
تُعد الڤيتامينات من أهم المركبات الأساسية للحياة كما الماء والهواء، فهي تحافظ على صحة الجسم ونضارته وتمنع عنه الكثير من الأمراض، وكثيراً ما يخلط الناس بين الڤيتامينات والمعادن لأنها عادةً ما تُذكر سويةً، لكن الفيتامينات مركبات عضوية والمعادن عناصر ضمن مركبات غير عضوية، وباستثناء ڤيتامين (د)، وهي مواد أساسية لا يمكن تصنيعها في الجسم، ولكن يجب الحصول عليها جاهزةً عن طريق الغذاء، وفي السطور القادمة تسلط الدكتورة صباح الأشقر أخصائية التعذية الضوء على الدور الفعّال للڤيتامينات في دعم الصحة وتحقيق التوازن البدني والوقاية من الأمراض.
تقول د.صباح أن الفيتامينات تُقسم إلى مجموعتين أساسيتين، وهما:-
-
فيتامينات مُنحلة في الماء وهي مجموعة فيتامينات B وفيتامين C.
-
فيتامينات غير منحلة في الدُّسم وتضم فيتامينات A,D,E,K.
وتضيف: بشكلٍ عام فإن الاختلاف الأساسي بين مجموعتي الفيتامينات هي أن المُنحلة منها في الماء يُمكن بسهولة طرح الزائد منها بينما لا يمكن تخزين كميات كبيرة عادةً منها داخل الجسم في معظم الأحيان، وبالمقابل فإن الفيتامينات المُنحلة في الدسم تختزن في الجسم لفترات طويلة ويمكن للجرعات الزائدة منها أن تتحول إلى جرعات تراكمية سُمّية. وينعكس هذا الاختلاف أيضاً على آليات امتصاص الفيتامينات من الأمعاء وتأثُّر ذلك بالعديد من الأمراض التي تُصيب الجهاز الهضمي.
حاجة يومية
وتؤكد إن الإنسان يلزمه حاجة يومية محددة من كل واحد من تلك الفيتامينات قد تختلف تبعاً للجنس أو المرحلة العمرية ومتغيرات أخرى، فإن نَقُصت عن الحد المطلوب ظهرت الاضطرابات والأمراض في الجسم، وإن زادت كثيراً عن الحاجة المطلوبة وقدرة الجسم على التخلص من الكميات الزائدة منها ظهرت لها تأثيرات سلبية قد لا تقل خطورة عن الأمراض الناتجة عن نقصها.
آليات مرضية
وتذكر انها إن لعوز الفيتامينات ثلاث آليات مرضية رئيسية، فهي تكون إما بسبب نقص الوارد الغذائي من الفيتامينات وهذا يحصل في حالات سوء التغذية أو الاعتماد على أنماط حميات غذائية غير متوازنة، أو قد يكون العوز الفيتاميني بسبب سوء الامتصاص الناتج عن الكثير من الأمراض التي تصيب الكبد أو البنكرياس أو بقية أجزاء الجهاز الهضمي، أو بحالات نادرة قد يكون العوز ناتج عن زيادة الاستهلاك كما في بعض الحالات الفيزيولوجية كالحمل والإرضاع وأخرى مرضية كأنواع محددة من الأورام الخبيثة.
تأثيرات ضارة
وتلف إلى أن حصر التأثيرات الضارة لعوز الفيتامينات والأمراض الناتجة عنها لا يمكن حصرها بواحدٍ من أجهزة الجسم، فهي تصيب القلب والأوعية والدماغ والأعصاب والعينين وغيرها من الأعضاء، وحتى أن لعوزها تأثيرات نفسية وسلوكية مثبتة. لكن إن أردنا الحديث عن التظاهرات الجلدية المتعلقة بالجمال فإن عوز الفيتامينات يجعل الجلد والأغشية المخاطية جافة وهشة وسريعة التشقق وتكون بذلك أكثر عرضة للتعرض للإنتانات وأقل قدرة على الترميم والالتئام.
وكما لعوز الفيتامينات تأثيراته المضرة فإن الإكثار من تناولها بكميات غير مدروسة تفوق كثيراً الجرعات الموصى بها قد يؤدي أيضاً إلى اضطرابات قد تكون خطيرة، فقد تصبح مركبات سامة بتراكيزها العالية أو يكون لها تأثير مشوه للأجنة عند الحوامل أو حتى قد تزيد من خطورة تطور التنشؤات والأورام الخبيثة.
ويضمن الغذاء الصحي والمتوازن الحاوي على أصناف عديدة من الأغذية من مصادر نباتية وحيواني مختلفة تأمين كل احتياجات الإنسان اليومية من الفيتامينات دون الحاجة لمركبات المتممات الغذائية التي قد لا تخضع لنفس الضوابط الرقابية كما بقية الأصناف الدوائية.