تلعب الفيتامينات دوراً حيوياً وفعالاً في الحفاظ على صحة الجسم، وضبط ألية الوظائف والأجهزة، وتعزيز إنتاج الأنزيمات والهرمونات والمواد الأخرى اللازمة للنمو الطبيعي للإنسان في جميع المراحل العمرية، وتنظيم السوائل داخل الخلايا وخارجها، فضلاً عن أهميتها في دعم الجهاز المناعي، ومقاومة الالتهابات والحفاظ على صحة الجهاز العصبي، وتكوين العظام والأسنان، وفي السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على مجموعة من هذه العناصر ووظائفها.
توضح د. سنيها سوزان أخصائية الطب الباطني، أن فيتامين «ه» هو مركب قابل للذوبان في الدهون، ويلعب دوراً مهماً كمضاد للأكسدة أو مكافح للجذور الحرة، ويدعم جهاز المناعة، وبالتالي يحد من الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، كاضطرابات القلب، السرطان، التهاب المفاصل، الخرف.
تضيف: يمكن الحصول على فيتامين «ه» عن طريق مجموعة متنوعة من المكونات الغذائية، مثل: الخضراوات كالسبانخ والبروكلي واليقطين، والفواكه كالكيوي والمانجو والأفوكادو، والطماطم، اللوز، والزيوت النباتية، كزيت الزيتون وزيت عباد الشمس وفول الصويا وزيت الذرة.
وتلفت د. سنيها سوزان، إلى أن الإفراط في تناول مكملات فيتامين «ه»، يؤدي بشكل رئيسي إلى زيادة خطر النزيف، وخاصة لدى المرضى الذين يتناولون مميعات الدم، وتشمل المضاعفات الأخرى المظاهر الهضمية، والضعف، والتعب، والقدرة العاطفية.
- فيتامين «سي»
يقول د. نصر الله جخراني أخصائي الطب الباطني، إن فيتامين «سي» هو أحد الفيتامينات الأساسية التي تدعم صحة الجسم، وله العديد من التأثيرات المغذية التي تنعكس بشكل إيجابي على الأوعية الدموية والغضاريف والعضلات والكولاجين في العظام، ويلعب دوراً مهماً في شفاء الجروح، ويقلل من فترة الإصابة وشدة نزلات البرد وعلاج عدوى كوفيد 19، وتستخدم المكونات الغذائية والأدوية الغنية بالفيتامين في الوقاية منه، بالإضافة إلى تقوية الجهاز المناعي والحماية من العدوى المتكررة، وتعزيز امتصاص الحديد، ويخفض من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
ويبين أن هناك بعض الدلالات التي يمكن أن تشير إلى نقص فيتامين «سي» في الجسم، ويشعر الشخص بآلام في العضلات والمفاصل، وفقدان الوزن، أما الحالات المزمنة فيرافقها مشكلة الإسقربوط وهو شكل حاد من انخفاض معدل الفيتامين، ويتميز في البداية بالشعور بالضيق وألم العظام ونزيف اللثة والقابلية للكدمات وضعف التئام الجروح، والحمى والتشنجات التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.
ويوضح د. جخراني، أن الفواكه والخضراوات هي المصادر الرئيسية للحصول على فيتامين «سي»، مثل: الحمضيات (البرتقال، الكيوي، الليمون، الجريب فروت)، والخضراوات الصليبية (البروكلي، الملفوف، القرنبيط)، والطماطم والفراولة.
ويتابع، تجدر الإشارة إلى أن فيتامين «سي» قابل للذوبان في الماء، حتى لو تم تناوله بكميات زائدة فإنه يمكن إخراجه مع البول وبالتالي ليس له أي آثار ضارة على الجسم، إلا أن تناوله بكمية تزيد على 2 إلى 3 جرام في اليوم، يمكن أن تؤدي إلى عسر الهضم، وخاصة عندما تكون المعدة فارغة.
- أوميجا 3
تبين د. نور هشام، طبيبة عامة، أن الأحماض الدهنية أوميجا 3، تلعب دوراً مهماً في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية، وخفض معدل الإصابة بمرض الرجفان البطيني، وتقليل مستويات الدهون الثلاثية التي تؤدي إلى تصلب الشرايين، والحماية من ضغط الدم، وتحسين حالات التهاب المفاصل وتخفيف الآلام الناجمة عنها، ودعم صحة العظام والدماغ لدى كبار السن، وبالتالي تحفيز التركيز والقدرات الذهنية، تقليل فرص حدوث مرض الزهايمر، وتشير الأبحاث إلى فعاليته في تخفيف أعراض الالتهابات وحساسية الرئة، والحد من أعراض الاكتئاب والاضطراب النفسي والسلوكي.
