مع التقدم الهائل في مجال التطور الطبي، اصبح هناك العديد من الأجهزة والأدوات التكنولوجية الحديثة المستخدمة، وفي هذا السياق التقت مجلة”كل العرب” مع جيرون تاس، رئيس الابتكار والاستراتيجية، Royal Philips
• كيف يساعد الذكاء الاصطناعي على تشكيل مستقبل قطاع الرعاية الصحية؟
لا يزال نصف سكان العالم ليس لديهم إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، في حين أن الدراسات تشير إلى أنه في العديد من أنظمة الرعاية الصحية المتطورة، فإن 25% من الإنفاق على قطاع الصحة يضيع هباءً. تلتزم فيليبس بالمشاركة في بناء حلول رعاية صحية عالية الجودة بتكلفة ميسورة تُستخدم فيها الموارد بطريقة فعالة ومسؤولة. وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، تحولت فيليبس من مورِّد للمنتجات إلى مقدم للحلول والخدمات، مما يتيح لها تطبيق وسائل لتعزيز الفعالية على كافة مستويات المنظومة من خلال تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي التي تتيح للمستشفيات التحول من النماذج القائمة على الكم إلى النماذج القائمة على القيمة والتي تركز على توفير أفضل رعاية بتكلفة أقل. ويتيح التحول الرقمي خلق شبكات رعاية تتيح مشاركة المعرفة والإمكانات والموارد على مستوى عالمي. وفي الوقت نفسه، ركزت الشركة تركيزاً كبيراً على جعل حلولها قابلة للتطبيق عالمياً وعملياتها محايدة للكربون. وسيكون الذكاء الاصطناعي العنصر الأكثر أهمية في خلق نماذج مستدامة من أنظمة تقديم الرعاية الصحية المستعدة للتحديات المستقبلية والتي يمكن أن يصل إليها أكبر عدد ممكن من الأشخاص.
• ما الاستخدامات المختلفة للذكاء الاصطناعي وكيف يمكن أن تسهم في تحسين حياة المرضى؟
إننا نسعى لتحسين حياة 3 مليار شخص سنوياً بحلول عام 2030. تتعرض أنظمة الرعاية الصحية في مختلف أنحاء العالم إلى الكثير من الضغطوط لتقديم رعاية فعالة وعالية الجودة لعدد متزايد من السكان، غير أن الموارد المالية والبشرية لتقديم هذه الرعاية محدودة. بالإضافة إلى هذا، فإن شيخوخة السكان وازدياد الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي تزيد من الطلب على الرعاية الصحية. ببساطة ليس لدينا العدد الكافي من المتخصصين المُدرَبين على تقديم خدمات رعاية صحية عالية الجودة لمن يحتاج إليها. وسوف يساعد الذكاء الاصطناعي على استخدام الموارد الشحيحة بطرق أكثر ذكاءً ودعم المستهلك في الاستمتاع بنمط حياة صحي أكثر ودعم المتخصصين في مراحل تشخيص وعلاج المرضى.
هذه التوجهات العالمية تغذي تحولاً إلى الرعاية الصحية القائمة على القيمة؛ أي نظام يركز على ما يقدره المرضى ويكرس الموارد حسب النتائج الصحية التي يقدمها النظام، ويستهدف هذا النظام تحقيق الهدف المكون من أربعة محاور: تحسين النتائج الصحية وتحسين تجربة المرضى وتجربة فريق العمل وتقليل نفقات الرعاية الطبية.
يواجه سكان الشرق الأوسط الذين يبلغ عددهم 580 مليون نسمة زيادة هائلة في الإصابة بالأمراض المزمنة مثل مرض السكري والسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية بسبب التحديات المرتبطة بنمط الحياة مثل عادات الغذاء السيئة وزيادة القلق والتوتر والأنشطة الجسدية غير المناسبة وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم.
يرتكز هذا على مجموعة من الحقائق والأرقام المثيرة للقلق التي نراها بشكل يومي تقريباً، وإليك مثالين على هذا:
• ارتفعت معدلات الوفيات بسبب مرض السكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من عام 1990 إلى 2015 بنسبة 216%. بالإضافة إلى هذا، من المتوقع أن يرتفع عدد مرضى السكري بنسبة 110% إلى 82 مليون شخص على مدار الستة وعشرين عاماً القادمة.
