل أسئلة الطفل:
كم مرة سمعتِ العبارة، التي تقول: «إن الأطفال فضوليون بطبيعتهم»؟.. لذا يجب الإجابة على جميع أسئلتهم؛ ليتعلموا.
في الواقع، هناك الكثير من الأسئلة، التي يمكن لطفلكِ أن يطرحها، وقد تعتبرين هذه الأسئلة فرصة لتعليمه، من خلال الإجابة على أسئلته حول النباتات والحيوانات والسيارات، وأي شيء آخر يتبادر إلى ذهنه.
لكن، يجب أن تقاومي الإجابة على أسئلته. وبدلًا من ذلك، أعيدي توجيه السؤال مرة أخرى إلى طفلكِ، وقولي على سبيل المثال: «هذا سؤال رائع!.. ما فرضيتك؟.. لماذا تعتقد أن هذه الشاحنة مخصصة؟.. لماذا تعتقد ذلك؟.. ما الدليل الذي استخدمته للتوصل إلى فرضيتك؟».
استخدمي هذه الفرصة لتعليم طفلك كيفية التفكير، والبحث عن الأدلة، واختبار أفكاره، وأنه يجب أن يحاول الحصول على الإجابة «الصحيحة».
وتذكري أن القدرة على حل المشكلات، والبحث عن كل ما يثير فضوله، سيجعلانه أكثر ذكاءً من القدرة على الاستماع إليكِ، وأنتِ تجيبين على أسئلته.
الاستعانة بمدرس خاص:
معظم الآباء يفعلون ذلك، لكن هذا الأمر ليس صحيحاً، إذ قد يتسبب المعلمون الخاصون في انخفاض ثقة طفلك بنفسه، ويعلمه هذا الاعتماد على الآخرين، بدلاً من تعلم مهارات حياتية قيمة، مثل: إدارة الوقت، والاستقلالية، والتساؤل، كما أنه يضعف مرونة طفلك، ومهارات التأقلم لديه.
إلى جانب ذلك، تقلل الدروس الخصوصية السعادة التي يشعر بها عند القيام بعمل جيد، حيث يشعر عند الإنجاز بأنه لم يفعل ذلك من تلقاء نفسه، فهناك شخص ما كان يرافقه في كل خطوة.
لكن إذا بدا أنه يعاني حقًا في الفصل الدراسي، فقد تكون هذه علامة على أنه بحاجة إلى القليل من المساعدة الإضافية.
أي أنه في حال استعنت بمدرس خصوصي، عندما يكون أداؤه على ما يرام بالفعل، فإنكِ تبعثين لطفلك رسالة قوية، مفادها «أنا لا أومن بك»، ولا أعتقد أنك تستطيع أن تفعل ذلك بنفسك.
الحماية المفرطة:
بعض الآباء يحومون باستمرار حول أطفالهما في الملعب، ويمسكون بأيديهم ويرشدونهم خلال وقت «اللعب»، ويراقبونهم عن كثب، ويصرخون حتى لا يقوموا بأمرٍ ما، مثل:
«احذروا من السقوط.. احذروا من لمس أي شيء» وهكذا. لذا، إذا كنتِ تتبعين الأسلوب ذاته فيجب التوقف، وترك طفلكِ يعتمد على نفسه، ما لم يكن هناك شيء خطير جدًا
بالفعل. وتذكري أن إصابته الطفيفة في حال سقوطه تمنحه الثقة، وتعلمه معنى الحدود، والوعي الجسدي، وبالتالي يكون أقل عرضة للإصابة بأذى خطير في المستقبل. أما إذا
كنتِ تراقبين طفلكِ باستمرار، فإنكِ تعلمينه أنه يظل بحاجة إليك، وبالتالي الاعتماد على الآخرين، وتمنعينه من تعلم معنى السقوط، وكيفية تجنب التعرض للأذى عندما يكون بمفرده.