دبي،أحمد الشناوي
تعددت الألوان والأعراق والألسنة بتعدد البلاد والشعوب، فاختلفت العادات والتقاليد عبر دول العالم الإسلامي التي يعيش فيها أكثر من مليار نسمة في شتى قارات العالم، ولا يجمعهم إلا الإسلام ، وفي رمضان من كل عام، يتحول المسلمون في شتى ربوع الأرض إلى كتلة واحدة عملاقة، تهيمن عليها روحانيات الشهر الفضيل، فيؤدي الجميع العبادات نفسها من صيام وصلاة وإقبال استثنائي على فعل الخير ونزعة أقوى للتسامح والتواصل مع الآخرين.
رمضان في باكستان شيء مختلف، صحيح أنه توجد هناك عادات وطقوس كثيرة تشبه معظم الدول الإسلامية، مثل الإقبال على الصلاة في المساجد، وحضور حلقات الذكر ودروس التفسير وموائد الرحمن وتلك الأجواء الحميمية التي تجمع الناس وتؤلف بين قلوبهم، لكن تبقى للشهر الفضيل في باكستان خصوصية تميزه، ويشكل رمضان فرصة للباكستانيين للتقرب إلى الله تعالى، بكل العبادات وأعمال الخير، بل والتقرب من بعضهم البعض، حيث تزيد المحبة والتواد بين الناس، فيتبادلون الأطباق والزيارات وتقام موائد الإفطار الجماعي.
وقال المواطن الباكستاني علي رضا من اهم العادات الباكستانية ان الطفل الذي يصوم لأول مرة يزف كأنه عريس، ويقام له احتفال خاص يرتدي فيه ملابس تشبه ملابس العريس البالغ
مع غطاء ذهبي يزين الرأس، كما ان مائدة الإفطار لا تخلو من أكلة الباكورة وهي عبارة عن خليط من البطاطا وطحين الحمص مع التوابل المقلية و كذلك الزلابية وهي سكريات متعرجة مقلية بالزيت فيما تصنع سلطة الفواكه في المنزل ويقدم عصير “روح أفزا” الشعبي بدلا من الماء.
وأضاف رضا نحرض خلال شهر رمضان على أداء صلاة التراويح في المسجد، ونتناول القليل من الطعام على الإفطار، ثم ننطلق إلى المسجد لأداء صلاة المغرب، ثم صلاة العشاء والتراويح، ونعود بعد ذلك للمنزل لتناول الوجبة الرئيسية، التي تعد بمثابة الإفطار الثاني.
وعن اهم العادات الترفيهية في باكستان قال رضا الإقبال على لعبة “حرب البيض المسلوق”، بعد الانتهاء من تناول الإفطار، أي من أول المساء وحتى موعد السحور، وذلك بمشاركة عدد كبير من شباب وأطفال المدينة، وتعتمد تلك اللعبة، التي تتمتع بشعبية كبيرة في باكستان، على تسلح اللاعبين بالبيض المسلوق المطلي بألوان زاهية، والذي يحاول كل لاعب من اللاعبين كسره للآخر، ويتزايد إقبال الشباب على تلك اللعبة في رمضان، كي يظلوا مستيقظين حتى موعد تناول السحور وأداء صلاة الفجر.
وقال المواطن الباكستاني سيد خان لقد أنزل القرآن في ليلة القدر، ونظراً لأن قيمتها تساوي بحسب ما ذكر في القرآن الكريم ألف شهر فإنها مقدرة جداً وتحظى بأهمية بالغة عند الباكستانيين، ويعكف الباكستانيون فيها على الصلاة في البيوت أو المساجد تقرباً لله تعالى طوال الليل، كما أن المرأة لا تخرج للمساجد خلال رمضان، وتحرص على أداء الصلوات في بيتها، مضيفاً لأن شهر رمضان الكريم يعتبر فرصة لكسب المزيد من الأجر للمسلمين بالأفعال الصالحة، فلا يوجد فرق كبير بين طقوس المسلمين في جميع مناطق باكستان، فالناس تقوم بالشعائر نفسها في الوقت نفسه، لكن في العشر الأواخر يحب ميسورو الحال ارتداء الملابس الجديدة وتوزيع الهبات والعطايا على المحتاجين.
اما من حيث الملابس يتم اختيارها بما يتناسب مع كل منطقة، بحيث تعرف البلد تنوعاً كبيراً في الزي التقليدي الذي يختلف باختلاف هذه المناطق، فالناس في القسم الشمالي الغربي من باكستان يرتدون “الشلوار قميز” مع “الشابال”، أما الناس في وسط باكستان فيرتدون “الكورتا”المطرزة، بينما يرتدي الناس في الجزء الجنوبي من باكستان “الشلوار قميز” الثقيل مع “الخوسا الأجراك”.