انطلاق “منار أبوظبي”، المعرض الفني الضوئي الذي يتواصل حتى 30 يناير 2024، مع أعمال تكليفية فنية جديدة مخصصة للمواقع، ومنحوتات ضوئية، وعروض وأعمال فنية غامرة تنتشر في مواقع رئيسية في المدينة بما في ذلك طريق وشاطئ الكورنيش، القرم الشرقي، وجزيرة الفاهد، ومنتزه القرم الوطني في جزيرة الجبيل، وجزيرة اللؤلؤ، وجزيرة السعديات، وجزيرة السمالية
يضم المعرض الجماعي أكثر من 20 فناناً محلياً وإقليمياً وعالمياً، بما في ذلك أيمن زيداني، كارستن هولر، جيم دينيفان، لطيفة سعيد، لوسيانا آبايت، محمد كاظم، نادية كعبي لينك، نجوم الغانم، رين وو، رافاييل لوزانو هيمر، سامية حلبي، شيزاد داوود وتيم لاب وغيرهم
يُشكل المعرض، الذي قامت بتنسيقه فنياً ريم فضة وعلياء زعل لوتاه، محوراً رئيسياً لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، في إطار مبادرة “أبوظبي للفن العام”، التي تلتزم بتعزيز النسيج الحضري للمدينة من خلال الفن العام
افتتح المعرض الفني الضوئي “منار أبو ظبي” أمام الجمهور، و الذي يضم مجموعة من الأعمال الفنية التكليفية والعروض الضوئية، التي تم تجهيزها وعرضها في العديد من الجزر وغابات أشجار القرم والمناظر والمساحات الطبيعية في العاصمة.
يُعتبر معرض “منار أبوظبي” محوراً رئيسياً ضمن مبادرة “أبوظبي للفن العام”، التي دشنتها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي. ولقد انطلقت الدورة الأولى من “منار أبوظبي” تحت شعار “سكون الضوء”، المتجذر في مفهوم التأسيس والتنوير الذاتي، ودور الضوء، باعتباره انعكاس لذواتنا الداخلية، والجسد، والعقل والروح. ويضم المعرض الذي يقام على نطاق الإمارة، وتولت مهام تنسيقه الفني ريم فضة وعلياء زعل لوتاه، مجموعة من الأعمال الفنية لأكثر من 20 فناناً محلياً وإقليمياً وعالمياً من الأرجنتين وتايوان وألمانيا وفرنسا والهند واليابان والمكسيك وفلسطين والمملكة العربية السعودية وتونس والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.
في جزيرة الفاهد، ابتكر جيم دينيفان عمله الفني تحت إسم “مماثل ذاتياً”، وهو تركيبة ضخمة لفن الأرض مضاءة بـ 432 من المصابيح التي تعمل بالطاقة الشمسية، حيث تُشكل السحب الشاهقة وحبيبات الرمال الصغيرة، سيمفونية من الترابط القائم. في حين استحوذ رافاييل لوزانو هيمر على جزيرة الؤلؤ، من خلال عمله الفني “جزيرة الترجمة”، الذي يُشكل رحلة تفاعلية عبر 10 أعمال فنية متعددة الوسائط سمعية وبصرية واسعة النطاق. تعتبر هذه الأعمال بمثابة جولة تكنولوجية طموحة، تستخدم بخاخات الموجات فوق الصوتية وعدادات جيجر وكاميرات حرارية وغيرها من المعدات.
وتستخدم بعض التركيبات الفنية الضوء لتجسيد الظواهر الطبيعية والكونية أو التفاعل معها، والبعض الآخر يعكس الطبيعة العابرة للوجود والفهم البشري وسوء الفهم. يُشكل المعرض في نهاية المطاف، منصة للتمثيل الذاتي والمشاركة من قبل الزوار. ويقوم كارستن هولر من خلال عمله الفني “نقاط أبوظبي”، بتطوير العنصر التشاركي بشكل أكبر على شاطئ الكورنيش، حيث يُعتبر هذا العمل بمثابة لعبة تدعو الزوار للتفاعل مع الضوء وتغيير خصائصه. في حين تعكس شيلبا غوبتا، قدرة الإنسان على التغيير، من خلال عمل فني مقدم باللغات العربية والإنجليزية والأوردية.
ومن خلال دمج الصوت والتقنيات الرقمية والضوء والماء، يحتفل جميري بالجمال الأثيري غير المادي لشواطئ أبوظبي التي تتمتع بتلألؤ بيولوجي حيوي، ما يشكل حافزاً للتفكير في الترابط بين جميع الكائنات الحية. من جهتها جمعت لوسيانا آبايت ، مجموعتها الواسعة من التسجيلات المرئية والصوتية من جميع أنحاء العالم من خلال عملها الفني “أغوا”، وهو تجربة تفاعلية، حيث تتم دعوة المشاهدين للانغماس في عرض شلال واسع النطاق، يرمز إلى عملية التطهير الروحي. أما منحوتة شيزاد داوود، ” الخيمياء المرجانية (شعب أكروبورا)” قزحية الألوان والتي يبلغ ارتفاعها 4 أمتار على شاطئ الكورنيش، تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي، وتسليط الضوء على أنواع الشعاب المرجانية المهددة بالانقراض.
