A handout picture provided by the press office of the Lebanese presidency shows (R to L) Lebanon's Prime Minister Najib Mikati meeting with President Michel Aoun at the presidential palace in Baabda, east of the capital on August 17, 2022. (Photo by Lebanese Presidency / AFP) / === RESTRICTED TO EDITORIAL USE - MANDATORY CREDIT "AFP PHOTO / HO / LEBANESE PRESIDENCY" - NO MARKETING - NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS ===
اشتعل السِجال مجدّداً على جبهة التأليف الحكومي في لبنان مجدداً، وجاء هذه المرّة مباشراً بين الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء المكلّف نجيب ميقاتي، ما رفع منسوب المخاوف على مصير التأليف، بين حدَّي التشاؤم والتفاؤل. ذلك أنّ المتشائمين يؤكدون أنّ الحكومة لن تولد، وأنّ البلاد ذاهبة إلى البقاء في عهد حكومة تصريف الأعمال، سواء انتُخِب رئيس جديد للجمهوريّة في المهلة الدستورية أو لم يُنتخب، بينما يقول المتفائلون: إنّ التأليف سيحصل، ولكنْ سيتأخر إلى الأيام الأخيرة من موعد انتهاء ولاية الرئيس عون في 31 أكتوبر المقبل. وتتأرجح المعطيات المحيطة بالملفّ الحكومي والمساعي الجارية على خطّه بين هبوط وصعود، وفي حين أن الاستحقاق الداخلي الأبرز، أي انتخابات رئاسة الجمهورية، التي تبدأ المهلة الدستوريّة لإجرائها في الأوّل من سبتمبر المقبل، لا يزال الجميع يتصرّف كأن لا انتخابات، وخصوصاً في ضوء القدرة التعطيلية المتبادَلة للنِصاب الدستوري، وفي غياب القدرة لدى أيّ مرشح محتمل، أقلّه حتى الآن، على جمع أصوات 65 نائباً (من أصل 128)، مطلوبة لنجاحه، في حال تأمين النِصاب.
مواقف ثابتة
وما بين حدّيْ التشاؤم والتفاؤل، لا تزال مواقف المعنيّيْن بالتأليف (عون وميقاتي) على حالها، لم تتبدّل، فالأوّل لا يزال مصراً على توسيع الحكومة الحالية من 24 إلى 30 وزيراً، بضمّ 6 وزراء دولة سياسيّين إليها، وذلك من منطلق شدّ عصب الحكومة ومدّ جسمها التكنوقراطي بشيء من القوّة السياسيّة التي تمكّنها من التصدّي لمرحلة ما بعد انتهاء ولايته، في حال تعذّر انتخاب خلف له خلال المهلة الدستوريّة، وفق تأكيد مصادر لـ«البيان». أمّا الثاني، فلا يزال متمسّكاً بإعادة تأليف حكومته الحالية، مع تبديل بعض وجوهها، شرط ألا يخلّ أيّ تغيير في التوزير بالتوازن الموجود فيها، والذي كان قد ارتضاه الجميع عند تأليفها.
ويبدو أنّ عتمة الفراغ الرئاسي بدأت تدقّ الأبواب، وذلك من بوّابة كوْن عون بدأ يحذّر وينبّه من فراغ مزدوج، رئاسيّاً وحكوميّاً، ويعد أمام زوّاره أنّ الفراغ على مستوى السلطة التنفيذيّة، عبر حكومة غير مكتملة المواصفات وغير حائزة ثقة مجلس النواب، لا يمكن أن يملأ فراغاً على مستوى رئاسة الجمهورية، مع ما يعنيه الأمر، في حسابات مصادر سياسيّة متعدّدة، من كوْن الرئيس اللبناني بات يلمّح إلى أنّه لا يستطيع أن يسلّم رئاسة الجمهورية إلى حكومة تصريف الأعمال القائمة فهل يمكن، بعد هذا الكلام، أن يعلّق اللبنانيّون آمالاً على اللقاء الخامس بين عون وميقاتي، والذي سينعقد مبدئياً الأسبوع المقبل؟
مرحلة الاستحقاق
وإلى ما تقدّم، فإنّ كلّ الأنظار تتّجه إلى سبتمبر المقبل، وما تحمله أطراف هذا الشهر من استحقاقات، وأوّلها دخول البلاد في مرحلة الاستحقاق الرئاسي دستورياً، وسط قناعة راسخة في أذهان الجميع، ومفادها أنّ الفراغ الرئاسي واقع لا محالة، إذ إنّ انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، في ظلّ خريطة سياسيّة ونيابيّة مبعثرة، هو أمر صعب، إنْ لم يكن شديد الاستحالة.
![]()
