أعلن سوندار بيتشاي أخيراً عن سبب استقالته من شركة «جوجل»، حيث أطلق مشروعه الجديد «كوانتوم أيه آي»، والذي استقطب استثمارات تزيد على ملياري دولار في العامين الماضيين فقط، لتطوير مشروعه الطموح. وقبل أن ندخل في تفاصيل ماهية «الذكاء الاصطناعي الكمي»، دعونا نتحدث عن من هو سوندار بيتشاي، صاحب هذه الرؤية، حيث يصفه البعض بأنه أذكى رئيس تنفيذي في عصرنا. إنه يؤمن بالطاقة المتجددة والإنترنت المجاني. وعلى الرغم من أن أفكاره غالباً ما تبدو جذرية للغاية ومستحيلة لكثير من الناس، إلا أن بيتشاي أثبت أنهم مخطئون عاماً بعد عام، ويسعى إلى جعل العالم أكثر خضرة ودفع البشرية نحو إمكانيات جديدة.
والآن قرر بيتشاي الانسحاب جزئياً من إدارة «جوجل»، من أجل التركيز على مشروعه الجديد في القطاع المالي، ولهذا السبب أطلق «كوانتوم أيه أي» (الذكاء الاصطناعي الكمي).
والذكاء الاصطناعي الكمي هو ترقية جديدة من أجهزة الحاسوب. وفي الواقع، تغلب بيتشاي على شركات مثل «آي بي إم» و«مايكروسوفت» وعدد آخر من الأشخاص الذين طوروا هذا النوع من الحوسبة لسنوات. وفي حال ربطت كل أجهزة الحاسوب في العالم معاً، سيبقى الذكاء الاصطناعي الكمي أقوى بمئات المرات. لذا قرر بيتشاي وضع كل هذه القوة للعمل في تقنية مالية مع خطة لإعادة توزيع ثروات العالم.
ويعتقد سوندار أن الثروة لا توزع بشكل جيد في عصرنا وأن المشكلة تزداد سوءاً. وعلى الرغم من أنه سيكون هناك دائماً شخص أكثر ثراءً وشخص أكثر فقراً، إلا أن الوضع الحالي غير مقبول حيث يسيطر 0.1% من نخبة الشعوب على ما يقرب من 90% من ثروة العالم. وهو يعتقد أنه يستطيع خفض ذلك إلى حوالي 20% دون التسبب في أزمة مالية عالمية.
وبشكل عام، الفكرة سهلة، حيث يستمر نخبة الـ 0.1% باستثمار ثرواتهم في الأسهم، ويقوم وسطاء وول ستريت بتداول هذه الأسهم نيابة عنهم. والفكرة هي التغلب على متداولي وول ستريت في لعبتهم الخاصة، أي من قيام الأفراد بإجراء تداولات رابحة بحيث يتم توزيع ثروات وول ستريت على المتداولين الأفراد، تماماً مثل لعبة البوكر، حيث يأتي لاعب جديد على طاولة الرهانات ويبدأ في الفوز.
ومن أجل القيام بذلك بشكل طبيعي، ستحتاج إلى تنبؤات أفضل لحركة الأسهم مما تمتلكه وول ستريت حالياً، وهذا مستحيل فعلياً. والآن، بمساعدة الحوسبة الكمية، يمكن القيام بذلك بشكل جيد.
وإذا كان الحاسوب العادي يحتوي على واحد أو اثنين من وحدات المعالجة المركزية، فإن أجهزة الذكاء الاصطناعي الكمي تتكون من ملايين وحدات المعالجة المركزية. وفي حالة حدوث خطأ، تقوم وحدات المعالجة المركزية بتحليل النتيجة و «التصويت» على القرار الذي هو الخطأ وأي القرارات الأخرى هي الصفقة الحقيقية. ولا تزال العملية في مراحلها التجريبية، لكنها تظهر فاعليتها بإجراء التداولات الناجحة بنسبة 91%. وهذا يعني أنه من بين 100 صفقة يقوم بها الذكاء الاصطناعي الكمي تلقائياً، ستكون هنالك حوالي 91 صفقة رابحة.