ولفت الباحثون الأيرلنديون إلى أن الكائنات الحيّة الدقيقة في الأمعاء تشكل المناعة الذاتية، إلا أنها قد تؤثر أيضاً في شيخوخة الدماغ وتزيد من خطر الإصابة بأمراض التنكّس العصبي.
وقد زرع جون كريان وماركوس بوهم وزملاؤهما ميكروبات من براز فئران صغيرة تتراوح أعمارها بين 3 و4 أشهر في فئران أخرى أكبر سنّاً تتراوح أعمارها بين 19 و20 شهراً، وأثبتت النتائج أنه يمكن تسخير الميكروبيوم لعكس تدهور الدماغ المرتبط بالعمر، كما ظهرت أدلة على تحسين القدرة على التعلم والوظيفة المعرفية.
تريليونات الكائنات الدقيقة
الجدير ذكره أن العلماء أوضحوا أن 100 تريليون من الكائنات الحية الدقيقة المذهلة تعيش في أمعاء الإنسان، سواء كانت نافعة أو ضارة ويتأثر جهاز المناعة بالتوازن بين النوعين.
وأظهر الفريق الأيرلندي أن تقديم أنواع معينة من ميكروبات الأمعاء إلى قوارض المختبر الأكبر سنّاً من متبرعين أصغر سنّاً ساعدها على التفكير والتذكّر.
كما انعكست التغيرات المرتبطة بالشيخوخة في الجهاز المناعي، مما جعل الفئران الأكبر سنّاً تتعلم كيف تدور حول المتاهات، ولا تنسى كيف فعلت ذلك… لقد كانوا أقل عرضةً للتوتر والقلق، وهي أعراض شائعة للخرف.
كذلك أظهرت عمليات المسح بالأشعة في وقت لاحق أن أدمغة الفئران الأكبر سنّاً تم تجديدها، حيث احتوت على مستقبلات وأنماط من تنظيم الجينات تشبه تلك الخاصة بالمراهقين.
إلى ذلك، من المتوقع أن يتضاعف عدد المصابين بالخرف على الصعيد العالمي، 3 مرات ليصل إلى حوالى 150 مليون بحلول عام 2050 بسبب شيخوخة السكان في كل أنحاء العالم.
وأشار البروفيسور كريان إلى أن الميكروبات أعادت عقارب الساعة إلى الوراء في الفئران المُسنّة، وفتحت الباب أمام مزيد من الأبحاث حول التدخلات القائمة على الميكروبات لدى البشر، مضيفاً أن هناك حاجة إلى الكثير من العمل أولاً لترجمة النتائج للاستخدام السريري في البشر.
وسبق أن توصلت أبحاث إلى أن جرعة يومية من البروبيوتيك على مدى 12 أسبوعاً فقط يمكن أن تؤدي إلى تحسّن كبير في المرضى المسنّين.