حوار/ راندا جرجس
تُشكل الطفولة الأساس لبناء الشخصية، وهي بؤرة التكوين ولها تأثيرها الخاص على الإنسان من جميع النواحي الفكرية والثقافية، وفيها تضئ الموهبة كشعاع النور، فقد دخل الإعلامي والروائي أحمد الرفاعي إلى عالم الكتابة الأدب منذ الصغر، حيث الاستمتاع بهواية القراءة، وانجذاب إلي المسلسلات والحكايات، وكان يقضى أوقات الفراغ في جمع القصص الأدبية من الصحف، بالإضافة إلي مشاركته في الإذاعة المدرسية التي لعبت دوراً متميزاً في تطور مهارته اللغوية وتعزيز موهبته في الإلقاء، وفي الرابعة عشر انفتح على عالم الروايات والكتابات العالمية والمحلية وتنقل بين شخوصها المتنوعة، وفى السطور القادمة سنعرف كيف بدأت الرحلة ووضع بصماته الإبداعية.
وقت الانطلاق
بداية قال: “عندما وصلت إلى مرحلة من النضج التعليمي الأكاديمي وجدت قلمي يكتب ما يجول بخاطري، واكتشفت بعد ذلك ان هذه الكتابات ما هي إلا جزءا من شخصيتي، كالطائر الذي يجد اليوم الذي يستطيع فيه الطيران، فقد حان وقت الانطلاق.وعلى الرغم من أعدادي لمجموعة من البرامج الإذاعية والتلفزيونية في عمر مبكر، إلا أن ذلك لم يحجم بداخلي الشغف الصحفي الذي بدأته من عام 2007”.
الهوية الأدبية
“بحثت كثيراً عن سبب حبي للقراءة، لأكتشف أنى عاشقاً للرواية والقصة، واستسقيت ممن قرأت لهم إلهاماً منفرداً، وصار أحد الركائز التي دعمت وكونت هويتي الأدبية” بهذه الكلمات عبر الرفاعي عن نفسه حينما سألته عن رواد الأدب ممن أثروا في تشكيل شخصيته الروائية. وأضاف أنا تلميذ لإحسان عبد القدوس وعلاء الأسطواني والمنفلوطي وأحمد مراد ونخبة من كُتاب الوطن العربي الذين أثروا الساحة الأدبية بكتاباتهم الخالدة.
عالم يحتويني
وكشف الرفاعي عن طقوسه وقت بزوغ شمس رواية جديدة قائلاً: “قلمي حينما يكتب لا يقف، واذ بي اندمج وأترك الواقع، واجد نفسي tفى عالم آخر يحتويني أنا وافكاري وخواطري فقط، أري فيه الناس واسمع حكاياتهم واتحدث معهم وأسير بين الطرقات والأزقة، وأشعر بأني أغوص في هذه الحياة الافتراضية، وكأنني بطلاً في قصة “أليس في بلاد العجائب”، واترجم ما يدور بمخيلتي وامزجه بالواقع والخبرة، وأرنو أن تكون كل رواية تجربة فريدة حالما ترى النور، وتأخذ القارئ إلي عالم مختلف يعيش فيه وينسجم معه.
صُنع الحكاية
وعن إصداراته الروائية أوضح الرفاعي أن الأولى حملت عنوان “تعبت أشتاق”، والثانية “عيونك آخر آمالي” والثالثة “كشفوا سر الهوى”، أما الأحدث فهي بعنوان ” وطن عمري” وتروى عن العلاقات الاجتماعية والمعاناة من مرارة الهجر والفراق. وأضاف “الكتابة بالنسبة لي ليس صنع الحكاية فحسب، ولكنها تحمل وتترجم كل ما ينسجه خيالي، مع الاندماج مع ما أعايشه في الواقع من مواقف وأحداث، فضلاً عن التناقضات التي تعج بها الحياة وتفرضها علينا، لتجتمع في النهاية تلك الخيوط وتكّون شخوص أبطال رواياتى، وأحاول جاهداً في توظيف جميع العناصر الأدبية لترتقي كتاباتي إلى المستوي الذي ينتظره القارئ”.
وفي الختام وجه الرفاعي رسالة شكر وامتنان لجميع القائمين على معرض الشارقة الدولي للكتاب، لكل ما قدموه من دعم راقي لتعزيز الحراك الثقافي في المنطقة العربية، وخروج هذه الدورة للنور، وأكد على انها جاءت كالطيف وسحابة المطر وسط العاصفة التي أحدثتها جائحة “كورونا”.