في خواتيم عرض تقديمي استمر أكثر من ثلاث ساعات أمام مستثمري «تيسلا» حول خطط الشركة، قال إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي «تيسلا» و«تويتر»: «إن الذكاء الاصطناعي يقلقه؛ ودعا الحكومة إلى تنظيمه».
وكان لجهود الذكاء الاصطناعي الطموحة الخاصة بـشركة «تيسلا» دور مميز في العرض التقديمي «الخطة الرئيسية 3»، وهو الجزء الثالث من سلسلة أوراق حول كيفية توسع «تيسلا» والانتقال بالعالم إلى الطاقة النظيفة.
وكان هناك مقطع فيديو للروبوت «أوبتيموس»، شبيه الإنسان الذي طورته الشركة، وهو يقوم بتعديل أجزاء من روبوتات «أوبتيموس» الأخرى، كما لو كان ينوي تجميع نسخ طبق الأصل من نفسه.
وقدم المسؤولون التنفيذيون عروضاً تفصيلية حول كيفية استخدام «تيسلا» لتقنية الذكاء الاصطناعي لتدريب المركبات على القيادة الذاتية، وهو جهد يخضع للتدقيق من قبل السلطات الفيدرالية وسلطات الولاية.
ولكن عندما سأل أحد المحللين ماسك عما إذا كان بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يساعد «تيسلا» في بناء السيارات، بدا ماسك أقل تفاؤلاً حيث قال: «لا أرى أن الذكاء الاصطناعي يساعدنا على صنع السيارات في أي وقت قريب، وعندما نصل تلك المرحلة لا فائدة من عمل أي منا».
قلق بشأن الذكاء الاصطناعي
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أكد ماسك عبر تغريدات أنه «يقوم بتجنيد فريق من تقنيي الذكاء الاصطناعي لإنشاء منافس لتقنية تشات جي بي تي، المستندة إلى النصوص التي أنشأتها «أوبن إيه آي» مدعومة من مايكروسوفت، ولتقنيات أخرى مماثلة قيد الإنشاء في جوجل وميتا ومنصات تقنية كبيرة أخرى».
وكان ماسك قد غرد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي حول «تشات جي بي تي» الذي يمكنه صياغة النثر والشعر، بل وحتى أكواد الحاسوب عندما يُطلب منه ذلك، ووصف الأمر بأنه مخيف وحذر، قائلاً: «نحن لسنا بعيدين عن الذكاء الاصطناعي ذي القوة الخطرة».
وضاعف هذه المخاوف لجمهور محللي «تيسلا»، الأربعاء، حينما قال: «أنا قلق قليلاً بشأن الذكاء الاصطناعي»، مشيراً إلى «أننا بحاجة إلى نوع من السلطة التنظيمية للإشراف على تطوير الذكاء الاصطناعي».
ولفت إلى «أهمية التأكد من أنه يعمل للمصلحة العامة»، واصفاً إياه بأنه «تقنية خطرة للغاية»، معترفاً بأنه «يخشى أنه قد فعل بعض الأشياء التي تسرع منه». ولكنه اعتبر أن «جهود “تيسلا” لتمكين مركباتها من المقدرة على القيادة الذاتية بأمان، أمر مفيد بالتأكيد».
ويبدو أنه في حيرة من أمره، عندما قال: «لست أدري، تيسلا تقوم بأشياء جيدة في مجال الذكاء الاصطناعي». وتوقف قليلاً وتنهد ثم واصل: «هذا يؤرقني. لا أعرف ماذا أقول عن ذلك».
ردة فعل المستثمرين
يبدو أن هذا العرض التقديمي في «يوم المستثمر»، والذي عٌقد في تكساس، قد كانت له توابعه حيث هوت أسهم شركة «تيسلا» بأكثر من 5% بعد ساعات فقط من الحدث.
ففي بداية العرض، أشار ماسك إلى أن «هنالك مسار واضح لأرض مستدامة للطاقة، وهو لا يتطلب تدمير البيئة الطبيعية ولا يتطلب منا أن نكون متقشفين ونتوقف عن استخدام الكهرباء، وفي الواقع يمكن دعم حضارة تفوق الأرض كثيراً، ويمكن دعم أكثر من 8 مليارات إنسان بشكل مستدام على الأرض».
ومنذ بداية العرض، انضم إلى ماسك درو باجلينو، نائب الرئيس الأول لهندسة مجموعة الدفع والطاقة في «تيسلا» وناقشا المستقبل الذي ستلعب فيه الشركة دوراً في «إعادة تشغيل الشبكة بالوقود المتجدد»، في الوقت الذي تتم فيه زيادة إنتاج البطاريات لكل من سيارات «تيسلا» الكهربائية وأنظمة تخزين الطاقة على مستوى خدمات الشركة.
