تحظى بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، التي تقام في مدينة البصرة العراقية، بإشادة واسعة، في الوقت الذي خطف حفل افتتاحها مساء الجمعة، أنظار المتابعين العرب وحول العالم، ورأى مراقبون أنها تعزز الهوية الخليجية للعراق عند الجمهور.
وتقام بطولة كأس الخليج العربي في نسختها الـ 25 حتى يوم 19 من شهر يناير الجاري، بمشاركة 8 منتخبات، تتوزع على مجموعتين، الأولى تضم: العراق وعُمان واليمن والسعودية، فيما الثانية تتكون من: الإمارات وقطر والبحرين والكويت.
وحرصت الجماهير العراقية خلال الأيام الماضية، على التعبير عن سعادة كبيرة باستضافة البطولة بمدينة البصرة وتأكيد العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط بين شعوب المنطقة، في حين اختلطت الاحتفالات بين مختلف الجماهير الحاضرة، في مشاهد تبرز الهدف النبيل من هذا التجمّع الخليجي.
تعزيز الهوية الخليجية
ويرى أستاذ العلاقات الدولية والمحلل العراقي، رائد العزاوي، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، أن بطولة “خليجي 25” تعزيز بالتأكيد الهوية الخليجية للعراق عند الجمهور، ويؤكد أن العراق بلد عربي وخليجي يرتبط بعروبته وخليجه أكثر ما يرتبط بأي جهات أو دول أخرى.
وأشار العزاوي إلى أن العراق يمتلك مقومات وقدرات كبيرة تؤهله لاستضافة كبرى الأحداث العالمية سواءً السياسية أو الرياضية أو الفنية، كما أن المواطن العراق فرد مبدع ويحقق نجاحات كبيرة ويمتلك إمكانيات فكرية ضخمة، “لكن ما حدث بعد عام 1990 والاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 هو ما أبعدنا عن استضافة تلك الأحداث الدولية”، مشددًا على أن العراق عاد بقوة في الفترة الأخيرة ليؤكد حضوره العربي والخليجي.
ترحيب سكان البصرة
وكان لافتًا ترحيب سكان البصرة بالضيوف الخليجيين الذين توافدوا على العراق، وتمنوا أن تتزايد الأعداد في الأيام المقبلة، وأن تمتلئ مدرجات الملاعب بمشجعي المنتخبات المشاركة، حتى تحقق البطولة أهدافها في لم الشمل بين سكان المنطقة، ودعم التقارب والتآخي بين الجماهير.
وأطلق عدد من سكان البصرة بادرة إيجابية تعكس كرم الشّعب العراقي، والتقدير الكبير الذي يكنّه لضيوف “خليجي 25″، حيث وجّهوا الدعوة للجماهير الخليجية التي ستحضر لمشاهدة مباريات البطولة، بعدم الإقامة في الفنادق، مقابل استقبالهم في بيوت العراقيين، معتبرين أنهم “ضيوف مبجلين” على مدار أيام البطولة.
ولفت المحلل العراقي إلى أنه على المستوى الشعبي، فعلاقات جمهور العراق مع دول الخليج “قوية ومتجذرة” ولم تنجح أي محاولات سابقة في استهدافها، كما لم تتأثر بأي اختلافات سياسية، وبطبيعة الحال فشعب العراق مُحِب لعروبته ومنطقته الخليجية.
وأكد أن “خليجي 25” هو لكل العرب من أقصى المشرق لأقصى المغرب، وهذا الشعب تمكن من تجاوز محنته لإعادة إشعاعه من جديد.