ولمساعدتكِ، نرصد ثلاث محادثات يجب عليكِ تجنبها تمامًا، وكيفية تعافيك من محادثة جرت بشكل خاطئ.
3 محادثات سلبية وجب تفاديها
ما خطبُك؟
أطفالنا يتخذون قرارات سخيفة مرات لا تحصى، ويقومون باختيارات متهورة مع القليل من الاهتمام بالعواقب، إذ لا تزال أدمغتهم في طور النمو.
وكبالغين، نقف مندهشين، ونحن نشاهدهم يتخذون تلك القرارات وينفذونها، وحينها نوجه لهم سؤالاً، هو: «ما خطبك؟»، أو «لماذا تفعل ذلك؟»، حينها يبدأ الطفل يتشكك في نفسه، والتفكير في أنه على خطأ، والسبب الذي جعله بالوضع الذي وصل إليه.
والحقيقة هي: لا يوجد شيء خاطئ في طفلك، لا شيء، فقط لا يزال يتطور فكرياً، وليست لديه القدرة الجسدية، أو الفكرية؛ للتفكير في كل جوانب الاختيار الذي يقوم به، وفحصه من جميع الزوايا. على سبيل المثال، إذا كنتِ في عملكِ، وصرخ شخص ما: «ما خطبك؟»؛ رداً على القرار الذي اتخذته، فقد ترغبين في أن يقدم لكِ اعتذاراً في ما بعد.
لذا، أطفالنا يستحقون منا الاعتذار، في حال توجهنا لهم بسؤالٍ كهذا في لحظة توتر. وفي حال كنا نريد أن نفهم لماذا يفعل أطفالنا ما يفعلونه، فإن الطريقة الوحيدة لتغيير سلوكهم حقًا هي التحدث معهم، وإيجاد طريقة أفضل لاتخاذ القرار التالي.
ولا داعي للخوف أبداً من الاعتذار لأطفالك، إذ إن ذلك يجعلكِ أكثر إنسانية بالنسبة لهم، ويسهّل عليكِ التعامل معهم؛ عندما يحتاجون إلى شخص يعتمدون عليه.
– لماذا لا تكون مثل…؟
هذا السؤال سيكون قاتلاً لاحترام الذات لأي طفل! فكل طفل هو فرد رائع، وفريد في كل شيء، ولن يكون أبداً مثل شقيقه، أو ابن عمه، أو أي طفل آخر في صفه، وسيكون دائماً مختلفاً عن أي طفل، وهذا هو الشيء الرائع في كوننا بشراً، أي أننا جميعاً لدينا شيءٌ مذهلٌ خاصٌّ بنا.
كيف يمكنكِ التراجع عن هذه الجملة؛ حال تفوهتِ بها؟.. يمكنكِ ذلك من خلال تقديم اعتذارك، دعي طفلكِ يعرف أنكِ آسفة لتوقعكِ أي شيء أقل من هويته الفريدة، وأنكِ تعتزين به. وكذلك، اشرحي له أنكِ لا تتوقعين منه أن يكون مثل أخيه أو أخته، وأكدي له أنكِ تحبينه كما هو، وتحبين أفكاره ومهاراته المختلفة، التي يقدمها لعائلتكِ، أي امنحيه كلمتكِ بأنكِ لن تتوقعي منه أقل مما يمكنه تقديمه.
– أنا غاضبة جدًا منك لدرجة أنني أستطيع…. (أي صيغة التهديد):
في كثير من الأحيان، نتخذ قرارات سريعة مع أطفالنا، نتيجة أعصابنا المرهقة، وقد نضطر إلى إعلان عقوبة، أو التهديد، ثم نضطر إلى دعمه وتنفيذه، وقد نندم عليه لاحقاً، أو نتراجع، ونبدو حينها كأننا لا نلتزم بقراراتنا. وفي كلتا الحالتين، ليس ذلك وضعاً مربحاً للجانبين.
وفي حين أنه عندما يتخذ أطفالنا قراراتٍ مخيبة للآمال، نريدهم أن يفهموا التأثير، ونريدهم أن يفهموا حقًا أن القرارات لها عواقب، وأن تلك العواقب لها وزنها، إلا أنه من المهم عدم توجيه تهديدات لست مستعدةً لتنفيذها، أو قد تتراجعين عليها بسبب الندم.
وهنا تذكري أن الأطفال يتعلمون الحدود بسرعة كبيرة جدًا، وسيعرفون متى لا يمكنكِ تنفيذ تهديدكِ، وفي كل مرة لا تنفذين فيها تهديدكِ، تفقدين السلطة. لذا، توقفي، وفكري قبل أن تتفوهي بتهديدكِ.
وفي حال قمتِ بالتهديد، وعرفتِ أنكِ لن تنفذيه، فأخرجي نفسكِ من هذا المأزق، من خلال القول بأنكِ تتحدثين مع والدهم، وستتخذان معاً قراراً بشأن الانضباط.
وفي النهاية، نقول لكِ: إن أفضل شيء يمكنكِ القيام به في علاقتكِ مع أطفالكِ، هو أن تكوني واضحةً، وأن تضعي لهم حدوداً صحية، يمكنهم الالتزام بها، ويمكنكِ من خلالها ممارسة سلطتكِ.