كتب: هاني كامل
إلى كل من يصر علي أن للعمله وجهان فقط، وأن للبشر صنفان فقط،
وأن للحقيقه كاتب واحد، إليكم هذه السطور ؛
عندما كان البابا فرانسيس آنذاك وقبل أن يصبح بابا الڤاتيكان يتجول في شوارع الأرجنتين باحثاً عن دور يقوم به يعزز به موقفه كأسقف بدون إيبارشية في نهايات القرن العشرين وتحديداً في منتصف عام 1992.
كانت صور بابلو إسكوبار الشخصية معلقة علي جدار كل بيت في كولومبيا وعلي رأسهم مدينته المفضله ميديلين، ولم تكن صوره كأي صور ولم تعامل هكذا طيله حياته أو حتي بعد مماته. بل كانت ومازالت حتي يومنا هذا تعامل بنوع من القدسية من الفقراء والمعدمين، وربما تقترب قليلاً أو كثيراً من صور القديسين والرجال الصالحين في كولومبيا.
قد تندهش عندما تدخل أحد بيوت البسطاء وتجد صوره إسكوبار بجوار أيقونة للسيد المسيح يتقدمهم شموع وحنوط، ويزداد الإندهاش عندما تجد الكثيرين منهم يقوموا بالترتيل وتلاوة الصلوات أمام الصورتين الموضوعتين بعناية شديدة علي منضدة تتوسط حجرة المعيشة.
شهادات البسطاء
تعزز معظم شهادات البسطاء وفقراء مدينه ميديلين فكرة إسكوبار البار، الطيب، منقذ الغلابه والمحتاجين، والبعض يرفعه درجات فيصفه بالقديس والمخلص الذي انتشلهم من عراء الشوارع وقسوة الجوع وذل العوز والحاجة.
وتؤكد الحقيقة المدونة في سجلات الحكومة الكولومبية حتي اليوم على أن إسكوبار قام بالفعل ببناء مدن كاملة لتسكين الفقراء والمعدومين بالاضافه وأنشأ ملاعب ومستشفيات ومدارس ومصانع وشركات ودار أيتام كما خصص رواتب شهريه لكثير من الأسر قليلة الدخل.
تُشكل الأعمال الخيريه التي قام بها إلى الإقتناع التام بأن هذه الشخصية بارعة وشديدة النقاء والعزوبة، وإذا اتيحت الفرصه لكتابة سيرتة الذاتية، فبالتأكيد سنحتاج إلى مجلدات لسرد أعمالة وفضائله التي لا ينكرها إلا جاحد مقيت.
الشر المختلط
ولكن إذا ما أردت بمطلق حريتك أن تقلب في صفحات حياة هذا الرجل وأن تترك لنفسك الفرصه لمعرفه وجهات النظر الأخرى ستعرف أن الحقيقه لها عده أوجهه، وتختلف باختلاف إدراكك ومقدرتك علي البحث وأن ما قد تراه خير مطلق ماهو في الحقيقه إلا شر مختلط بخير، وضعف وهوان مطحون في رغبه وطمع، وانكسار وهزيمه ممتزجان بإصرار وتجبر.
وهنا فقط ستدرك أن للرجل عده أوجهه أخرى وأن الورود في سبيل الحياة ومواجهه الموت لن تهتم إن كانت تروي بالماء او الدماء، وأن الخير والشر متشابكان مع العقل والجنون.
الوجه العاشر
ولكي تكتمل الصوره لديك ..إليك الوجه العاشر من العملة:
بابلو اميليو اسكوبار خافيريا هو بارون مخدرات وسياسي كولومبي ، مؤسس وقائد كارتل ميديلين الاجرامية، ولد في 1 ديسمبر 1949 وأصبح عضو مجلس النواب الكولومبي في عام 1982، كان قاب قوسين أو أدنى أن يصبح أول رئيس كولومبي بخلفيه اجرامية ولكن بطلق ناري في اشتباك مسلح مع قوات الشرطة، وبمساعدة جهاز ال DEA و CIA الامريكيه قتل إسكوبار في 2 ديسمبر عام 1993.
وكانت هذه قائمه بعريضة الاتهامات الموجهة له والتي أثبتت التحقيقات حقيقتها، هي: الاتجار بالمخدرات والتهريب، الاغتيالات، التفجير، الرشوة، الابتزاز، قتل أكثر من 3000 شخص ، تدمير جزء من البنيه التحتيه لوزاره الداخليه في كولومبيا، تصفيه وقتل عائلات بأكملها بأطفالها وعواجيزها ونسائها، كما رصدت الحكومه الامريكيه 10 مليون دولار مكافاة لمن يرشد او يقدم معلومات تفيد في القبض عليه او قتلة.