• في عام 2015، كانت أمراض القلب والأوعية الدموية مسؤولة عن 34% من إجمالي الوفيات في منطقة الشرق الأوسط.
هذا النوع من البيانات الصادمة هو ما يدفعنا إلى بذل قصارى جهدنا. إن تركيزنا الأساسي في الشرق الأوسط هو أن تكون لدينا القدرة على دفع الابتكار باستمرار في مختلف أجزاء منظومة الرعاية الصحية. إن رؤية فيليبس لمنظومة الصحة باعتبارها متسلسلة مترابطة يساعد على تحقيق التكامل بين عالم المستهلك وعالم الرعاية الصحية بهدف وضع الأفراد في مركز نهج شامل يقدم أفكاراً ورؤى متكاملة قائمة على البيانات لدعم الصحة الشخصية وعملية صنع القرارات بناءً على البيانات السريرية.
• ما الحلول المبتكرة التي تقدمها فيليبس للمنطقة؟
تتميز فيليبس بأنها تحتل مكانة متميزة تتيح لها تضمين وتحليل البيانات السريرية والتشغيلية داخل وخارج المستشفى وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنتاج تحليلات فورية وتوصيات استباقية يمكن اتخاذ إجراءات بناءً عليها. تتضمن الكثير من ابتكاراتنا الحالية – وتقريبا جميع الابتكارات المستقبلية – تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي لديها إمكانات هائلة لتحسين نتائج المرضى وفعالية تقديم الرعاية الصحية. نؤمن في فيليبس بأنه يمكن إطلاق العنان للقيمة الحقيقية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من خلال الجمع بينه وبين الخبرة بالسياق السريري والتشغيلي الذي تُستخدم فيه في ظل تبني نهج يركز على الأشخاص. في معرض الصحة العربي، ينصب تركيزنا على توضيح كيف نكوِّن شراكات مع مقدمي خدمات الرعاية الصحية في المنطقة لتقديم حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي تتميز بالمرونة وقابلية التوسع في ظل سعي مقدمي خدمات الرعاية الصحية إلى تحسين الأداء من خلال تحسين تجربة المرضى والنتائج الصحية وتجربة فريق العمل وتخفيض تكلفة الرعاية في الوقت نفسه.
كما سنوضح أيضاً في المعرض كيف يمكن للشركة دعم مقدمي الرعاية الصحية في تحقيق الهدف المكون من أربعة محاور باستخدام منتجاتنا، وفيما يلي بعض الأمثلة:
حل الجيل الجديد من نظم معلومات التصوير الطبي، والذي صدر عقب أعوام عديدة من الاستثمار الاستراتيجي في البحث والتطوير والذكاء الاصطناعي مما أثمر عن مجموعة من المنتجات المتكاملة التي توفر منصة شاملة مصممة لربط الإمكانات السريرية وتحسين سير العمل لأقصى درجة في كل خطوة في الرحلة العلاجية للمريض.
حل IntelliSpace Enterprise Edition والذي يقدم حل معلوماتي على مستوى المؤسسة بالكامل يتيح للأنظمة الخاصة بالصحة النمو والتطور.
خدمات Healthcare Transformation Services والتي تقدم توصيات موجهة نحو إيجاد حلول وتركز على الأشخاص للمساعدة في تحسين الرعاية السريرية وتحسين تجربة المرضى وفريق العمل وتعزيز الأداء المالي للأنظمة الصحية، بهدف تحقيق نتائج مستدامة في سبيل تحقيق نجاح بعيد المدى.
مجموعة حلول PerformanceBridge التي تقدم مجموعة متكاملة وقابلة للتوسع من الخدمات والتحليلات والأدوات والدعم، والتي تساعد على تمكين أقسام المستشفيات من خلال تقديم معلومات فورية لتحسين الأداء وبناء برنامج للتحسن المستمر.
