
LUBIN, POLAND - DECEMBER 18, 2015: Goalkeeper Radoslaw Janukiewicz after lose goal during match Polish Premer League between KGHM Zaglebie Lubin - Gornik Zabrze (2:4).
يكاد يكون هبوط فرق الأندية في عالم كرة القدم من دوري درجة أعلى إلى أخرى أدنى، أو من محترفين إلى هواة، قصة بلا فصل أخير، وحكاية لا تمل، و«سالفة» كل موسم من قبل المعنيين والمتابعين وجماهير الفرق، سواء في الإمارات أو غيرها من فرق «الساحرة المستديرة» في مختلف بلدان العالم.
وبقدر تعلق الأمر بفرق أندية الإمارات لكرة القدم، فإن الهبوط غالباً ما يكون العامل المشترك في أحاديث و«سوالف» غالبية مَن تعنيهم وتستهويهم شؤون «الساحرة المستديرة»، خصوصاً قبل انطلاق الموسم، حتى بات مدعاة للقيل والقال والأخذ والرد بين تلك الأطراف، إلى الحد الذي جعل منه ضيفاً مرحباً بقدومه مع كل نسخة من نسخ مواسم كرة القدم الإماراتية.
انتعاش الحديث
ولأن أياماً قليلة تفصلنا عن انطلاقة موسم كرة القدم الإماراتية 2022 – 2023، فقد انتعش الحديث عن الهبوط إلى حد ربطه بمدى إمكانية هذا الفريق أو ذاك في الفوز بدرع الدوري في الموسم الجديد حسب عدد مرات هبوطه من درجة أعلى إلى أخرى أدنى، وبغض النظر عن مرات وأسباب ذلك الهبوط!
أسباب حاسمة
وبغض النظر عن أحاديث المعنيين والمهتمين وجماهير فرق الأندية الإماراتية، فإن هبوط أي فريق إلى درجة أدنى، لا بد وأن تقف خلفه أسباب حاسمة دافعة باتجاه ذلك الهبوط، بالإمكان حصرها بأربعة أسباب حاسمة، تتمثل في، ضعف المقدرة الفنية على مقارعة المنافسين، خصوصاً ما يتعلق بجودة أداء المحترفين الأجانب، وغياب حنكة ودهاء المدرب، إضافة لتأخر جهود إدارة النادي في توفير عوامل النجاح، وأيضاً ضعف الدعم الجماهيري، ومدى إسهامهم الفاعل سواء في بقاء الفريق أو في تمكينه من الوقوف على منصة التتويج بطلاً للدوري.
ترابط قوي
ورغم الترابط القوي بين الأسباب الأربعة التي تقف بمجملها وراء هبوط أي فريق إلى دوري درجة أدنى في عالم كرة القدم، إلا أن التأثير يبدو أكبر ولو بقدر ما ونسبة محددة للسبب الثالث، المتمثل في تأخر أو ضعف حجم الجهود الإدارية للنادي، كون الإدارة تحمل المسؤولية الأولى عن مهمة بناء فريق قادر على المقارعة بقوة في ميدان المنافسة، أو ضمان البقاء على الأقل، من خلال توفير عناصر النجاح.
4 فرق
وبالعودة إلى مواسم الدوري منذ النسخة الأولى في 1973 – 1974، وحتى الموسم الأخير 2021 – 2022، والذي شهد هبوط فريقي الإمارات والعروبة من دوري «أدنوك» للمحترفين إلى دوري الدرجة الأولى، فإن 4 فرق فقط لم تتذوق مرارة الهبوط، هي النصر والوصل والعين والوحدة، بينما 20 فريقا هبطوا مرة أو أكثر.
المسمى السابق
وتمثلت مواسم هبوط فرق دوري كرة القدم الإماراتية في موسم 1995 – 1996 للأهلي بمسماه «السابق»، شباب الأهلي حالياً، والشباب «السابق» في موسم 1973- 1974، والعربي في 1973- 1974، ودبا الحصن في موسم 2005 – 2006، والشارقة في موسمي 1998 – 1999 و2011 – 2012، والرمس في 1978 – 1979 و1981 – 1982، والعروبة في 1992 – 1993 و2021 – 2021، ودبا الفجيرة في 2012 – 2013 و2018 – 2019، والجزيرة في مواسم 1977 – 1978 و1985 – 1986 و1994 – 1995، وحتا في 2007 – 2008 و2017 – 2018 و2020 – 2021، والظفرة في 2002 – 2003 و2004 – 2005 و2010 – 2011، وعجمان في 1991 – 1992 و2009 – 2010 و2014 – 2015، ودبي «السابق» في مواسم 2002 – 2003 و2004 – 2005 و2006 – 2007 و2013 – 2014.
