
بمسيرة مهنية تمتد لأكثر من 30 عاماً، تعيد السيدة كارن براون تعريف مفاهيم التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، لتضع بذلك علم الأعصاب، التعاطف والتواصل في صميم الرحلة التعليمية لكل طفل.
كارن براون هي تربوية ملتزمة للغاية، وتمتد مسيرتها المهنية لأكثر من ثلاثة عقود في منطقة الشرق الأوسط والهند، حيث كرست جهودها لهدف واحد سامٍ هو تزويد كل طفل بأقوى أسس الرعاية والاهتمام في سنواته الأولى. واليوم، بصفتها المديرة التعليمية في حضانات نمو، تحوّل كارن هذه المهمة إلى واقع ملموس من خلال مزيج قوي يجمع بين المناهج القائمة على الأبحاث، القيادة المتعاطفة والإيمان الراسخ بإمكانات كل طفل.
في حضانات نمو، يتجاوز التعليم مجرد إعداد الأطفال للمدرسة، إنه يتعلق بتهيئتهم للحياة. و تحت إشراف كارن، يرتكز نهج الحضانة بأكمله على منهج EYFS البريطاني المعتمد على الخرائط الذهنية، وهو نموذج مستوحى من أحدث أبحاث علوم الأعصاب وتطور الطفولة المبكرة من مؤسسات مرموقة مثل جامعة هارفارد. هنا، لا ينصب التركيز على أوراق العمل أو التعليم الأكاديمي المبكر، بل على التعلم التفاعلي القائم على بناء العلاقات. تشرح كارن قائلة: “التعلم الحقيقي يحدث من خلال التواصل، هذا التفاعل المتبادل بين البالغ والطفل، والذي نسميه “Serve and Return” (التقديم والاستجابة) هو الذي يتشكل الدماغ حقاً.”
يستقر هذا الاعتقاد في جوهر الفلسفة التعليمية لكارن بأن رفاهية الطفل العاطفية وشعوره بالانتماء يجب أن يكونا في المقام الأول، ومن هذا الأساس الآمن، يتم الترحيب بالأطفال في “نمو” للاستكشاف، وطرح الأسئلة، والإبداع في بيئات مصممة بعناية تعكس الابتكار والتعاطف معاً. بينما تُدمج الأدوات الخالية من الشاشات مثل ألعاب الليغو التعليمية، والألعاب القابلة للبرمجة، والألغاز ، إلا أنها لا تشكل نقطة البداية أبداً. فبالنسبة لكارن، المنهج الدراسي هو الذي يقود الطريق، وتعمل التكنولوجيا على تعزيز التفاعل البشري، فقط لا أن تحل محله.
يتطابق نهجها الدافئ الذي يركز على الطفل مع سجلها الحافل بالإنجازات حيث شغلت كارن مناصب قيادية عليا في العديد من المؤسسات التعليمية البارزة، بما في ذلك مؤسسة النجاح التعليمية ومجموعة كي بي بي (KBBO Group)، حيث شغلت منصب رئيس قسم التعليم. وفي جيمس (GEMS)، كان لها دور قيادي محوري، حيث ساهمت في المبادرات الاستراتيجية والتميز التعليمي عبر المجموعة. لقد قامت بإطلاق وتحويل العديد من الحضانات والمدارس، وقادت جهود الترخيص لدى هيئة المعرفة والتنمية البشرية وهيئة أبوظبي للتعليم والمعرفة، ووضعت أطراً أكاديمية أصبحت معايير في المنطقة. في كل دور، تُعرف كاران ليس فقط ببصيرتها الاستراتيجية، بل أيضاً بالرعاية العميقة التي تقدمها لكل مشروع، مما يضمن تمكين كل من المعلمين والأطفال لتحقيق أقصى إمكاناتهم.
تحمل كارن شهادة الماجستير في الآداب، وبكالوريوس في التربية، وشهادة قائد برنامج معترف بها من قبل هيئة الامتحانات الدولية بجامعة كامبريدج، وتحرص على التعلم المستمر و فوق كل هذه المؤهلات، تظل صفتها الأكثر تميزاً هي قلبها الكبير، وكما تقول: “الألف يوم الأولى من حياة الإنسان هي الأقوى في تشكيل ما نصبح عليه. وما نفعله في تلك الأيام، له أهمية عميقة.”
مع توسع حضانات نمو في جميع أنحاء دبي، تواصل كارن بناء ليس مجرد مدارس، بل مساحات آمنة وملهمة يشعر فيها الأطفال بأنهم مرئيون، ومدعومون، ومتحمسون لاكتشاف العالم. وتحت قيادتها، يصبح التعليم المبكر أكثر من مجرد مرحلة، إنه يتحول إلى رحلة مبهجة للتطور والتغيير.