بالإضافة إلى هذا، فإننا نسلط الضوء على أحدث ابتكارات الشركة، والتي تشمل:
منصةAzurion بالتعاون مع FlexArmوالتي تمثل طفرة هائلة في منصة Azurion الرائدة والتي تفتح آفاقاً جديدة أمام التصوير الطبي للمرضى وأوضاع التصوير لتعزيز الرعاية. ويتضمن النظام مجموعة من الابتكارات التي تجعل من السهل على المختصين تنفيذ مهام التصوير الطبي في جميع أجزاء جسم المريض بالأبعاد الثنائية والثلاثية.
تقنية IQon Elite Spectral CT وهو أول نظام في العالم للتصوير المقطعي المحوسب القائم على مكشاف طيفي، وفي هذه التقنية الجديدة يجتمع التصوير المقطعي المحوسب التقليدي مع طبقات من النتائج الطيفية في الفحص نفسه، مما يؤدي إلى زيادة الثقة في التشخيص وتقليل النفقات المرتبطة بإعادة الفحوصات.
• هل تتبنى منطقة الشرق الأوسط التقنيات المبتكرة في مجال الصحة وتطبقها في أنظمة الرعاية الصحية؟
تكمن الفرص المتاحة أمام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مختلف أجزاء منظومة الصحة – من الحياة الصحية والوقاية إلى التشخيص والعلاج والرعاية الطبية في المنزل – في قدرتها على المساعدة في تحويل الكميات الهائلة من البيانات إلى أفكار يمكن اتخاذ إجراءات بناءً عليها. وهذه الأفكار تساعد على تمكين الأطباء السريريين والعاملين بالمستشفيات والمرضى والمستهلكين في تحقيق نتائج صحة أفضل بتكلفة أقل.
غير أن تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والصحة الشخصية يتطلب أكثر من التعلم الآلي أو التعلم العميق أو غيره من الوسائل الإحصائية. والأكثر أهمية من هذا أنه يتطلب فهماً عميقاً للسياق السريري أو التشغيلي أو الشخصي الذي ستستخدم فيه هذه الوسائل، وكذلك إطار عمل متماسك يمكن أن يضمن تبني الذكاء الاصطناعي في منظومة الرعاية الصحية بصورة أخلاقية ومستدامة.
ونعتقد أن صناع السياسات والمتخصصين في قطاع الرعاية الصحية وخبراء الصناعة والمرضى في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة يحتاجون إلى التحقق من توفير الظروف المناسبة من حيث اللوائح والتدريب والتطبيق.
إليك بعض الأمثلة:
في الوقت الراهن، يبزغ نجم نهج مركز القيادة باعتباره طريقة مبتكرة لإحداث طفرة في مجال الرعاية الصحية من خلال توفير تحليلات فورية وتوصيات استباقية لإدارة الأداء التشغيلي وإرشاد تطور حالة المرضى بناءً على الحالة السريرية. وفي معرض الصحة العربي، نسلط الضوء على الدور المتزايد لنهج “مركز القيادة” المتصل بشبكة لتقديم خدمات الرعاية الصحية في المنطقة.
ثمة مشروع آخر نسلط عليه الضوء أيضاً في المعرض وهو مشروع “تاجي”، وهو عبارة عن شبكة افتراضية لأمراض القلب تقدم نظرة شاملة ومتكاملة على مرضى القلب المسجلين لدى وزارة الصحة السعودية في مختلف أنحاء المملكة، وتدمج الأنظمة التي كانت من قبل متباينة بهدف تقليل إدخال البيانات وتسهيل إمكانية الوصول لنتائج الاختبارات التي قدمتها أقسام أخرى، وتسهيل الحصول على بيانات المرضى وتحليلها ومشاركتها.
بالإضافة إلى هذا، فقد دخلت فيليبس مؤخراً في شراكة مع مجموعة مستشفيات المواساة في المملكة العربية السعودية لتنفيذ أول منصة لوحدة العناية المركزة الإلكترونية (eICU) في المنطقة. وسيجري تطبيق هذا الحل في شبكة وحدات العناية المركزة ويستهدف توفير رعاية حرجة متقدمة للمرضى بغض النظر عن موقع المستشفى.