حرصت كافة فئات المجتمع سواء المقيمين بدولة الإمارات، أو القادمين من جميع أنحاء العالم، علي التجول في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورتة الـ36، الذي يختتم فاعلياتة غدا السبت 11نوفمبر ، وفي السطور القادمة بعض من مشاهدات لفاعليات متعددة.
حيث مثلت حفلات توقيع كتب المؤلفين الناشئين والشباب التي أقيمت ضمن فعاليات المعرض، مناسبة لبعض هؤلاء الكتّاب لمشاركة عائلاتهم فرحة صدور كتبهم الأولى، حيث لوحظ وجود تجمعات عائلية كبيرة عند “ركن التوقيع” بالمعرض أثناء توقيع هذه الكتب، وسط مشاركة الصغار والكبار بانضمام أحد أفراد أسرتهم إلى قائمة المؤلفين الذين أسهم معرض الشارقة الدولي للكتاب في تحقيق الشهرة والنجاح لهم.
و شهدت مؤلفات الروائيين الكبار في أمريكا الجنوبية، مثل غابرييل غارسيا ماركيز، وإيزابيل ألليندي، وخورخي لويس بورخيس، وماريو بارغاس يوسا، تراجعاً نسبياً في المبيعات الإجمالية لدور النشر المشاركة، على حساب الروايات المترجمة عن اللغات الأوروبية والآسيوية، التي بدأت تجذب شرائح جديدة من القراء، وخصوصاً من فئة الشباب وطلبة الجامعات.
وعرضت مؤسسة دار الهلال المصرية في جناحها كنوزاً ثقافية من المجلات والكتب التي يزيد تاريخ بعضها عن 100 عام بأسعار زهيدة، وتضمنت مؤلفات كبار الأدباء المصريين والعرب في القرن العشرين، وإصدارات مصورة لكثير من الأحداث التي مرت بها مصر والعالم العربي، إلى جانب مجلدات أهم مجلات الأطفال في العقود الخمسة الأخيرة مثل “سمير” و”ميكي”.
كما حظيت دور النشر المتخصصة بالإصدارات التاريخية وخصوصاً تاريخ شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق، بإقبال كبير من قبل الزوار الذين حضر بعضهم من خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، لاقتناء أحدث هذه المؤلفات، كما سجلت كتب الأنساب، وتاريخ القبائل، وعادات سكان الصحراء، والمدن المنسية والمفقودة اهتماماً لافتاً حسب ما أكده عدد من الناشرين.
واستحقت الدور الكويتية المشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب لقب “دور النشر الشابة” بلا منازع، سواءً على مستوى الإصدارات التي حملت معظمها أسماء مؤلفين جدد من الجيل الشاب، أو فرق المبيعات في أجنحة هذه الدور، الذين لم يتجاوز غالبيتهم سن الثلاثين عاماً، هذا إضافة إلى العدد الكبير من الإصدارات التي نشرت معظمها في الأعوام الثلاثة الأخيرة.
ظهرت زيادة واضحة في الإصدارات العلمية المترجمة عن اللغات الأجنبية، ضمن جهود بعض دور النشر في “تعريب العلوم”، وخصوصاً في جناحيّ مشروع كلمة بأبوظبي، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وتميزت هذه المؤلفات بجودتها العالية على صعيد الترجمة، والتحرير، والطباعة، كما أن أسعارها كانت معقولة قياساً لكونها تحمل أسماء كبار المؤلفين وأهم المؤسسات الأكاديمية والعلمية في العالم.
*سيطر الكتاب الأكاديمي على مشاركات غالبية دور النشر الأردنية، التي وفرت مجموعات كبيرة من الكتب المتخصصة في جميع العلوم والمعارف، وإن كان غلب عليها التخصصات الإدارية، والاقتصادية، والقانونية، والتربوية، والهندسية، وهو ما جعلها قبلة لطلبة الكليات والجامعات في دولة الإمارات، وخصوصاً التي تعتمد على استخدام الكتب والمراجع الصادرة باللغة العربية.
تراجعت مبيعات المعاجم والقواميس والموسوعات بشكل كبير جداً لدى معظم الناشرين، بسبب توفر معظمها إلكترونياً أو لوجود بدائل لها على شكل تطبيقات ومواقع إلكترونية، في حين حافظت المجموعات الكاملة لكبار الأدباء والشعراء على مبيعاتها، مع ازدياد الراغبين باقتناء مثل هذه الأعمال التي تصدر غالباً بكميات محدودة ويتعذر شراؤها بالبريد بسبب تكلفة الشحن العالية.