
أعلن مستشفى رأس الخيمة عن إطلاق اختبار الحمض النووي للصبغي Y، وهو الأول من نوعه في دولة الإمارات. ويدمج الاختبار بين تقنية التسلسل الجيني من الجيل التالي وخوارزميات المعلومات الحيوية الخاصة، التي تم تطويرها في مختبر NGS ضمن المستشفى بإمارة رأس الخيمة. وينضم الاختبار الجديد إلى سلسلة التقنيات المميزة لاختبار الأنساب التي يقدمها المستشفى، للمساعدة على تتبع جذور العائلة من خمسة إلى مئة جيل أو أكثر. ويوفر المستشفى الاختبار مجاناً لجميع الأفراد الذين يخضعون لاختبار النسب في المستشفى، وفق آلية بسيطة تتطلب تقديم عينة من اللعاب فقط، لتسهم في تسليط الضوء على النسب الأبوي وأًصوله.
ويشتهر اختبار النسب بكونه اختباراً جينياً لتحليل الحمض النووي والكشف عن أصول العائلة. ويستند هذا الاختبار إلى مقارنة الحمض النووي للفرد مع قواعد البيانات المرجعية للحمض النووي للسكان حول العالم، ليساعد على تحديد التركيب العرقي، ومستوى الاختلاط العرقي، والأقارب، وتتبع تاريخ العائلة على مدى 5 إلى 7 أجيال تقريباً.
ويشكل الصبغي Y عنصراً هاماً في تركيب الجينوم البشري ويقتصر وجوده على مورثات الذكور. وعلى مدار أكثر من عشر سنوات، ارتفعت وتيرة الاستعانة بهذا الصبغي من قبل العلماء لدراسة الهجرة البشرية، والتطور، والتوزع السكاني. ويتسم الصبغي Y بثبات طفراته المميزة على مر الأجيال، ما يسمح للباحثين بتتبع التسلسلات الدقيقة ورسم خريطة مفصلة للسلالة الأبوية.
وينتقل الحمض النووي الموجود في الصبغي Y حصرياً من الأب إلى الابن، مما يجعله أداة مهمة للتعرف على أنماط هجرة الجنس الذكري منذ آلاف السنين. ويركز تحليل السلالات الجينية للصبغي Y على تحديد النسب من جهة الأب، موضحاً أصول أجداد الفرد من ناحية الأب وتاريخ هجراتهم. كما تقدم نتائج الاختبار خريطة تفاعلية وفورية، تساعد على تتبع أثر الأجداد وهجرتهم حول العالم.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال الدكتور حافظ أحمد، رئيس قسم الطب الجزيئي في مستشفى رأس الخيمة ورئيس قسم علم الأحياء الدقيقة في جامعة رأس الخيمة للطب والعلوم الصحية: “يتيح اختبار النسب التعرف على تاريخ الأفراد بطريقة علمية ومبتكرة، حيث يسمح اختبار السلالة الجينية للصبغي Y بتتبع جذور الفرد من ناحية الأب، واستكشاف مسارات الهجرة عبر التاريخ. كما يساعد على ربط الأفراد بتراثهم التاريخي بالاعتماد على آلية جديدة كلياً على الصعيد المحلي”.
وأضاف: “استندنا في أبحاثنا إلى بيانات الأنساب التي جمعها مختبر NGS في المستشفى لسنوات عديدة. وكشفت هذه البيانات أن السلالة الجينية J1 (بما في ذلك التحور J1-P58) هي السلالة الجينية العربية الرئيسية. وتركز وجودها في شبه الجزيرة العربية، حيث شكلت بين 40% و75% من السكان في مناطق محددة. وينتمي إلى هذه السلالة الجينية حوالي 34% من الذكور الإماراتيين الذي خضعوا للاختبار في مستشفى رأس الخيمة، إلى جانب السلالتين J2 وE1 R1 اللتان تم العثور عليهما بين السكان المحليين في دولة الإمارات. وتسلط هذه النتائج الضوء على وجود أوجه تشابه رئيسية في الحمض النووي بين سكان الدولة والشرائح السكانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. ونشهد بصورة متزايدة وجود الخصائص الجينية الوراثية للمواطنين الإماراتيين لدى أفراد ينتمون إلى دول مثل تونس والجزائر ومصر وسوريا والعراق وإيران والهند ويسلط هذا التداخل الوراثي الضوء على التاريخ العريق لدولة الإمارات، بصفتها نقطة التقاء في مجالات التجارة والهجرة والتبادل الثقافي منذ قرون طويلة”.
ومن جانبه، قال الدكتور رضا صدّيقي، المدير التنفيذي لمستشفى رأس الخيمة: “نتوق جميعاً إلى التعرف على ماضي أسلافنا وجذورهم، وتكوين صورة واضحة عن مسارات هجرتهم وتأثير التجارب التي مروا بها على الحمض النووي الذي نحمله اليوم. ومن هذا المنطلق، نسعى إلى إتاحة الفرصة أمام الراغبين بخوض تجربة شخصية تتيح لهم استكشاف أصولهم واستحضار تجارب أجدادهم، من خلال الجمع بين اختبار النسب واختبار السلالة الجينية للصبغي Y“.
وبدوره، قال الدكتور اشندو باندي، الرئيس التنفيذي لمستشفى رأس الخيمة: “لطالما رغب الناس في معرفة المزيد حول أصولهم، الأمر الذي أصبح ممكناً اليوم بفضل التقنيات الحديثة. وفي هذا السياق، أصبح بمقدورنا الحصول على معلومات مفصلة حول الأنساب وهجرة الأجداد والأًصول الوراثية، بفضل اختبار الحمض النووي للصبغي Y واختبار النسب القائم على تقنية التسلسل الجيني من الجيل التالي، وهي حلول متطورة أتاحت لنا الحصول على نتائج كانت بعيدة المنال منذ عشر سنوات. ويسهم هذا الإنجاز في تعزيز دقة علم الأنساب، وزيادة الفائدة التي تقدمها هذه الاختبارات وتوفيرها للجميع في دولة الإمارات”.
يساعد اختبار الحمض النووي للصبغي Y على تحديد الروابط العائلية بين الأقارب الذكور، مثل الرابطة بين الأب والابن، وبين الأخوة، وبين أبناء العمومة. كما يسهم في تقدير عدد الأجيال التي تفصلهم عن سلفٍ أبويّ مشترك. ويوفر هذا الاختبار، عند الجمع بينه وبين اختبار النسب العام، منظوراً شاملاً حول السلالة الأبوية والكلية للفرد.
ويمكن إجراء الاختبار بسهولة كبيرة، حيث يطلب العملاء أدوات جمع اللعاب عبر الإنترنت ويقومون بتحضير العينات في المنزل، بعد الامتناع عن تناول الطعام والشراب لمدة 30 دقيقة، ثم يقومون بتحديد موعد الاستلام من أي مكان في دولة الإمارات. ويتم إرسال النتائج في فترة تتراوح بين 4 و6 أسابيع، عبر البريد الإلكتروني أو تطبيق مستشفى رأس الخيمة.
كما يتلقى العملاء في إطار الخدمة شرحاً واستشارة مجانية للتقارير كل يوم جمعة، مما يوفر فرصة فريدة لاكتساب فهم أعمق لحياة أسلافهم والمعلومات الواردة في تحليل الحمض النووي للصبغي Y.
ويتوفر اختبار النسب المدمج مع اختبار السلالة الجينية للصبغي Y بسعر خاص يبلغ 1,499 درهم إماراتي، مما يمنح السكان طريقة مريحة للتعرف على جذورهم وفق معايير عالمية.