سجلت أسعار الذهب انخفاضًا حادًا في الجلسة السابقة، حيث فقد المعدن الأصفر أكثر من 220 دولارًا عن ذروته القياسية التي سجلها الشهر الماضي. مع تراجع العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.2% إلى 2567.10 دولار، باتت السوق تواجه ضغوطًا متزايدة بفعل قوة الدولار الأمريكي، وسط تزايد التوقعات بتخفيض أقل لأسعار الفائدة الأمريكية، بحسب رويترز.
التراجع الحاد في أسعار الذهب
في بداية الأسبوع، تراجعت أسعار الذهب بشكل كبير، حيث انخفضت العقود الفورية للذهب إلى 2562.61 دولار للأوقية، مسجلة تراجعًا بأكثر من 4% منذ بداية الأسبوع. هذا الهبوط يعكس تأثير عدة عوامل، أبرزها قوة الدولار الأمريكي الذي جعل الذهب أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
تأثير قوة الدولار على الذهب
يشير المحللون إلى أن قوة الدولار الأمريكي كانت العامل الرئيسي وراء تراجع أسعار الذهب. فعندما يرتفع الدولار، ووفق تقرير رويترز، يصبح الذهب أكثر تكلفة للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على المعدن الأصفر.
التوقعات بشأن السياسة النقدية الأمريكية
تزايدت التوقعات بتخفيض أقل لأسعار الفائدة الأمريكية، بعد أن أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى عدم الحاجة للتسرع في خفض الفائدة. ووسط هذا المشهد أصبحت أسعار الفائدة المرتفعة تمثل تكلفة أكبر على حيازة الذهب الذي لا يدر عوائد، مما يساهم في انخفاض أسعاره.
التدفقات الخارجة من صناديق الذهب
شهدت صناديق الذهب المتداولة في البورصة انخفاضًا كبيرًا في الشهر الجاري، ما يعكس تراجعًا في الاهتمام بالذهب من قبل بعض المستثمرين. ففي الأسبوع الأول من نوفمبر، فقدت صناديق الذهب نحو 809 ملايين دولار (ما يعادل 12 طنًا)، وهو ما يعكس تفكيك التحوطات السابقة للانتخابات الأمريكية.
الأسس الداعمة لسعر الذهب في المدى الطويل
على الرغم من هذه الضغوط قصيرة الأجل، يشير تقرير مجلس الذهب العالمي إلى أن التصحيح الحالي قد لا يتحول إلى تراجع حاد على المدى الطويل. فهناك دعم أساسي للذهب في السوق بفضل المخاوف الجيوسياسية، والسياسات التضخمية المتوقعة من الحكومة الأمريكية، التي قد تؤدي إلى زيادة الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن.
التوقعات المستقبلية للذهب
في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، يظل الذهب محط اهتمام العديد من المستثمرين الذين يبحثون عن أداة تحوط ضد التضخم والمخاطر الاقتصادية. ورغم التصحيح الذي تشهده أسعاره في الوقت الراهن، فإن التوقعات تشير إلى أن الطلب على الذهب قد يستمر في النمو على المدى الطويل، خاصة في ظل السياسات الاقتصادية العالمية المشوبة بالعديد من المخاطر.
أسباب هذا الأداء للذهب؟
سبب التراجع الكبير في أسعار الذهب هذا الأسبوع يعود بشكل رئيسي إلى صعود الدولار الأمريكي، مدفوعًا بتوقعات بتخفيضات أقل لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. هذه التوقعات تجعل الذهب أقل جاذبية كملاذ آمن مقارنة بالأصول الأخرى، حيث أن ارتفاع الفائدة يجعل الذهب الذي لا يدر عوائد أقل جدوى بالنسبة للمستثمرين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن البيانات الاقتصادية الإيجابية، مثل الزيادة المفاجئة في مبيعات التجزئة الأمريكية، تدعم ارتفاع العوائد على سندات الخزانة الأمريكية، مما يعزز الدولار ويزيد من تكلفة الذهب لحاملي العملات الأخرى.
علاوة على ذلك، تشير خطط الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن زيادة الرسوم الجمركية إلى احتمال ارتفاع التضخم، مما قد يعوق سياسة التيسير النقدي في المستقبل ويزيد من احتمالية تقلبات أسعار الذهب في الأمد البعيد، بحسب آراء الخبراء في التقرير الاقتصادي لرويترز.