تعكس الأعمال الفنية الأخرى التاريخ والحقبة الحديثة التي تعيشها الإمارات العربية المتحدة و أبوظبي. في جزيرة اللؤلؤ، تحتفي نجوم الغانم بتراث أبوظبي البحري من خلال عمل فني تكليفي ضخم “السفن المُحلقة” من القوارب الشراعية. وتقدم عائشة حاضر وروضة الكتبي وشيخة الكتبي، سلسلة من الأعمال الفنية التي تهدف إلى استكشاف تقاليد أبوظبي وممارساتها الثقافية، من خلال رحلة ممتعة عبر القرم الشرقي. والتقط أحمد سعيد العرّيف الظاهري، المناظر الطبيعية دائمة التطور في أبوظبي، وقدمها من خلال عرض الفيديو الخاص به على مبنى غرفة أبوظبي، والذي يتضمن صوراً أرشيفية لأفق المدينة القديم والمعاصر.
ومن خلال استكشاف تفاعل الوقت والإدراك المكاني مع قطعتها النحتية، تعكس أسماء بالحمّر تجربة أولئك الذين ترعرعوا في الإمارات وكيف شهدوا لتغيرات في الهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية خلال اللحظات العابرة. أما طائرة غروب إف المسيرة واللوحة المضيئة، ستحول سماء الليل وتعاين المستقبل المعماري التاريخي لجزيرة السعديات. مستمدة من وسط الضوء، تتصور لطيفة سعيد ونادية كعبي لينك أعمالهما الفنية التي تركز على الهندسة المعمارية، كمركبات أو عدسات للوسط غير المادي “الضوء”، الذي يجعل العالم مرئياً دون أن يُرى.
ومن خلال تحويل شاطئ الكورنيش إلى لوحة بمساعدة شاشتين LED، تدمج الفنانة الشهيرة سامية حلبي الرسم مع التكنولوجيا الحركية، ما يمنح الأفكار المرئية جسداً ملموساً يعكس النمو والتطور.
سيتم الكشف عن سلسلة ثانية من الأعمال الفنية في جزيرة السمالية في 20 ديسمبر وسيبقى المعرض قائماً حتى 30 يناير 2024. من بين الفنانين الذين ستفتتح مشاريعهم في النصف الثاني من شهر ديسمبر، تيم لاب، الذي يستخدم التقنيات الرقمية لإنشاء أعمال فنية غامرة ومذهلة تنقل المشاهدين إلى عالم تلتقي فيه الطبيعة والتكنولوجيا في تجانس تام. وكمثل ما سبق، يدرس أيمن زيداني التفاعل بين البشر والعالم الطبيعي في عمله “تريبوليس”، ما يطمس الخطوط الفاصلة بين أشكال الحياة ويعزز التفكير في ارتباطنا بالأرض والفصائل الأخرى في بيئة الخليج الحديثة. ويصور محمد كاظم التعاون عبر مختلف المجالات كما الرحلة التنموية للأمة في عمل فني، ويظهر الوحدة والفرص اللامحدودة التي توفرها الإمارات من خلال ترتيب دائري للإحداثيات العددية من خلال عمله الفني “الاتجاهات، الإمارات العربية المتحدة”. وفي جزيرة الجبيل، منتزه القرم الوطني، سيضيء العمل الفني التكليفي الغامر للفنانة رين وو “واحد مع التربة، واحد مع السحابة”، دورة حياة أشجار القرم من خلال سرب عائم من الأضواء، احتفالاً بجمال الوجود وزواله مع تقديم منظر فريد عن العالم الحي من الأعلى .وأخيراً، واحتفالاً بالمنطقة الثقافية الصاعدة، سيقدم علاء إدريس منظوراً جديداً لجزيرة السعديات مع متحف غوغنهايم أبوظبي الجديد في الخلفية.
ويصاحب المعرض برنامج حافل بالحوارات وورش العمل وعروض الأداء الفنية، المتاحة للزوار على مدى أيام المعرض. ويساهم هذا المعرض في تسليط الضوء على التزام مبادرة “أبوظبي للفن العام” المستمر بتعزيز الأماكن العامة في الإمارة من خلال الفن، والاستفادة من الإرث الثقافي النابض بالحياة، وفي الوقت نفسه التطلع إلى مستقبل يزخر بالإمكانات الإبداعية.