
أبوظبي في 7 نوفمبر /وام/ قبل 4 أعوام كان المهاجم الفرنسي الدولي كيليان مبابي لا يزال في الـ19 من عمره غير أنه ساهم رغم صغر سنه بقدر كبير في فوز منتخب بلاده بلقب كأس العالم 2018 في روسيا. والآن، أصبح مبابي من أبرز اللاعبين في العالم، وتعلق الجماهير الفرنسية عليه آمالا كبيرا لقيادة الفريق إلى لقب العالم للنسخة الثانية على التوالي وللمرة الثالثة في تاريخ فرنسا. وعندما يخوض المنتخب الفرنسي رحلة الدفاع عن لقبه في مونديال 2022، ستكون الكثير من الأنظار مسلطة على مبابي الذي يمثل أبرز الأوراق الرابحة في صفوف المنتخب الفرنسي حيث تعتمد عليه انتصارات الفريق بشكل كبير. وفي مونديال 2018 بروسيا أحرز مبابي 5 أهداف ليسهم بقدر هائل في فوز الفريق بلقب البطولة للمرة الأولى خارج أرضه حيث كان لقب فرنسا الأول عندما استضافت نسخة 1998، وذلك قبل شهور قليلة من مولد مبابي. وحل مبابي ثانيا في قائمة هدافي مونديال 2018 بفارق هدف واحد فقط خلف الإنجليزي هاري كين لتضيع عليه فرصة الفوز بجائزة الحذاء الذهبي لهداف البطولة، ولكنه توج بجائزة أفضل لاعب شاب في البطولة. كما أصبح مبابي أول لاعب دون الـ20 عاما يهز الشباك في نهائي أي نسخة بالمونديال منذ أن نجح الأسطورة البرازيلي بيليه في هذا بمونديال 1958 بالسويد عندما قاد منتخب بلاده للقبه الأول في المونديال حيث سجل مبابي أحد أهداف الفوز على المنتخب الكرواتي 4-2 في نهائي مونديال 2018 . وبمشاركته في نهائي مونديال 2018 ، أصبح مبابي ثالث لاعب فقط يشارك في نهائي كأس العالم وهو دون الـ20 عاما أيضا بعد بيليه والمدافع الإيطالي جوسيبي بيرجومي، الذي خاض نهائي مونديال 1982 بإسبانيا أمام المنتخب الألماني. وتبدو الفرصة سانحة الآن أمام مبابي لترك بصمة أكبر في مونديال 2022 خاصة وأنه مرشح بقوة للمنافسة على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في هذه النسخة من المونديال إضافة للفوز مع فريقه بلقب البطولة. و قدمت بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) منتصف العام الماضي دليلا دامغا على ارتباط مستوى أداء ونتائج المنتخب الفرنسي في الآونة الأخيرة بما يقدمه مبابي داخل الملعب. وكانت يورو 2020 بطولة للنسيان بالنسبة لمبابي بعدما فشل في هز الشباك في المباريات الـ4 التي خاضها مع الفريق في البطولة وأهدر ركلة ترجيح حاسمة في دور الـ16 ليودع الفريق البطولة أمام المنتخب السويسري. ولهذا ، يتطلع مبابي إلى تقديم صورة مغايرة في مونديال 2022 واستكمال النجاح الذي قدمه في مونديال 2018 خاصة وأنه سيخوض المونديال بعد سنوات من التألق في صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي حيث حقق معه العديد من الألقاب والأرقام القياسية. واختار مبابي البقاء في صفوف الفريق الباريسي على الانتقال إلى ريال مدريد بعدما أكدت العديد من التقارير في صيف العام الحالي أنه كان قاب قوسين أو أدنى من الريال لكنه جدد عقده مع سان جيرمان في النهاية. وأصبح مونديال 2022 فرصة جديدة أمام مبابي للتأكيد على أنه أحد اللاعبين الذين يعتبرون امتدادا طبيعيا للنجمين الشهيرين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.
برغم عدم فوزه مع المنتخب الفرنسي بلقب بطولة كأس العالم 2022 وضياع حلم الدفاع عن اللقب العالمي مع الفريق، أثبتت النسخة العالمية التي أسدل الستار أمس الأحد على فعالياتها أن المهاجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي هو نجم وأيقونة المستقبل في عالم كرة القدم.
وخسر مبابي “23 عاما” مع المنتخب الفرنسي أمام نظيره الأرجنتيني 2-4 بركلات الترجيح في نهائي مونديال 2022 مساء أمس بعد التعادل 3-3 بينهما في المباراة.
وسيطر الحزن والإحباط على مبابي في نهاية المباراة خاصة وأن اللاعب قاد انتفاضة منتخب بلاده في الشوط الثاني ليقلب الفريق تأخره بهدفين نظيفين في الشوط الأول إلى تعادل ثمين 2-2 في الوقت الأصلي ثم 3-3 في الوقت الإضافي قبل أن تحسم ركلات الترجيح اللقب لصالح المنتخب الأرجنتيني.
وسجل مبابي الأهداف الثلاثة (هاتريك) للفريق في المباراة ليصبح ثاني لاعب فقط في تاريخ كأس العالم يحرز هاتريك في النهائي وأول لاعب منذ أحرز الإنجليزي جيوفري هورست هاتريك لمنتخب بلاده في نهائي مونديال 1966.
وأحرز مبابي لقب هداف البطولة بعدما سجل 8 أهداف بفارق هدف واحد عن الأرجنتيني ليونيل ميسي، ولكن اللاعب الفرنسي الشاب بدا حزينا وهو يتسلم جائزة الحذاء الذهبي لهداف البطولة حيث كان هدفه الأساسي هو الفوز باللقب العالمي مع منتخب بلاده.
وعلقت صحيفة “ليكيب” الفرنسية الرياضية على صورة تبدو فيها خيبة أمل اللعب، وذكرت “ملك بلا تاج”.
ورفع مبابي رصيده إلى 12 هدفا في بطولات كأس العالم بعد رباعية أحرزها في مونديال 2018 بفرنسا.
ومع سن مبابي وإمكانية مشاركته في أكثر من نسخة تالية من بطولات كأس العالم، يبدو اللاعب مرشحا لمعادلة وتحطيم العديد من الأرقام القياسية ومنها الاستحواذ على لقب الهداف التاريخي لكأس العالم، والذي يستحوذ عليه المهاجم الألماني السابق ميروسلاف كلوزه برصيد 16 هدفا.
ويمثل مبابي رمزا لهذا الجيل من اللاعبين في صفوف المنتخب الفرنسي الذي يعتمد حاليا على عدد من اللاعبين الشباب، والذين قادوا انتفاضة الفريق في مباراة الأمس مثل أوريلين تشواميني وجول كوندي ودايو أوباميكانو وماركوس تورام وكينجسلي كومان وكولو مواني.
ومع اعتماد المنتخب الفرنسي على هذه المجموعة الشابة من اللاعبين بقيادة مهاجم خطير ويمتلك إمكانيات مميزة أمام المرمى وفي الاختراقات مثل مبابي، يبدو المنتخب الفرنسي مرشحا للمنافسة على العديد من الألقاب في البطولات الكبيرة في السنوات المقبلة.
كما يبدو مبابي مرشحا لأن يكون المرشح الجدير للعديد من الجوائز الفردية التي هيمن عليها ميسي ورونالدو في السنوات الماضية ليكون هو أيقونة “المستقبل” في عالم كرة القدم.