
أصبح المسلسل بمواسمه الخمسة، وقريباً الموسم السادس، هوساً لدى الكثيرين في العائلة المالكة وغيّر رؤية العالم لها، لما يحتويه من سلسلة أحداث تكشف أمواراً خاصة بالملكة وغيرها من أفراد العائلة المالكة عن كثب وما تواجهه من الداخل من مشاكل وتحديات والمكائد التي تُحاك في الكواليس، على نحو شعر معه المشاهد أنه يعرف الملكة وعائلتها عن قرب، لكن في الواقع عكس ذلك، ناهيك عن براعة الممثلين في تجسيد دور الملكة بإتقان تام، مع لمسة سينمائية، تثير الدهشة والجاذبية.
ومع ذلك واجه العمل أزمة كبيرة، لاسيما مع موسمه الرابع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، ووصل الأمر إلى حد مطالبة وزير الثقافة البريطاني، التنويه بأن العمل هو مسلسل خيالي، وذلك بعد تناول حياة الراحلة الأمير ديانا ومعاناتها مع زوجها وقصة الخيانات المتكررة بينهما، وإصابتها بمرض البوليميا،
وكان الأمير هاري الذي وقع اتفاقية خاصة مع نيتفليكس مع زوجته ميغان دوقة سسيكس، وصف الدراما بأنها “متخيلة” لكنها “مستندة على تعامل مع وقائع على نحو حر”، مشيراً إلى أنها ليست دقيقة لكنها تعطي صورة تقريبية عن نمط الحياة والضغوط الناجمة عن إعطاء الواجب والخدمة العامة أولوية على العائلة وعلى أي شيء آخر.
ويغطي الموسم الأول الفترة الممتدة من زواج الملكة إليزابيث من فيليب دوق إدنبرة عام 1947، ثم تتناول المواسم اللاحقة باقي فترات حياتها، حتى الموسم السادس، الذي من المقرر أن يتناول حياة الأمير ويليام وزوجته كيت ميدلتون.
وعلى الرغم من أن نتفليكس أعلنت أن المسلسل الحائز على جوائز سينتهي بعد الموسم الخامس، لكن مؤلف الحلقات بيتر مورغان غير رأيه بعد أن اتضح أن هناك حاجة لموسم سادس بسبب ثراء القصة وتعقيدها، والذي أعلن توقف تصويره حالياً احتراماً وتقديراً بعد رحيلها، وكان من المقرر أن يبدأ التصوير مع بداية الخريف.
وقدمت دور الملكة إليزابيث في جزأيه الأول والثاني النجمة البريطانية كلير فوي وحصدت جائزة إيمي عن دور إليزابيث الثانية في مرحلة الشباب، فيما خطفت مواطنتها أوليفيا كولمان الأنظار والاهتمام بأدائها المدهش لدور الملكة في منتصف العمر، والتي حصدت بفضل دورها البارع أكثر من جائزة، من بينها إيمي عن الموسم الرابع من العمل كأفضل ممثلة رئيسة. وتقدم شخصية الملكة في الموسم الخامس بمرحلة الكهولة الممثلة البريطانية إميلدا ستونتون وهو الموسم الذي لم يعرض بعد.
وسيغطي الموسم السادس من المسلسل حكم الملكة إليزابيث الثانية حتى بدايات الألفية الثالثة، وسيؤرخ لحقبة ما بعد رحيل أميرة ويلز. وستلعب الممثلة غير المعروفة ميغ بيلامي (19 عاماً) دور الشابة كيت ميدلتون قبل أن تصبح دوقة كامبريدج، فيما يجسد إيد ماكفي (21 عاماً)، وروفوس كامبا (16 عاماً) شخصية الأمير ويليام.
ورشح مسلسل “التاج” لعدة جوائز وفاز ببعضها، ومن بينها جوائز غولدن غلوب وإيمي وبافتا.
ويقول المؤرخ غريغ جينر، الذي ألف كتابا تحت الطبع بعنوان “الموت شهيراً: التاريخ غير المتوقع للمشاهير من العصر البرونزي حتى حقبة الشاشة الفضية” إن المسلسل يبرز حالة العزلة والإبهام والغموض التي تكتنف حياة من ينتمون لأسر مالكة، لكنه يصوّر في الوقت نفسه – وإلى حد ما – حياتهم كأنها أحداث مسلسل تلفزيوني مطول ذي طابع ميلودرامي، وهو ما يجعلنا بالتبعية نصدق أننا نعرف معلومات عن الأسرة المالكة، أكثر مما يحدث في الواقع، ويجعل أفراد هذه الأسرة يبدون أشبه بالمشاهير”.