متصدر القائمة
كما تمثلت مواسم هبوط فرق دوري كرة القدم الإماراتية في مواسم 1978 – 1979 و1987 – 1988 و1991 – 1992 و1998 – 1999 لرأس الخيمة، وبني ياس في مواسم 1993 – 1994 و1999 – 2000 و2001 – 2002 و2005 – 2006 و2016 – 2017، والشعب «السابق» في 1991 – 1992 و1996 – 1997 و2008 – 2009 و2013 – 2014 و2015 – 2016، والفجيرة في 1986 – 1987 و1991 – 1992 و2000 – 2001 و2006 – 2007 و2015 – 2016 و2020 – 2021، وخورفكان (الخليج سابقاً) في 1992 – 1993 و1996 – 1997 و1999 – 2000 و2001 – 2002 و2004 – 2005 و2008 – 2009، واتحاد كلباء في 1980 – 1981 و1987 – 1988 و1992 – 1993 و1997 – 1998 و2004 – 2005 و2010 – 12011 و2012 – 2013 و2014 – 2015 و2016 – 2017، وفريق الإمارات متصدر القائمة في مواسم 1976 – 1977 و1982 – 1983 و1984 – 1985 و1988 – 1989 و1991 – 1992 و2000 – 2001 و2007 – 2008 و2009 – 2010 و2011 – 2012 و2018 – 2019 و2021 – 2021.
ذاكرة العالم
وتحتفظ ذاكرة العالم، بفصول مثيرة من قصة الهبوط في عالم فرق كرة القدم، منها ما يتعلق بأسماء فرق عريقة، ريفربليت الأرجنتيني في موسم 2010 – 2011، وهو الفريق الذي تأسس في 1901، وهرتا برلين الألماني في موسم 2009 – 2010، الفريق الذي تأسس في 1892، ومنشنغلادباغ الألماني في موسم 2006 – 2007، الفريق الذي تأسس في 1900، ونيوكاسل الإنجليزي في موسم 2008 – 2009، الفريق الذي تأسس في 1892، ويوفنتوس الإيطالي في موسم 2005 – 2006، الفريق العريق الذي تأسس في العام 1897، حتى وأن جاء ذلك الهبوط على خلفية اتهامه في قضية تلاعب بنتائج المباريات.
عوامل ضاغطة
حسين المنصوري، عضو لجنة التوثيق والإحصاء في اتحاد الإمارات لكرة القدم، عضو رابطة الإحصاء العربية، شدد على أن هبوط أي فريق من درجة أعلى إلى أخرى أدنى في بطولات الدوري العام، لا بد وأن تقف خلفه أسباب حقيقية، وعوامل ضاغطة في المجالين الفني والإداري، وبذات التأثير والقوة.
اعتلاء المنصات
ولفت حسين المنصوري إلى أن الجهد المبكر سواء من جانب إدارة النادي أو المدرب المعني بالشؤون الفنية، مطلبان لا بد من توفرهما مسبقاً لتجنب الهبوط، سواء للفرق الباحثة عن البقاء، أو الفرق الطامحة باعتلاء منصات التتويج، مشيراً إلى أن دوري الإمارات بمختلف مسمياته، ومنذ نسخته الأولى في موسم 1973 – 1974، عاش الكثير من قصص وفصول الهبوط التي مازالت تتداولها جماهير الأندية مع اقتراب انطلاق أي موسم.
توصيات «البيان»
1 ــ العمل الإداري المبكر لتوفير عناصر النجاح
2 ــ التعاقد مع مدرب يجيد مهارتي البقاء والتتويج
3 ــ الاهتمام بفرق المراحل لدعم الفريق الأول
4 ــ تعزيز دور الجماهير في الدعم والمؤازرة
5 ــ تنمية مستوى الشراكات مع القطاع الخاص
6 ــ عدم تسرب لاعبي الفريق إلى الفرق الأخرى
7 ــ ضمان مبدأ الاستقرار الفني لأطول فترة ممكنة