
أعلنت شركة أسمو، المشروع المشترك بين شركة أرامكو السعودية وشركة دي إتش إل (DHL)، عن بدء تقديم خدمات المشتريات للمواد العامة بإصدار أول أمر شراء لصالح أرامكو في يوليو 2025، إلى جانب إطلاق عمليات التخزين في مستودعها الثاني بالمملكة في جازان. وتمثل هذه الخطوات محطة رئيسية في خطة التوسع الوطنية المرحلية التي تنفذها الشركة ضمن اتفاقية استراتيجية مدتها 15 عامًا مع عميلها الرئيس أرامكو، بهدف دعم مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تعزيز توطين سلاسل الإمداد وتطوير البنية التحتية اللوجستية في المملكة.
من جانبه، أكد المهندس سليمان بن محمد الربيعان، النائب الأعلى للرئيس للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد في أرامكو السعودية، أهمية هذه الخطوة، موضحًا أن “إطلاق خدمات المشتريات وانتقال عمليات التخزين في جازان لإدارة أسمو يمثلان بداية عهد جديد لسلاسل الإمداد، ليس فقط لأرامكو، بل للمملكة والمنطقة بأكملها. ورغم أن هذه الخطوات ما زالت في بداياتها، فإن الزخم الذي نشهده حقيقي ويعكس التزام فرق العمل المشتركة، وقوة الرؤية التي نتقاسمها مع أسمو. أسمو تهدف إلى تحقيق مستوى أعلى من التحكم، ورؤية أوضح، واستجابة أسرع في عمليات التخطيط والتوريد والتشغيل، بما يدعم أولوياتنا التشغيلية ويعزز أهداف سلاسل الإمداد الوطنية”.
وتتبنى أسمو خطة توسع مرحلية تمتد حتى 2027، تبدأ بمواد “التوريد العام”، تليها مواد “الصيانة والإصلاح والعمليات” (MRO)، ثم “الحفر والمواد الكيميائية”، وأخيرًا “مواد المشاريع”، بما يضمن قابلية التوسع وتلبية الأولويات التشغيلية المتغيرة.
وفي سياق متصل، تولت أسمو إدارة وتشغيل مستودع جازان، المملوك لشركة أرامكو والواقع داخل مجمع مصفاة جازان، لدعم عمليات أرامكو في القطاعات النهائية، والحماية من الحرائق، والتوزيع، والعمليات الطرفية. ويهدف هذا الانتقال إلى تعزيز مرونة سلاسل الإمداد، وتحسين الكفاءة التشغيلية، وتسريع الاستجابة لاحتياجات العملاء من المواد الحيوية.
من جهته، أوضح كريغ روبرتس، الرئيس التنفيذي لـ”أسمو”: ” أن تلبية احتياجات المشتريات والخدمات اللوجستية لأرامكو هي مسؤولية نتعامل معها بتركيز واهتمام كبيرين، فهذه الخطوات اللأساسية تبني الثقة وتحقق قيمة ملموسة، وتمهد الطريق لتوسيع نموذجنا المتكامل على مستوى المملكة. ويعكس هذا التقدم التزام فريقنا المتنامي والتنسيق الوثيق مع أرامكو من خلال فريق الإشراف والانتقال في أسمو، الذي كان لنهجه المنظم دور رئيسي في نجاح عملية الإطلاق”.
ويعتمد نموذج أسمو على دمج المشتريات، والتخزين، وإدارة المخزون، والخدمات اللوجستية في منصة رقمية موحدة، بينما يتم تنفيذ هذا النظام حاليًا على مراحل، فإنه يعد بتحقيق تحسينات كبيرة في الرؤية، واتخاذ القرارات، وفتح آفاق جديدة للاقتصادات الحجمية. ورغم أن التطبيق يتم على مراحل، إلا أن النظام مصمم في النهاية لخدمة أرامكو وقاعدة أوسع من العملاء في قطاعات الطاقة، والكيماويات، والرعاية الصحية، والطيران، مع دعم جهود التوطين وتطوير الموردين.
ومنذ تأسيسها في عام 2024، وقعت أسمو 26 مذكرة تفاهم مع شركاء استراتيجيين، وأطلقت عملياتها في الرياض وجازان، وبدأت تقديم خدمات المشتريات لمواد التوريد العام، كما تعمل على تطوير منشآت مستقبلية في مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)، الجبيل، وينبع، إلى جانب خطط لتوسيع منصتها الرقمية للمشتريات لتصبح سوقًا إلكترونية شاملة (B2B). وبحلول عام 2030، تستهدف أسمو تشغيل أكثر من 8 ملايين متر مربع من المستودعات، وإدارة أكثر من 500 ألف صنف من المخزون، والإشراف على مشتريات تتجاوز 8 مليارات دولار، ما يضع المملكة وأسمو في قلب شبكة سلاسل إمداد حديثة، ومرنة، وتنافسية عالميًا.