وتلفت إلى أن نقص أوميجا3 في الجسم يسبب آلام في المفاصل والعظام، تشنج العضلات، تساقط الشعر، ضعف الأظافر، واضطرابات في الدورة الشهرية لدى النساء، والشعور بالإرهاق والتعب خلال النهار، والأرق وصعوبات النوم في الليل، وبالتالي نقص التركيز والإنتاجية، ويوجد في أسماك السلمون، التونة، السردين، والزيوت النباتية كزيت بذور الكتان، وزيت فول الصويا، وزيت الزيتون، وزيت السمك، والمكسرات كالجوز واللوز.
- «ب9»
تذكر د. نور هشام أن فيتامين «ب9» أو حمض الفوليك يفيد في تجديد خلايا الجسم، تحسين صحة الجهاز العصبي، ضبط مستوى ضغط الدم، الحد من تساقط الشعر وضعف الأظافر، كما يعمل على تنشيط الذاكرة وقوة التركيز، والوقاية من الزهايمر والجلطات الدماغية، والحماية من مشكلات النظر التي تستهدف كبار السن، ويحد من الإصابة باضطرابات القلب، والأورام الخبيثة مثل: سرطان الثدي والبنكرياس والدماغ والقولون والمستقيم وعنق الرحم.
وتضيف، يصاحب نقص فيتامين «ب9» في الجسم، الإصابة بفقر الدم، وبالتالي تقرحات في الفم والتهاب في اللسان، والشعور بالتعب الشديد وشحوب الوجه، والصداع وضعف في التركيز، وخفقان في القلب، وربما يشتكي بعضهم من تكرار الإحساس بحموضة المعدة والغثيان والانتفاخ والإسهال ونقص الوزن وفقدان الشهية، ويمكن أن يؤثر النقص الحاد في صحة الجهاز العصبي، تنميل الأطراف، نقص مناعة الجسم وعدم القدرة على مكافحة الأمراض، أما الحوامل فتتعرضن لاحتمالية حدوث الإجهاض أو إصابة الجنين بتشوهات في الجهاز العصبي أو عيوب خلقية في القلب ومشاكل في النمو عند انخفاض معدل حمض الفوليك لديهن.
وتتابع، فيتامين «ب9» يمكن الحصول عليه عن طريق تناول المكونات الغذائية الطبيعية الغنية به، كالخضراوات الورقية، السبانخ، الجرجير، الخس، الملوخية، الفليفلة الخضراء، القرنبيط، البامية، الطماطم، الملفوف، الجزر، والبقوليات كالفاصولياء والبازلاء والعدس والفول، والحبوب الكاملة، والفواكه كالفراولة والموز والبطيخ والليمون والبرتقال، وكذلك بعض النشويات مثل والأرز والبطاطا، والمكسرات كاللوز والكاجو، والمصادر الحيوانية كالكبد والبيض ومشتقات الألبان واللحوم الحمراء والأسماك، ويمكن استخدام المكملات الغذائية لحمض الفوليك، ولكن تحت إشراف الطبيب.
- فيتامين الشمس
يُعد فيتامين «د» أحد العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم لبناء وتعزيز صحة العظام لدى الإنسان، ويلعب دوراً مهماً في تنظيم عملية امتصاص الكالسيوم والوظائف الحيوية في الخلايا، كما تدعم خصائصه المضادة للالتهابات وللأكسدة والواقية للأعصاب صحة الجهاز المناعي ووظائف العضلات ونشاط خلايا الدماغ.
على الرغم من عدم توفر فيتامين «د» في الكثير من المحاصيل الطبيعية، إلا أن هناك مصادر داعمة مثل: الحليب المعزز، والحبوب الكاملة المدعمة بالعناصر الغذائية، والأسماك الغنية بالدهون الصحية كالسلمون والماكريل والسردين، وتجدر الإشارة إلى أن الجسم قادر على تصنيع فيتامين «د» عند التعرض لضوء الشمس المباشر وتحويله إلى مادة كيميائية في الجلد، ولكن يجب يتم ذلك قبل العاشرة صباحاً أو بعد الثالثة ظهراً.