بقلم / سوزان جويلي
نسمع دائمًا عن “رجل المرحلة” ونعلم المعنى الحقيقي للكلمة، لكن هل سمعنا عن “سيدة المرحلة”؟ وماذا تعني؟
إنها تلك الفتاة الصغيرة التي كانت تسير قديمًا حاملة أحلامًا وردية وحبًا عميقًا لفارسها الذي سيأتي على حصانه الأبيض، ليمسك بيدها ويسيرا معًا. تبدأ القصة الحالمة بثوب الزفاف الأبيض، تصاحبه أحلامها التي تتمنى تحقيقها مع فارسها المغوار.
تتوالى الأيام والأحداث ببطء، وتبدأ الأحلام بالارتطام بصخرة الواقع الأليم. تفاجأ السيدة المسكينة بأن حلمها يتبدد يومًا بعد يوم. ومع ذلك، تتحمل، تارة من أجل بيتها وأولادها، وتارة أخرى من أجل حلمها، علها تحققه عبر الأيام. وخلال هذه الرحلة، وعلى الجانب الآخر، يحاول فارسها أن تُسير الحياة، لكنه أحيانًا يحيد عن الطريق، فتشغله بعض السيدات الجميلات اللاتي يظهرن في حياته.
ومع مرور الأيام، بدأت سيدة المرحلة تدرك أن فارسها لم يعد يسير معها نحو الحلم الذي بنته في مخيلتها. فقد تبدلت أولوياته، ولم يعد ذلك الفارس المغوار الذي يسعى لتحقيق أحلامهما معًا. ظهرت في حياته وجوه جديدة، سيدات مختلفات، كل واحدة منهن تناسب مرحلة جديدة من عمره.
اختار سيدة تواكب تطلعاته الجديدة، ليست لأنها أفضل، ولكن لأنها تناسب تلك المرحلة من حياته. وكأن قلبه يتنقل بين الفصول، تاركًا خلفه بقايا الفصول الماضية، التي كانت مليئة بالألم والصراع الذي عجز عن مواجهته معها.
وهكذا وجدت نفسها تائهة بين ما كانت تحلم به يومًا وبين ما أصبحت عليه الآن؛ سيدة الماضي، بينما هو يبحث عن سيدة جديدة تناسب واقعه الحالي. ومع كل اختيار جديد، كانت هي تنكمش في صمت، متسائلة: متى أصبح الحب الذي جمعهما مجرد مرحلة عابرة؟
وهكذا، أدركت سيدة المرحلة أن الحياة ليست سلسلة من الأحلام الوردية فحسب، بل مزيج من التحديات والنضوج. تعلمت أن قيمتها لا تتوقف على من يختار أن يسير معها، بل على قدرتها على الوقوف بثبات وقوة رغم الصعاب. الفارس قد يتغير، لكن المرأة الحقيقية هي من تبني لنفسها حلمًا جديدًا وتظل وفية لذاتها.