كشفت مصادر في الجيش البريطاني، أن قوات خاصة دربت قوات الكوماندوز الأوكرانية قبل هجومها لاستعادة السيطرة على “جزيرة الثعبان” الاستراتيجية في البحر الأسود.
ووفق صحيفة “ذا صن” البريطانية، فإن وحدة القوارب الخاصة، التابعة للقوات البحرية الخاصة البريطانية، دربت القوات الأوكرانية على استخدام مركبات شبيهة بغواصات “جيمس بوند” شخصية العميل السري الشهير، لافتة إلى أن هذه المركبات تُعرف بـ”الدراجات البخارية البحرية”، وهي مصممة لنقل الرجال الضفادع من وحدة السباحين القتالية أو القوات الخاصة البحرية تحت الماء لمسافات طويلة.
وأوضحت أن “وحدة القوارب الخاصة التي تتخذ من مقاطعة دورست، جنوب غرب إنجلترا، مقرا لها سافرت إلى أوكرانيا لتدريب الوحدة البحرية 73 الأوكرانية الخاصة، “كانت الوحدة 73 بمثابة طرف السيف للقوة المقاتلة التي هبطت على الجزيرة”.
وأضافت: “بمساعدة تدريبات البحرية البريطانية، قام رجال الضفادع الأوكرانيون بمسح الساحل بحثًا عن الألغام الأرضية ثم أعطوا إشارة للمجموعة الرئيسية لمهاجمة الحامية الروسية”.
طرد روسيا وليس انسحابها
وتعقيبا على ذلك، قال المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، ليون رادسيوسيني، إن ما ذكرته المصادر العسكرية يؤكد صحة رواية أوكرانيا أنها طردت الروس من الجزيرة وليس كما أعلنت موسكو آنذاك أنها انسحبت كبادرة حسن نية.
وأضاف رادسيوسيني، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن ما أكد ذلك أيضا هو عملية إطلاق روسيا قنابل فسفورية على جزيرة الثعبان بعد يوم مما أسمته انسحابا ما يؤكد فرضية أن موسكو لم تغادر الجزيرة بشكل سلمي وأنه قد يكون نوعًا من الانتقام.
وأوضح أن الطرفين في حرب ولن ينسحب طرف من موقع استراتيجي من تلقاء نفسه، “الأكثر واقعية هو الطرد، وليس الانسحاب، روسيا تسعى إلى حصار أوكرانيا بشكل كامل، وموقع الجزيرة الاستراتيجي يمنحها ضرب ميزات كبيرة في كشف الساحل الأوكراني”.
وأشار إلى أن الأكثر أهمية في ما نقلته الصحيفة هو أن الغرب لا يكتفي فقط بدعم أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة وإنما عبر تدريب قواتها على تنفيذ عمليات خاصة قد تسهم في رفع معنويات الجيش، ومن ثم بدء عمليات خاطفة لاستعادة قرى وبلديات سيطرت عليها روسيا خاصة في الجنوب “وأعتقد أن هذا بدأ بالفعل في مقاطعة خيرسون”.
منطقة استراتيجية
ورغم مساحتها الضئيلة، فإن الجزيرة تعد محور تنافس استراتيجي، فهي تمنح المسيطر عليها ميزة كبيرة في البحر الأسود، احتلتها القوات الروسية منذ اليوم الثاني للحرب في أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير الماضي، وحازت اهتمامًا دوليًّا عندما رفض حرس الحدود الأوكرانيون المتمركزون هناك طلب سفينة حربية روسية منهم الاستسلام.
ومنذ ذلك الحين، تتعرض “جزيرة الثعبان” لقصف أوكراني متواصل، حيث هاجمت القوات الأوكرانية الجزيرة عدة مرات بطائرات مسيرة، وأخرى حربية إلا أنه، وفق محللين، في الأسابيع الأخيرة ومع وصول الأسلحة الثقيلة زادت الضربات عليها مما اضطر الروس للانسحاب.
كانت الضربة الأبرز في 21 يونيو الماضي، حيث قالت قيادة العمليات الجنوبية في الجيش الأوكراني إنه تم توجيه ضربة نحو الجزيرة بأسلحة ووسائل تدمير مختلفة، مما أسفر عن خسائر كبيرة للروس، وفي 17 يونيو، أعلنت البحرية الأوكرانية أنها وجهت ضربة لسفينة روسية كانت تحمل أنظمة دفاع جوي إلى جزيرة الثعبان.
وتبلغ مساحتها 0.17 كيلومترًا مربعًا، ويصل طولها إلى 662 مترًا وعرضها 440 مترًا، في حين ترتفع أعلى نقطة فيها نحو 41 مترًا، وتقع الجزيرة على مسافة نحو 50 كلم من مصب نهر الدانوب، أحد الأنهار الرئيسية في أوروبا والطريق التجاري المهم.
كما تقع على مسافة نحو 100 كلم من مدينة أوديسا، وتبعد مسافة أقل من 200 كيلومتر من ميناء كونستانتا الروماني الرئيسي و300 كيلومتر من القاعدة الروسية الرئيسية في شبه جزيرة القرم في سيفاستوبول.
كان على رومانيا وأوكرانيا اللجوء إلى القضاء لتسوية النزاع بينهما للسيطرة على هذه الموارد، وفي العام 2009، أصدرت محكمة العدل الدولية حكمها وقررت أن الجزيرة أوكرانية.
تضارب الروايات
ومطلع الشهر الجاري، قالت وزارة الدفاع الروسية إنه “في بادرة حسن نية، أنجزت القوات الروسية أهدافها المحددة في جزيرة الثعبان وسحبت كتيبتها منها”، لافتة إلى أن من شأن هذه البادرة تسهيل صادرات الحبوب من أوكرانيا.