
نجح فريق من طلبة الجامعات في الإمارات في تنفيذ مشروع مبتكر لتطوير جهاز قابل للتطبيق لمساعدة مرضى السكتة الدماغية الذين يعانون من ضعف في حركة اليد، بهدف تحقيق واستعادة استقلاليتهم في الحياة اليومية واعتمادهم على أنفسهم، وفاز الفريق بهذا المشروع بالمركز الثاني في المسابقة العالمية Huawei Tech4Good لعام 2025 بمدينة شينزن الصينية وتأهل الفريق ضمن أفضل 12 فريقًا نهائيًا على مستوى العالم.
ضم فريق جامعات الإمارات الفائز سبعة طلاب وطالبات متميزين وهم سلطان السماج، مريم الضنحاني، منى القيضي، فاطمة الحمامي، حمد المرزوقي، علي زينل وأحمد المهيري وأشرف على الفريق وترأسه رئاسة شرفية الأستاذ الدكتور واثق منصور عميد كلية الهندسة وتقنية المعلومات في جامعة دبي.
وتوجه سعادة الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي بالتهنئة لفريق جامعات الإمارات الفائز بالمركز الثاني في هذه المسابقة العالمية ولطالب جامعة دبي سلطان السماج الذي قاد الفريق الفائز، مشيرا إلى أن هذا الإنجاز يعد إنجازا جديدا لأبناء الإمارات الذين أثبتوا جدارتهم وتفوقهم في المجالات العلمية المختلفة.
وأكد أهمية الابتكار والإبداع وتركيز دولة الإمارات عليه وعلى البحث العلمي ومواكبة الثورة التكنولوجية في العالم ومتطلبات الذكاء الإصطناعي والتقنيات الحديثة، إلى جانب إعداد جيل جديد من الشباب والخريجين المؤهلين تأهيلا علميا ويتمتعون بمهارات تكنولوجية متطورة تواكب العصر وتلبي متطلبات المستقبل.
وقال الدكتور واثق منصور إن هذا الإنجاز المميز يسلط الضوء على التميز والابتكار والقدرة التنافسية العالمية لطلبتنا، إنها لحظة فخر لدولة الإمارات أن تكون ضمن أفضل فريقين على مستوى العالم في هذه المسابقة المرموقة ضمن مبادرة “بذور من أجل المستقبل”.
وأشار إلى أنه رغم التحديات التي واجهها الفريق في التوفيق بين الدراسة الجامعية والعمل على المشروع وخاصة من حيث إدارة الوقت، التمويل، وتوفير الخبرات التقنية إلا أن تعاونهم وروح الفريق، إلى جانب الدعم المستمر من الموجهين، ساعدهم على تحقيق تقدم ملحوظ.
وأعرب عن شكره لشركة هواوي وفريق Tech4Good على هذه المنصة الاستثنائية.
وقال دعونا نستمر في بناء مستقبل تخدم فيه التكنولوجيا الإنسانية فكرة جريئة في كل مرة.
وقد بدأت رحلة نجاح الفريق من خلال مشاركتهم في المسابقة الإقليمية لـ Tech4Good في أوزبكستان لعام 2024، حيث حصلوا على المركز الثاني في نصف النهائي الإقليمي الذي أُقيم في طشقند. وقد مهد هذا الإنجاز الطريق لتأهلهم إلى النهائيات العالمية في الصين، حيث تنافسوا مع نخبة الفرق العالمية.
يعتمد مشروع الفريق على دمج تقنيات متقدمة مثل المسح والطباعة ثلاثية الأبعاد، والاتصال عبر البلوتوث، وتطبيقات الهاتف المحمول، لتطوير جهاز يتم تصميمه وفق احتياجات مرضى السكتة الدماغية بشكل فردي. تأتي هذه المبادرة استجابةً لحاجة ملحة، حيث تسجل دولة الإمارات بين 10,000 إلى 12,000 حالة سكتة دماغية سنويًا، ونحو 50% من هؤلاء المرضى تقل أعمارهم عن 45 عامًا وهي نسبة تفوق المعدل العالمي بشكل ملحوظ.
ويعمل الفريق حاليا على تحسين النموذج الأولي للجهاز استنادًا إلى ملاحظات الموجهين والزملاء والخبراء في المجال، وقد بدأوا بالفعل بطباعة الجهاز باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، واختبار مكوناته الكهربائية. كما أطلقوا مبادرات تعاون مع وزارة الصحة والمستشفيات في الدولة للحصول على رؤى طبية تضمن كفاءة المنتج وسهولة استخدامه.