وأكد التنفيذيون أن «هدف الشركة هو إنتاج 20 مليون سيارة كهربائية سنوياً بحلول عام 2030»، وأبلغت الشركة عن تسليم حوالي 1.31 مليون سيارة خلال العام بأكمله في عام 2022.
خفض التكاليف
وخلال جلسة أسئلة وأجوبة بعد العرض التقديمي، أجاب المسؤولون التنفيذيون عن سؤال حول كيف يمكن للشركة زيادة حصتها في السوق في الصين. ولكن ماسك مرر السؤال إلى توم تشو، الذي يرأس قسم الإنتاج العالمي ويدير أعمال الصين وآسيا والمحيط الهادئ للشركة لسنوات. وكان جواب تشو: «طالما أنك تقدم منتجاً ذا قيمة وبسعر مناسب فلا داعي للقلق بشأن الطلب»، مشيراً إلى أنهم «يحاولون فعل أي شيء لخفض التكاليف لتقليل كلفة الشراء على العملاء».
بعد ذلك، أدلى ماسك برأيه قائلاً: «إن الطلب أمر يعود للقدرة على تحمل التكاليف وليس للرغبة»، معتبراً أنه «حتى التغييرات الطفيفة في السعر يكون لها تأثير كبير في الطلب». كما أعلن تشو أن «إنتاج تيسلا حتى يوم الأربعاء وصل 4 ملايين سيارة في المجموع».
وذكر بالتفصيل أنهم «استغرقوا 12 عاماً لتصنيع المليون الأول، وحوالي 18 شهراً للمليون الثاني، و11 شهراً للمليون الثالث».
وفي إشارة إلى تحسن الكفاءة التشغيلية، قال تشو: «إن تصنيع المليون الرابع استغرق أقل من 7 أشهر».
وصرح بأن «الشركة تخطط لإنشاء مصانع جديدة للسيارات والبطاريات، وكذلك لإنتاج المزيد من السيارات سنوياً في مصانعها الحالية».
وقبيل «يوم المستثمر 2023»، وفي مؤتمر صحفي، الثلاثاء، قال أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، رئيس المكسيك: «إن تيسلا وافقت على بناء مصنع كبير في مونتيري بالمكسيك، كما وافقت على استخدام المياه المعاد تدويرها واتخاذ مبادرات أخرى لمواجهة ندرة المياه في المنطقة».
وأكد ماسك، الأربعاء، خطط المصنع، مشيراً إلى أن «الإنتاج هناك سوف يكون مكملاً لما تصنعه مصانع تيسلا الأخرى وليس بديلاً لها».
ورغم انتعاش أسهم «تيسلا» من الانخفاضات التي أصابتها خلال عام 2022 وارتفاعها بأكثر من 60% لهذا العام حتى الآن، إلا أن السهم انخفض بنسبة 1.43%، الأربعاء قبل الحدث، و5% بعد ساعات منه.
احتدام المنافسة
وأبقى محللو بنك «ميزوهو» على تصنيف شراء أسهم تيسلا قبل «يوم المستثمر»، حيث رأوا أن الشركة في موقع ريادي في سوق متنامية للسيارات الكهربائية بالكامل.
ونشروا في وقت سابق من هذا الأسبوع: «على المدى القريب نرى استمرار قوة حصة تيسلا في السوق لكننا نرى أن المركبات الكهربائية المنافسة الأقل سعراً التي تدخل السوق تخفف هذه الحصة في سوق السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة».
ولفتوا إلى أن «أقل سعر لسيارة تيسلا حالياً هو لطراز 3 سيدان ويبدأ بحوالي 43000 دولار».
وأشار «ميزوهو» إلى أن «سبعة طرز من شركات صناعة السيارات الأخرى يتم تسعيرها حالياً بأقل من ذلك».
وكانت خطة ماسك الرئيسية الطموحة «الجزء الثاني» قد أُعلنت في عام 2016 ولم يتم الوفاء بها بالكامل، وتضمنت أربعة أهداف رئيسية، وهي: إنشاء أسقف شمسية مذهلة باستخدام بطارية تخزين مدمجة بسلاسة، وتوسيع خط إنتاج السيارات الكهربائية لمعالجة جميع القطاعات الرئيسية، وتطوير قدرة قيادة ذاتية أكثر أماناً بعشر مرات من القيادة اليدوية من خلال التعليم الهائل للأسطول، وجعل السيارة تجني الأموال لمالكها عند عدم استخدامها.