بدأت وزارة البترول والثروة المعدنية، تشغيل سفينة تغويز الخامسة “إنرجوس وينتر” (Energos Winter) نهاية الأسبوع الماضي، تدريجيًا بطاقة مبدئية تبلغ 70 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا.
وأوضح مصدر حكومي لـ”الشرق بلومبرج”، أن وزارة البترول انتهت من ربط السفينة الجديدة على رصيف الشركة المتحدة لمشتقات الغاز في ميناء دمياط بطاقة إجمالية 450 مليون قدم مكعب يوميًا، لاستقبال وتغويز الغاز المسال ضمن خطة الوزارة لتعزيز مرونة منظومة الإمدادات.
وأضاف المصدر، أن شحنة من الغاز المسال ستوجّه هذا الأسبوع لتشغيل السفينة بالكامل، مشيرًا إلى أن الوحدة الجديدة ستستخدم كخيار احتياطي في حال حدوث أي طارئ في إمدادات الغاز القادمة من إسرائيل عبر خط الأنابيب البري.
وفي الوقت الحالي، تمتلك مصر ثلاث سفن تغويز في العين السخنة بطاقة إجمالية 2.25 مليار قدم مكعب يوميًا، بالإضافة إلى وحدة تغويز في ميناء العقبة الأردني بطاقة 300 مليون قدم مكعب يوميًا ضمن اتفاقية تعاون بين القاهرة وعمّان، بخلاف السفينة الخامسة التي دخلت الخدمة حديثًا.
خفض وتيرة الاستيراد وتراجع الاستهلاك
في سياق متصل، استقبلت مصر، 52 شحنة غاز مسال خلال الربع الثالث من 2025، بتكلفة تتراوح بين 54 و57 مليون دولار للشحنة الواحدة، فيما يبلغ سعر المليون وحدة حرارية من الغاز بين 13 و14 دولارًا حسب الأسعار العالمية.
وارتفع إنتاج مصر من الغاز الطبيعي إلى 4.21 مليار قدم مكعب يوميًا، مقارنة بـ4.1 مليار في يونيو الماضي، وفق المصدر ذاته.
وفي المقابل، طلبت مصر، من مورّدي الغاز تأجيل تسليم نحو 20 شحنة متبقية لعام 2025 إلى الربع الأول من 2026، في ظل تراجع الطلب المحلي وتحسن الإنتاج، بحسب وكالة “بلومبرج”.
ويرى رئيس هيئة البترول الأسبق، مدحت يوسف، أن انخفاض درجات الحرارة في الشتاء يؤدي إلى تراجع استهلاك الغاز بمحطات الكهرباء بنسبة تصل إلى 15%، مع تحسن كفاءة التشغيل وزيادة مرونة الإدارة.
وبحسب بيانات “بلومبرج”، تراجع استهلاك الغاز بمحطات الكهرباء إلى 3.8 مليارات قدم مكعب يوميًا في سبتمبر، مقابل 4.5 مليارات في أغسطس، كما انخفض استهلاك المازوت بنسبة 60% إلى 12 ألف طن فقط.
شحنات الأوبشن
وأوضح يوسف لـ”تليجراف مصر”، أن الوزارة تعتمد في هذه المرحلة على ما يُعرف بـ”شحنات الأوبشن”، وهي شحنات اختيارية يمكن تأجيلها أو إلغاؤها دون التزامات مالية، بما يتوافق مع احتياجات السوق خلال فصل الشتاء.
وفي نهاية سبتمبر الماضي، ومع تراجع الطلب على الطاقة واعتدال الطقس، شهدت الموانئ المصرية تكدسًا مؤقتًا لسفن الغاز المسال، حيث انتظرت ثلاث ناقلات في المياه الإقليمية لحين إعادة جدولة التفريغ.
وتخطط مصر، لإنشاء وحدة تغويز برية جديدة في مصنع إدكو المتوقف عن العمل، بالتعاون مع شركتي شل وبتروناس، بتكلفة تصل إلى 200 مليون دولار، ومن المقرر أن تبدأ التشغيل في أغسطس 2027، لتقليل تكاليف استيراد الطاقة والاعتماد على الوحدات المستأجرة التي تتجاوز تكلفتها السنوية 200 مليون دولار.
عن المؤلف
